يجهل العديد من المواطنين المغاربة حقيقة وقوف أمراض القلب والشرايين وارتفاع الضغط الدموي وراء الإصابة بأمراض الكلي، بما فيها القصور الكلوي، الذي يحتاج صاحبه لتصفية الدم (الدياليز) أو إلى زراعة كلية بديلة. ويبلغ عدد المغاربة المصابين بأمراض الكلي مليون مريض، ضمنهم 9 آلاف و500 حالة إصابة بالقصور الكلوي، أكثر من 3 آلاف منهم يوجدون في لائحة الانتظار للاستفادة من خدمات التصفية، بينما لا يتعدى عدد المستفيدين من هذه التقنية الطبية 6 آلاف و114شخصا. وقالت أمال بورقية، رئيسة "جمعية كلي" في تصريح ل"المغربية"، إن أمراض القلب والشرايين، من الأمراض الصامتة، التي تتسبب في العديد من الوفيات بالمغرب، وفي الإصابة بالجلطات والسكتات الدماغية، فضلا عن تسببها في أمراض الكلي، مبينة أن "جمعية كلي" تدق ناقوس الخطر حول هذا الموضوع، وتدعو إلى لفت الانتباه إلى مضاعفاته الخطيرة. وذكرت بورقية أن الجمعية تسعى إلى حث الأطباء الاختصاصيين على المساهمة في الرفع من مستوى الكشف المبكر عن أمراض القلب والشرايين، للحيلولة دون تسجيل إصابات جديدة بأمراض الكلي. وتستند "جمعية كلي" في استنتاجها إلى تزايد مشاكل القلب في المغرب، والأمراض الأخرى المرتبطة بها، إذ كشفت دراسة ميدانية أن 17.2 في المائة من مرضى القصور الكلوي مصابون بالسكري، و19 في المائة مصابون بارتفاع الضغط الدموي، علما أن 6.6 في المائة من المغاربة مصابون بالسكري، و33.6 في المائة مصابون بارتفاع الضغط الدموي، في حين، تنتشر الإصابة بالسمنة بنسبة 13.3 في المائة. ويصنف داء القصور الكلوي ضمن أمراض الصحة العمومية، إذ يشهد المغرب سنويا ظهور ألف حالة جديدة للقصور الكلوي في حاجة إلى علاج بتصفية الدم، بينما تقدر إصابة شخص واحد بالداء من بين 10 آخرين يظهرون على أنهم أصحاء. وأبرزت بورقية أن من مسؤولية الجميع، مواطنين ومسؤولين عن القطاع الصحي، نشر الوعي بوجود علاقة وطيدة بين الإصابة بأمراض القلب والإصابة بأمراض الكلي، وتعزيز السبل الوقائية لتفادي مضاعفات المرض الخطيرة. وذكرت أن "جمعية كلي" تخلد اليوم العالمي لأمراض الكلي، الذي يصادف يوم 10 مارس، وتذكر المسؤولين عن القطاع الصحي بما يعيشه المرضى من مشاكل مالية بسبب عدم تعميم التغطية الصحية الإجبارية عن المرض، ما يعرقل الولوج إلى العلاجات المناسبة ويؤثر على جودة العلاجات. ويتحمل المرضى المغاربة ما قيمته 850 درهما عن كل حصة تصفية، مع احتياج كل مريض إلى 3 حصص في الأسبوع، مدة كل واحدة منها 4 ساعات، ما يضطر المرضى لوقف نشاطاتهم المهنية أو التعليمية. وعبرت بورقية، رئيسة "جمعية كلي"، عن أسفها لوجود شريحة مهمة من الأطفال المصابين، مع صعوبة استفادتهم من زراعة الكلي، وضعف مراكز التصفية الخاصة بالأطفال، إذ لا يتوفر المغرب سوى على مركزين، في مستشفى ابن رشد، البيضاء، ومستشفى ابن سينا، بالرباط.