محمدية بريس - عالم أمراض الكلي يتحرك. فقد أحدث استعمال محفزات إنتاج كريات الدم الحمراء منذ 20 سنة، ثورة في الرعاية الطبية بداء فقر الدم للمريض المصاب بالقصور الكلوي المزمن. وفي هذا الإطار، تم عقد ندوة حول موضوع إشكالية الرعاية الطبية لفقر الدم بالمغرب يوم 5 يونيو بفندق بالاص أنفا من قبل البروفيسور بنيونس رمضاني، حول موضوع "مقاربة جديدة للتكفل الطبي لفقر دم المصابين بالقصور الكلوي المزمن". تعد الأنيميا الكلوية نتيجة عادية للقصور الكلوي المزمن. فهي تظهر من خلال ضعف معدل كريات الدم الحمراء في الدم. فعندما يكون هذا المعدل ضعيفا، لا يتم تغذية الأنسجة بالقدر الكاف من الأكسجين، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة ومشاكل في القلب والأوعية الدموية، بل وحتى الوفاة، في حالة غياب العلاج. "وبغية مكافحة آثاره السلبية على الحياة اليومية، وبغية الوقاية من المضاعفات الخطيرة في القلب والأوعية الدموية، تم إغناء الترسانة العلاجية بمنتوج جديد، EPO من الجيل الثالث. هذا المحفز الدائم ل EPO ، يعتبر عكس EPO الكلاسيكي، فهو يعيد إنتاج العمليات الفيزيولوجية للجسم. وهذا العامل المحفز لإنتاج الهرمون البروتيني، érythropoïèse، متوفر في شكل محلول للحقن، يقوم على مبدأ للتنشيط والتحفيز، قريب من EPO ن وييشمل Méthoxy polyéthylène glycol-Epoétine bêta ، الذي يحفز على إنتاج الكريات الحمراء" يؤكد البروفيسور رمضاني. وإذا كان EPO العادي يستلزم ثلاث حقن ثلاث مرات في الأسبوع، فالمنتوج الجديد المضاد للأنيميا لا يتم وصفه إلا مرة في الشهر. فتقدم من هذا القبيل شكل موضوع العديد من البحوث من بينها دراسة "ماكسيما" (Maintenance of Haemoglobin Excels in Intravenous Administration of CERA)، التي نشرت في The Lancet. "فعلاج أنيميا القصور الكلوي تم تبسيطه بشكل كبير، مع ضمان استقرار معدل الكريات الحمراء، وحماية أفضل للقلب والأوعية الدموية. فتوفره يشكل خطوة كبيرة نحو الأمام للأشخاص الذين يعانون من فقر الدم" يضيف البروفيسور رمضاني. 2- الجديد في علاج الأنيميا للمصابين بالقصور الكلوي المزمن جزيئة جديدة Méthoxy polyéthylène glycol-Epoétine bêta "هذه الجزيئة الجديدة تعتبر أول دواء يتيح لجميع المصابين بالقصور الكلوي المزمن تصحيح الأنيميا من خلال جرعة في الشهر" أبانت نتائج دراسات المرحلة الثالثة، التي تم تقديمها خلال المؤتمر السنوي ال 39 للجمعية الأمريكية لأمراض الكلي بسان دييغو بالولايات المتحدةالأمريكية، أنه، وللمرة الأولى، يمكن تصحيح ومعالجة الأنيميا الكلوية بنجاح بواسطة جزيئة « Méthoxy polyéthylène glycol-Epoétine bêta » ، لدى المرضى المصابين بالقصور الكلوي المزمن (سواء كانوا يقومون بغسيل الكلي أو لا)، بجرعة واحدة في الشهر. فهذه الجزيئة الجديدة أبانت عن فاعليتها مقارنة مع العوامل الأخرى المتوفرة، فيما يتعلق بتصحيح الأنيميا الكلوية، مع امتياز تناولها مرتين إلى 6 مرات أقل غالبا. الدكتور ايان ماكدوكال، مستشار في أمراض الكلي، وأستاذ محاضر في Kings College Hospital بلندن، وأحد منجزي دراسة "أركتوس" صرح بالمناسبة "أن فعالية ل Mircera في تصحيح الأنيميا كبيرة بدون شك. نحن سعداء كوننا لاحظنا ارتفاعا منتظما، وسيطرة مستقرة في معدل الخضاب الدموي، من خلال تناول الجزيئة مرتين في الشهر. فالمرضى الجدد الذين يعالجون لأول مرة، من المهم أن يشعروا بالثقة، عندما يتعلق الأمر بارتفاع معدل الخضاب الدموي بكيفية متحكم فيها". فالبرنامج السريري للمرحلة الثاثلة ل EPO للجيل الثالث شكل البرنامج الأكثر شمولية للتطور الكلينيكي، الذي لم يشهده علاج الأنيميا الكلوية قط. فهو يشمل دراستين حول العلاج الأولي/التصحيح، و4 دراسات حول التحويل/الصيانة المباشرة من قبل EPO للجيل الثالث، الذي يؤخذ من خلال جرعات الحقن. أولى نتائج دراسة "دراسات الصيانة" للمرحلة الثالثة التي تم تقديمها في يوليوز 2006، بالمؤتمر الأوروبي للجمعية الأوروبية لدياليز وجمعية زرع الأعضاء. أبانت أنه ولأول مرة، يمكن للمرضى المصابين بالفشل الكلوي المزمن الذي يقومون بغسل الكلي والذين يتناولون époétine لمدة قصيرة أن ينتقلوا بنجاح إلى العلاج المضاد للأنيميا، يخول وبفضل جرعة واحدة مرة في الشهر، الحفاظ على نسبة مستقرة للخضاب الدموي. 3- إشكالية التكفل الطبي لمرضى المصابين بالقصور الكلوي بالمغرب من أصل 120 دولة، أفادت دراسة تم نشرها في 2002 أن أزيد من مليون مريض يعالج من القصور الكلوي المزمن. فانتشار المرضى المصابين عبر العالم يبقى متباينا من منطقة لأخرى ، انطلاقا من 50 شخص على مليون نسمة بإفريقيا الشمالية، مرورا ب 800 بالدول الأوربية، وصولا إلى 1400 في أمريكا الشمالية. ويترجم هذا التباين بالمحيط الاقتصادي وبمستوى الصحة بشكل عام في كل بلد. فالقصور الكلوي المزمن يعتبر إشكالية حقيقية للصحة العمومية بالنظر إلى انتشاره ( عدد المرضى) والارتفاع المنتظم في معدل الإصابات. وبالمغرب، أمرض الكلية لايتم تشخيصها في الوقت المناسب، وعدد كبير من المرضى يصلون إلى المرحلة المتقدمة للمرض دون أن يكونوا قد كشفوا عند طبيب أخصائي في أمراض الكلي. وفي الوقت الراهن، استفاد 7000 مريض من علاج لتعويض الكلى بالمغرب ، أي بمعدل 233/مليون نسمة. غسيل الكلي: الآثار والإكراهات والحدود يقوم مبدأ غسيل الكلي، الذي يخول تصفية مخلفات وفائض الماء، على تصفية الدم. ويتم إنجازه سواء عبر مرور الدم عبر كلية اصطناعية أو عبر ترشيح سوائل الجسم من خلال التجويف البطني، أو ما يطلق عليه الترشيح البريتوني. وبالمغرب يتم اللجوء الى تصفية الدم عن طريق الكلية الاصطناعية بنسبة 94 في المائة، أما الباقي فيتم بواسطة الترشيح البريتوني أو زرع الكلية. واليوم، يوجد 138 مركزا لتصفية الدم، موزعة عبر المملكة. لكن أغلبها يوجد في المدن الكبرى، ( 45 في المائة من المراكز يوجد على محور الدارالبيضاء- الرباط). ورغم ذلك فهذه الطريقة لها إكراهاتها ذلك انه لا يمكن إلا تصفية كمية قليلة من الدم في الحصة الواحدة، ولهذا يتعين على المريض المكوث لمدة 4 إلى 5 ساعات ليضمن فعالية العلاج. فتصفية الكلي ومع الفحوصات والمستشفيات والعلاجات الموصوفة تقلب حياة المريض والمحيطين به رأسا على عقب. كما يعتبر تصفية الكلي علاجا جزئيا: فالحصص وحدها لايمكنها تصحيح جميع آثار القصور الكلوي، كما أن علاجا بالأدوية يعتبر ضروريا لتحسين حالة المريض خاصة فيما يتعلق بالمصابين بالأنيميا ونقص في الكالسيوم والفيتامينات وارتفاع ضغط الدم...بالإضافة إلى أنه يجب على المريض اتباع حمية غذائية صارمة. غير أن أمد حياة المرضى الذين يوقومون بالتصفية يشهد تطورا بالنظر إلى تقدم وتطور التقنيات، حيث يمكن للمريض أن يعيش لأزيد من 20 إلى 25 سنة وأكثر. الكلفة: يعتبر تصفية الدم حلا باهظا: في 2003 قدرت كلفة تصفية الدم بالكلية الاصطناعية بأزيد من 500 مليون درهم. وهذا لايغطي سوى حصص التصفية وليس الأدوية والتحاليل المخبرية والأشعة السينية والمستشفيات. فهذه التكلفة في ارتفاع: فالدياليز وفي ظل هذه الظروف يبقى العلاج الوحيد مقابل القصور الكلوي المزمن. "فالرعاية الطبية للقصور الكلوي المزمن تبق غير كاملة إذا لم يأخذ المريض EPO لعلاج الأنيميا"، يقول البروفيسور رمضاني. تعريف القصور الكلوي المزمن يتم تعريف القصور الكلوي المزمن بتدهور معدل ترشح الكبيبي( أزيد من60ml/mn/1.73m2 )، فهي مرحلة متقدمة لمرض الكلية المزمن (المرحلة الثالثة). وتكمن الأسباب في مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والأمراض الوراثية. والقصور الكلوي ومهما كانت أسبابه، فهو نتيجة انخفاض عدد الوحدات الكُليونة النشيطة في الكلية. فالكليون تضمن وحدها مراقبة الكلية للتوازن الداخلي للجسم، ويمكن للكلية ضمان بذلك قدراتها خلال مدة طويلة بما أنه يكفي 20 في المائة من الوحدات الكليونية لأداء وظيفتها. ونتكلم عن مريض مصاب بقصور كلوي نهائي عندما تفقد الكلية 80 في المائة من وظائفها. فعندما تتوقف الكلي عن أداء وظائفها لا يمكن أن تؤدي وظائفها الحيوية. ويصيب العديد من القيم البيولوجية الخلل منها الكرياتنيين الدموي، الذي يخول تقييم وظيفة الكلية، والذي يرتفع بنفس مقدار نسبة البول في الدم وبعض المواد (البوتاسيوم والفوسفور). وينخفض الخضاب الدموي ليفضي إلى أنيميا تتطور وتصبح خطيرة إذا لم يتم علاجها