لم يتمكن كل من الوزير توفيق احجيرة، ومحمد اليازغي، ومحمد عبو، من مغادرة مقر عمالة بولمان بميسور، يوم الجمعة الماضي، من البوابة الرئيسية بسبب «محاصرة» قبيلة «أهل إكلي»، مؤازرين ببعض حقوقيي المنطقة، لمقر العمالة. واضطر وزراء حكومة عباس الفاسي إلى مغادرة العمالة، بعد اجتماع خصص لتدارس أوضاع قبيلة «اتشابت»، التي ما تزال حوالي 400 أسرة منها تبيت في الخيام بمركز المدينة منذ الفيضانات الأخيرة التي ضربت المنطقة وجرفت منازلها. ويحتج ذوو الحقوق من «أهل إكلي» على الترامي على ما يقرب 46 هكتارا من أرض قبيلتهم من قبل «لوبيات» يتهمونها ب«التواطؤ» مع بعض الجهات «النافذة» في السلطة. ويطالبون بتعويضهم عن الأضرار التي لحقتهم جراء هذا «الترامي» وتمكينهم من الأجزاء الأخرى المتبقية من أرضهم الجماعية. وكان هؤلاء الأفراد قد عمدوا، في الأسبوع الماضي، إلى «النزول» إلى الميدان والعمل على توزيع ما تبقى من هذه الأرض على ذوي الحقوق. ولم تنجح «ضغوطات» بعض المسؤولين في ثنيهم عن هذه «المبادرة» في ظل ما يسمونه ب«تقاعس» السلطة المحلية عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم من الضياع. وفي السياق ذاته، عمد بعض «ممثلي» هذه القبيلة إلى إدراج أسماء جل المنحدرين من القبيلة في لوائح ستستفيد من «غنيمة» توزيع هذه الأرض. ويوجد ضمن هذه اللائحة اسم أحمد اخشيشن، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، وأحد الأسماء القيادية في حركة فؤاد عالي الهمة. ومن جهة أخرى، تمخض اللقاء الرسمي الذي عقد بمقر عمالة بولمان على تخصيص مساعدة لفائدة 385 أسرة متضررة من الفيضانات، في إطار اتفاقية وقع عليها من قبل وزارات الداخلية، الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، الاقتصاد والمالية، إضافة إلى مجموعة العمران-فاس. وطبقا لهذه الاتفاقية، ستخصص مساعدة مباشرة بقيمة 30 ألف درهم على مرحلتين لفائدة الأسر التي فقدت منازلها بشكل تام أو شبه تام. وقال توفيق احجيرة إن هذه المساعدة تنضاف إلى أنشطة أخرى تم إنجازها أو لا تزال في طور الدراسة للنهوض بهذا الإقليم بغلاف مالي يقدر ب320 مليون درهم. فيما ذهب الوزير المنتدب المكلف بتحديث القطاعات، محمد عبو، إلى أن الحكومة تبنت استراتيجية جديدة ستمكن من مواجهة الكوارث الطبيعية. وتتضمن هذه الاستراتيجية، حسب الوزير عبو، إحداث صندوق خاص بقيمة ملياري درهم برسم السنة المالية 2009 . وكانت الأمطار التي تهاطلت على ميسور، خلال أكتوبر الماضي، وفيضان واد ملوية قد خلفت أربعة قتلى و3707 أشخاص بدون مأوى وسقوط 313 منزلا. كما جرفت هذه الفيضانات عددا كبيرا من رؤوس الماشية وأحدثت ارتفاعا إضافيا في منسوب واد ملوية الواقع على مقربة من الجماعة القروية سيدي بوطيب.