أقدم حسن الحسكي، المغربي المدان في تفجيرات مدريد والمحكوم عليه من طرف القضاء الإسباني ب 14 سنة سجنا نافذا، على محاولة انتحار صبيحة أمس في زنزانته بالسجن المدني بسلا، بعدما اقتحم عليه رجال أمن زنزانته لإخراجه بهدف ترحيله إلى إسبانيا، لإكمال محكوميته هناك. وحسب محامي الحسكي، خليل الادريسي، فإن الحسكي اعتصم بداخل زنزانته ورفض مغادرتها، وشرع في تمزيق يديه، محاولا قطع عروقهما احتجاجا على ترحيله بشفرة حلاقة في فمه، مما أزم وضعه الصحي، خصوصا بعد أربعة أسابيع من إضرابه عن الطعام الذي جعله يفقد أكثر من عشرين كيلوغراما من وزنه. ووصف الادريسي محاولة إخراج موكله من زنزانته بالقوة لترحيله بأنها محاولة اختطاف، وقال إن الدولة المغربية تعاملت مع ملف المعتقلين في تفجيرات الدارالبيضاء، التي حصلت قبل خمس سنوات، ب”طريقة سلبية جدا”، حيث لم تتدخل إلى جانب رعاياها لضمان أبسط شروط المحاكمة العادلة لهم، كما لم تولهم أدنى اهتمام. وأضاف خليل الادريسي بأنه فوجئ بإلغاء حكم البراءة الذي صدر بحق الحسكي من قبل غرفة الجنايات بمحكمة سلا، المختصة في النظر في قضايا الإرهاب، والحكم عليه بعشر سنوات سجنا، لاتهامه بالضلوع في تفجيرات الدارالبيضاء عام 2003. وأدانت غرفة الجنايات في بداية شهر مارس الماضي الحسكي، الملقب بأبو حمزة والبالغ 42 عاما من العمر، بتهم “تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية تهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف”، وجاء ذلك الحكم بعدما برأت غرفة الجنايات الابتدائية بالمحكمة ذاتها الحسكي من جميع التهم المنسوبة إليه. وسلمت السلطات الإسبانية حسن الحسكي إلى المغرب قبل أشهر لمحاكمته في ملف تفجيرات الدارالبيضاء، بعدما صدر أمر دولي باعتقاله في 28 مارس سنة 2006 من قبل الوكيل العام للملك باستئنافية الرباط، ولكن على أساس أن يعاد تسليمه إلى إسبانيا لإتمام المدة المحكوم بها عليه.