دعا مشاركون في يوم دراسي حول واقع الصحة في جهة الغرب الشراردة بني احسن، نظمته المديرية الجهوية للصحة، بحر الأسبوع المنصرم، وبتنسيق مع مجلس الجهة، مندوبيات الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى الانخراط الفعلي في جمع الزكاة وتخصيصها لمرضى القصور الكلوي. وكشف العديد من الفاعلين، في معرض مناقشتهم للوسائل المتاحة للتكفل بالأمراض المزمنة للوقاية من مرض القصور الكلوي المزمن، أن المصابين بهذا المرض يعيشون أوضاعا اجتماعية واقتصادية جد مأساوية في غياب الدعم اللازم، ولاسيما أن تكلفة العلاج تبقى بالنسبة إلى شريحة مهمة من المرضى باهظة، وهو ما يتطلب في نظرهم، انخراط تلك المؤسسات في عملية تحسيس المواطنين بضرورة إخراج الزكاة لفائدة المصابين بداء القصور الكلوي. كما أجمعت التوصيات التي رفعت في اختتام هذا اليوم الدراسي على واجب مشاركة الجماعات المحلية وجمعيات المجتمع المدني في الوقاية والتكفل الناجع لمرضى داء السكري وارتفاع الضغط الدموي، لتفادي مخاطر الإصابة بالقصور الكلوي، وتعبئة جميع الفاعلين للمشاركة في التحسيس بالمشكل الاجتماعي والاقتصادي الناتج عن هذا المرض، ودعم النسيج الجمعوي الذي يهتم بهذه الفئة ماديا وتقنيا، وتعميم نظام التغطية الصحية، وخلق مجلس جهوي للصحة يتكون من جميع المتدخلين، ودعم عملية التبرع بالدم، وخلق موقع على البوابة الإلكترونية لوزارة الصحة يعهد إليه نشر لوائح الانتظار لجميع مراكز التصفية، وإمكانية التسجيل المباشر عبر الإنترنيت في انتظار الموافقة. كما سلط المشاركون في هذا النشاط الضوء على واقع قطاع الصحة في قرى الجهة. ووفق بعض المداخلات، فإن الخدمات الصحية لا زالت متردية ولم ترق إلى المستوى المطلوب. واعترف يوسف ريوش، المدير الجهوي للصحة، في عرض ألقاه بالمناسبة، بمحدودية تأثير برامج التوعية الصحية، وأشار إلى أن 23 بالمائة من ساكنة الجهة، التي يغلب على بعض أقاليمها الطابع القروي، تقطن على بعد 10 كيلومترات من المؤسسات الصحية، وأن المعطيات المتوفرة تدل بالملموس على وجود اختلال فظيع بين الطلب والعرض، حيث يوجد طبيب لكل 5082 نسمة، وممرض لكل 2112 نسمة، وهو ما يؤدي، حسبه، إلى صعوبة الولوج إلى الخدمات الصحية.