احتج العشرات من مرضى السكري والقصور الكلوي، بشدة، أول أمس، أمام مبنى ولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن بالقنيطرة، ضد ما وصفوها بالطريقة اللاإنسانية التي يتم التعامل بها مع أوضاعهم الصحية، واستغلال أحوالهم وعوزهم لتصفية حسابات ضيقة وتحقيق أغراض شخصية. ورفع المرضى شعارات قوية تدين تفشي الزبونية والمحسوبية والرشوة، ورددوا هتافات من قبيل «يا ملك يا همام..وَحْمينا من كْروش الحرام»، مستنكرين، العديد من الإجراءات والتدابير التي اتخذتها المندوبية الإقليمية في حقهم، والتي قالوا إنها تحمل في طياتها أبعاد انتقامية. وطالب المحتجون برحيل العديد من المسؤولين والمنتخبين، بينهم محمود برحال، المندوب الإقليمي الحالي لوزارة الصحة، وعز الدين المشاوري، المسؤول عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالعمالة، إضافة إلى البرلماني الحركي عمر المكدر، الذي يترأس غرفة الصناعة التقليدية، متهمين إياهم باستغلال مرضهم وحاجتهم للدواء لأطماع سياسة لا علاقة لها بانتظاراتهم. ووجه المرضى انتقادات لاذعة لتردي خدمات مندوبية الصحة، حيث شجبت جمعية مساندة المرضى المصابين بالقصور الكلوي، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، ما أسمته أسلوب التحريض وزرع الفتنة بين المرضى المستفيدين، وإشاعة التفرقة بينهم، من أجل تشتيتهم وإسكات الأصوات المطالبة بحقوقها الصحية، على حد تعبيرها. وأضاف المرضى، أن العديد من المسؤولين والمنتخبين يستغلون نفوذهم، للقيام بممارسات تشتم منها رائحة الفساد، حينما يتدخلون لفائدة مرضى جدد، دون أدنى احترام لترتيب لائحة الانتظار قصد الاستفادة من حصص تصفية الدم، وهو ما اعتبروه سلوكا غير مقبول يكرس التمييز بين مرضى هم في أمس الحاجة إلى الدعم والرعاية الطبية. من جهتها، استنكرت جمعية الغرب لمساعدة مرضى السكري، الأوضاع المزرية التي يتخبط فيها مرضى السكري بالقنيطرة، وقالت، في بيان لها، «إن صيحات الاستغاثة التي يطلقها هؤلاء المرضى ازدادت حدتها، بسبب عدم استجابة المستوصفات لمطالبهم، بينها تمكينهم من دواء مصاحب للمرض مدى الحياة، وجمع شمل مرضى السكري بالمركز المرجعي مولاي الحسن». واختتم المرضى وقفتهم الاحتجاجية، بعد تدخل أحد مستشاري الوالي زينب العدوي، الذي وعد، خلال اجتماع، عقده معهم، في اليوم نفسه، بإيجاد حل عاجل لمشاكلهم، وفتح تحقيق بشأن جميع الاختلالات التي كانت محط سخطهم وتذمرهم.