بلغ عدد مرضى القصور الكلوي المزمن، بالمغرب، 9 آلاف و114 شخصا، ويرتقب أن يقفز هذا الرقم إلى 13 ألفا و500 شخص سنة 2012، سيكونون في حاجة إلى غسيل الكلي، وغالبا ما تكون الأنيميا (فقر الدم) مرتبطة به بنسبة 90 في المائة من الحالات. وحول هذا الموضوع، أعلن، الخميس الماضي بالدارالبيضاء، عن تعزيز الترسانة العلاجية لمرض الأنيميا الكلوية، بفضل العقار الجديد "أو. بي. أو" من الجيل الثالث. وأوضح نجم الدين بوعبيد، مختص في التواصل الطبي، في لقاء تكويني، نظم من قبل الجمعية المغربية للصحافة الطبية حول موضوع "فقر الدم الكلوي: الوجه الخفي للقصور الكلوي المزمن"، أن هذا الدواء يحمل العديد من المزايا، بالمقارنة مع الدواء السابق، منها تحقيق استقرار أفضل لمعدل الهيموغلوبين، دون تذبذب، بما يضمن حماية أفضل للقلب والشرايين، وجودة حياة أحسن، إلى جانب فحص دم المريض شهريا، عوض مرات كثيرة، الأمر الذي يخول تدبيرا أفضل للأنيميا. ويوصف هذا العلاج عن طريق الحقن في الأوردة، وقال المتدخل إن "علاج الأنيميا الكلوية أضحى أكثر تبسيطا، مع نتائج ناجعة، متمثلة في استقرار أفضل لمعدل الخضاب الدموي، وتراجع معدل الخطأ المرتبط بوصف مكرر في الشهر لأدوية استعملت في السابق" مضيفا أن ظهور هذا الدواء شكل تقدما كبيرا بالنسبة للأشخاص، الذين يعانون الأنيميا الكلوية. وحسب المختصين، لا يشكل المضاد الجديد للأنيميا الجواب الوحيد والأوتوماتيكي لجميع الأنيميات، التي تصادف، بالأخص، لدى أصحاب القصور الكلوي المزمن، الذين يجرون تصفية الدم عقب نظام غذائي غير متوازن. فهي لا توصف في حالة نقص الحديد، أو إذا كانت الأنيميا ناتجة عن نقصان في فيتامين ب 12، أو حمض الفلوليك. وفضلا عن ذلك، هناك أمراض أخرى غير القصور الكلوي، يمكن أن تفضي إلى أنيميا، والإصابة بها يجب أن تعالج قبل وضع هذا النمط من العلاج. ووعيا بضرورة التعبئة إلى جانب الهيئات الحكومية، وجمعيات المرضى، ومهنيي الصحة، لإعطاء بعد تكميلي للمعلومة والوقاية من أمراض الكلي، دشنت الجمعية المغربية للصحافة الطبية دوراتها التكوينية لسنة 2010، عبر تنظيم هذه الورشة التكوينية. وأفادت المداخلات، خلال اللقاء، أن هناك القليل ممن يعرفوا كليهم، بل يجهلون حتى مكان وجودها ووظيفتها، رغم أن الكلية عضو أساسي للحياة، وتلف وظيفتها يمكن أن يفضي إلى القصور الكلوي المزمن، الذي يعد علاجه مكلفا ماديا، إذ يقوم على غسيل الكلي، كما تكون له تبعات معنوية، نتيجة تعدد المضاعفات، مثل فقر الدم الكلوي، الذي يزداد حدة مع انتشاره. ويتربع فقر الدم الكلوي على رأس قائمة المضاعفات الكبرى للقصور الكلوي المزمن، ويتسم بمعدل ضعيف للبروتين الموجود على كريات الدم الحمراء (الهيموغلوبين)، المكلفة بضمان ونقل الأكسجين في الدم نحو مختلف الأعضاء. وتفسر مشاركة فقر الدم في تفاقم مرض القصور الكلوي، عندما لا تؤدي الكلي وظيفتها على الوجه الصحيح، ولا تنتج الكمية المناسبة والكافية من إرثروبويتين (EPO)، وهو هرمون يلعب دور مراقب إنتاج الكريات الحمراء من قبل النخاع الشوكي. ما يسفر عن انخفاض في عدد الكريات الحمراء، وظهور أعراض الأنيميا. وتظهر الأنيميا من خلال التعب، الذي يؤثر على جودة الحياة، وعلى القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية، وكذا بشحوب الوجه، وفقدان القدرة على التركيز، واضطرابات في النوم، وفقدان الطاقة، بالإضافة إلى آلام في الرأس و"دوخة"، ودوران في الرأس، يمكن أن تتطور إلى حد الإغماء. وشدد اللقاء على أهمية التكفل طبيا بمرض فقر الدم الكلوي مبكرا، لأن أي تأخير في العلاج يمكن أن يفضي إلى مشاكل خطيرة، علما أنه، من أجل مواجهة آثار انخفاض معدل الهيموغلوبين، يبذل القلب، باعتباره مضخة حقيقية للجسم، مجهودا من أجل رفع نشاطه، ما يمكن أن يؤدي إلى أحد أمراض القلب، التي يطلق عليها تضخم البطين الأيسر، ويكون سببا في ارتفاع معدل الوفيات، الناجمة عن السكتة القلبية.