صحافيون جزائريون يستحضرون مساهمة المغرب في استقلال الجارة الشرقية    زخات رعدية محليا قوية مصحوبة بهبات رياح عاصفية مرتقبة بعدد من أقاليم الممكلة    "أطباء القطاع العام" يعلنون خوض إضراب وطني عن العمل احتجاجا على حكومة أخنوش    أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل لاعب إفريقي للسنة    المنتخب الوطني يختتم مشواره في إقصائيات كأس إفريقيا بفوز كبير على منتخب ليسوتو    المفوضية الجهوية للأمن بأزرو…استعمال السلاح الوظيفي من قبل شرطي لتوقيف متورطين في اعتراض وتهديد سائق أجرة    أسرة الأمن الوطني تحتفي بأبنائها المتفوقين دراسيا ورياضيا وفنيا    توزيع 10 حافلات للنقل المدرسي على الجماعات الترابية بإقليم الحسيمة    المنتخب المغربي يختتم تصفيات كأس إفريقيا 2025 بالعلامة الكاملة    مشاريع الحسد الجزائرية تواصل فشلها الذريع....    شريط سينمائي يسلط الضوء على علاقات المملكة المغربية والولايات المتحدة منذ مستهل التاريخ الأمريكي    الشرادي يكتب : عندما تنتصر إرادة العرش والشعب دفاعا عن حوزة الوطن وسيادته    حالة ان.تحار جديدة باقليم الحسيمة.. شاب يضع حد لحياته شنقا    العراقي محمد السالم يعود لجمهوره المغربي بحفل كبير في مراكش    إنقاذ سائح وزوجته الألمانية بعد محاصرتهما بالثلوج في أزيلال    مصرع 4 أشخاص في حادث سير مروع    المغنية هند السداسي تثير الجدل بإعلان طلاقها عبر "إنستغرام"    مجموعة العشرين تعقد قمة في البرازيل يطغى عليها التغير المناخي والحروب وانتخاب ترامب    بريطانيا تفرض عقوبات جديدة ضد إيران        دراسة: البحر الأبيض المتوسط خسر 70 % من مياهه قبل 5.5 ملايين سنة    الفرحة تعم أرجاء القصر الملكي غدا الثلاثاء بهذه المناسبة        الحزب الحاكم في السنغال يستعد للفوز    رابطة ترفع شكاية ضد "ولد الشينوية" بتهمة الاتجار بالبشر    هذه هي المنتخبات التي ضمنت رسميا التأهل إلى "كان المغرب" 2025    أجواء غير مستقرة بالمغرب.. أمطار وزخات رعدية وثلوج ابتداءً من اليوم الإثنين    جائزة ابن رشد للوئام تشجع التعايش    فتح باب الترشح لجائزة "كتارا للرواية العربية" في دورتها الحادية عشرة    محامي حسين الشحات: الصلح مع محمد الشيبي سيتم قريبا بعد عودته من المغرب    انطلاق مهرجان آسا الدولي للألعاب الشعبية وسط أجواء احتفالية تحت شعار " الألعاب الشعبية الدولية تواصل عبر الثقافات وتعايش بين الحضارات"    المغرب يستضيف الملتقي العربي الثاني للتنمية السياحية    مركز موكادور للدراسات والأبحاث يستنكر التدمير الكامل لقنطرة واد تدزي    الكرملين يتهم بايدن ب"تأجيج النزاع" في أوكرانيا بعد سماح واشنطن باستخدام كييف أسلحتها لضرب موسكو    تزامن بدلالات وخلفيات ورسائل    فاتي جمالي تغوص أول تجربة في الدراما المصرية    فرنسا تقسو على إيطاليا في قمة دوري الأمم الأوروبية    بني بوعياش وبني عمارت على موعد مع أسواق حديثة بتمويل جهوي كبير    "غوغل" يحتفل بالذكرى ال69 لعيد الاستقلال المغربي    المغرب يفتح آفاقاً جديدة لاستغلال موارده المعدنية في الصحراء    ملعب آيت قمرة.. صرح رياضي بمواصفات عالمية يعزز البنية التحتية بإقليم الحسيمة    تنظيم النسخة 13 من مهرجان العرائش الدولي لتلاقح الثقافات    بعد صراع مع المرض...ملك جمال الأردن أيمن العلي يودّع العالم    مزاد يبيع ساعة من حطام سفينة "تيتانيك" بمليوني دولار    ارتفاع أسعار النفط بعد تصاعد حدة التوتر بين روسيا وأوكرانيا    تراجع النمو السكاني في المغرب بسبب انخفاض معدل الخصوبة.. ما هي الأسباب؟    مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في السودان    وقفة احتجاجية بمكناس للتنديد بالإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة    خبراء يحذرون من "مسدس التدليك"    شبيبة الأندية السينمائية تعقد دورتها التكوينية في طنجة    دراسة علمية: فيتامين "د" يقلل ضغط الدم لدى مرضى السمنة    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    حشرات في غيبوبة .. "فطر شرير" يسيطر على الذباب    دراسة تكشف العلاقة بين الحر وأمراض القلب    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الزاكي: هناك من استخدم بقذارة ورقة «غضب» الجهات العليا لإبعادي عن المنتخب
قال ل«المساء»: «إذا كان المنتخب قنبلة موقوتة فأنا أفضل أن تنفجر بين يدي»
نشر في المساء يوم 08 - 05 - 2014

في هذا الحوار الذي أجرته معه «المساء» يتحدث الناخب الوطني بادو الزاكي عن الكثير من الأحداث والوقائع التي رافقت تعيينه بعد عشر سنوات على بلوغه المباراة النهائية لكأس إفريقيا للأمم 2004 كما يقدم بعض التفاصيل الغير معروفة عن تلك المباراة التي جرت ضد المنتخب التونسي، لكن قبل ذلك يكشف عن تفاصيل اللحظات الأخيرة التي سبقت إعادة تعيينه ناخبا وطنيا، ويتحدث أساسا عن تخوفه من إعادة تكرار سيناريو السنوات الماضية، وكيف أنه أعد لائحة اللاعبين الذين ستتم المناداة عليهم للمشاركة في مباراة بلجيكا الودية ببروكسيل، قبل أن تتغير الأمور في آخر لحظة، ويجد نفسه بعيدا
عن المنتخب الوطني.
نعيد مع الرجل، أيضا، سيناريو الساعات الأخيرة التي سبقت المباراة النهائية، وكيف عاش الفريق تلك اللحظات، وأيضا السر الذي دفعه إلى التزام الصمت في مواجهة مسؤولي الجامعة الذين التحقوا بالفندق.
وفضلا عن ذلك يبدي الرجل الذي يوصف بالعنيد وبأن «راسو قاصح» موقفه مما يقول إنها إشاعة تستهدفه. ويتعلق الأمر بالأخبار التي ظلت تتداول على نطاق واسع خلال العشر سنوات الماضية، والتي ظلت تؤكد أن سبب عدم إعادة تعيين بادو الزاكي على رأس الطاقم التقني للمنتخب مرده «غضب جهات عليا عليه».
بادو الذي أمضى مشوارا حافلا كحارس مرمى يتحدث أيضا في هذا الحوار المثير عن نادر المياغري، حارس مرمى المنتخب الوطني الذي اعتزل مؤخرا، وعن باقي زملائه، خصوصا ياسين بونو ومحمد أمسيف. كما قال في هذا الحوار الذي أجرته معه «المساء» إنه عندما سيرد أنشيلوتي ومورينيو على تنقيص عزيز العامري من كفاءتهما، سيرد هو أيضا على التصريحات التي أدلى بها.
- قبل تعيينك مدربا للمنتخب الوطني، ألم يراودك الشك في إمكانية أن يتكرر سيناريو المرتين السابقتين، عندما كنت قريبا من قيادة «الأسود»، قبل أن يتغير كل شيء في آخر لحظة؟
إذا قلت لك إنني لم أكن متخوفا من تكرار نفس السيناريو سأكون كاذبا. لقد ساورني الشك، وهذا أمر طبيعي، خصوصا أنني في المرة الأولى، التي كنت سأعود فيها لتدريب المنتخب الوطني بعد كأس إفريقيا 2008 بغانا كنت قد أعددت لائحة اللاعبين، الذين سيشاركون في مباراة بلجيكا الودية ببروكسيل، قبل أن تتغير الأمور في آخر لحظة، وأجد نفسي بعيدا عن المنتخب الوطني.
في هذه المرة كنت أرى أن حظوظي قليلة، خصوصا أنني لم أكن الوحيد الذي دخل سباق المنافسة، إذ كان هناك مدربان كبيران، هما الإيطالي تراباتوني والهولندي ديك أدفوكات. لذلك ظل الشك يساورني، لكن عندما وقع علي الاختيار اعتبرت أن الثقة التي وضعت فيّ هي ثقة في الإطار الوطني ورد للاعتبار له من طرف الجامعة.
هناك مسؤولية كبيرة موضوعة على كتفي وعلى الطاقم الذي سيعمل معي لنكون في مستوى التطلعات، ونعيد المنتخب الوطني إلى السكة الصحيحة، وحتى لا أخذل كل من طالبوا بعودتي ورأوا فيّ رجل المرحلة والمدرب القادر على إسعاد ملايين المغاربة، الذين يترقبون بشغف كأس إفريقيا، والثوب الذي سيظهر به المنتخب الوطني في هذه البطولة.
هناك اليوم مساندة وتفاعل إيجابي، وبتضافر جهود الجميع سنربح إن شاء الله رهان كأس إفريقيا، وسنبقي الكأس بالمغرب.
- متى تلقيت خبر تعيينك مدربا للمنتخب الوطني؟
تلقيت الخبر عشية يوم الخميس، عندما التقيت برئيس الجامعة فوزي لقجع في مكتبه، وتحدثنا في الكثير من الأمور المتعلقة بالمنتخب الوطني.
- في نفس اليوم الذي وقع الاختيار عليك لقيادة المنتخب الوطني، ظل اسم الإيطالي جيوفاني تراباتوني يتردد بقوة كمرشح، بل إن قنوات أجنبية أعلنته مدربا رسميا للمنتخب الوطني. ألم يراودك الشك؟
لقد ساورني الشك بطبيعة الحال، خصوصا أن بعض السماسرة حرصوا على الترويج لاسم تراباتوني في ذلك اليوم وبكل الطرق، واستغلوا قنوات أجنبية من أجل هذا الغرض. لذلك، كان من الطبيعي أن يستوطنني الشك من جديد، مع العلم أنه عندما استدعيت للحضور إلى الرباط واللقاء برئيس الجامعة فوزي لقجع لم أكن أعرف بدقة موضوع الاستدعاء، وإذا ما كنت سأصير، أنا، هو المدرب أم لا.
- وماذا قال لك لقجع أثناء لقائه بك؟
تحدثنا في الكثير من الأمور المرتبطة بالمنتخب الوطني. كما أكد ثقته في قدرتي على قيادة الأسود في الطريق الصحيح، وتحدثنا عن الطاقم التقني للمنتخب، وعن الندوة الصحفية التي ستعقد لتقديمي كمدرب. لقد مرت الأمور بسرعة.
- ألم تردد مثلما ردد الكثيرون: أخيرا عاد الزاكي لتدريب المنتخب الوطني؟
إن الشغف بتدريب المنتخب الوطني كان دائما حاضرا بقوة لدي، خصوصا أنه بعد مغادرتي له لم تتحقق النتائج المرجوة، التي كان ينتظرها الجمهور المغربي، رغم أنه كان لدينا دائما لاعبون في مستوى مماثل أو أفضل من الذين قدتهم في نهائيات كأس إفريقيا 2004 بتونس. لم يكن سهلا أن أنهزم طيلة مشواري كمدرب للمنتخب إلا في مباراة واحدة هي المباراة النهائية لكأس إفريقيا.
- ألزمتك الجامعة بلعب المباراة النهائية، فيما جعلت الفوز باللقب هو رهانك. ألا تضع نفسك تحت ضغط رهيب؟
الإمكانيات البشرية موجودة، هناك لاعبون في المستوى الكبير. كما أن الوضعية التي يوجد عليها المنتخب الوطني شبيهة بالوضعية التي كان عليها قبل خوض نهائيات تونس 2004. ولذلك أرى أنه بما أن الكأس ستنظم بالمغرب وسنحظى بمساندة شعبية مطلقة فمن المفروض أن يكون الرهان هو الفوز باللقب، فالكأس ستنظم بالمغرب، ومن المفروض أن تبقى بالمغرب لنسعد ملايين المغاربة ممن ينتظرون لحظات فرح كروي بشغف كبير.
- في دورة 1988 كان المغرب قد نظم نهائيات كأس إفريقيا، بعد مشاركة تاريخية في كأس العالم 1986 بالمكسيك، وكان يتوفر على لاعبين كبار، لكن مسيرته توقفت في الدور نصف النهائي؟
ظروف كأس إفريقيا 1988 ليست هي ظروف اليوم، أو ظروف كأس إفريقيا 2004 بتونس. في ذلك الوقت لم تكن هناك مواعيد الفيفا، التي تسمح للمنتخبات بالاستفادة من خدمات لاعبيها والتحضير للمباريات والبطولات. وأنا واحد من اللاعبين الذين كانوا يواجهون صعوبات في الالتحاق بالمنتخب الوطني بسبب رفض فريقي مايوركا ذلك، لكن الأمور اختلفت اليوم. لذلك، لا أريد أن أنظر للتاريخ لأتشاءم، بل أنظر إليه لأستفيد من الدروس وأصحح الأخطاء.
- لماذا كلما تعلق الأمر بمدرب مغربي أو بالزاكي تحديدا كان الرهان هو الفوز بكأس إفريقيا أو التأهل إلى الدور نصف النهائي، بينما عندما يتعلق الأمر بالمدربين الأجانب يكون ال«كان» محطة تحضيرية للمنافسات المقبلة؟
ليس لدي جواب سوى أن الأطر الوطنية لديها كفاءة أفضل من المدربين الأجانب.
- في دورة 2004 بتونس كنت مطالبا بالوصول إلى الدور نصف النهائي، وفي دورة 2015 صرت مطالبا بالوصول إلى المباراة النهائية. كيف تنظر إلى الأمر؟
أنا رجل التحدي، وأقبل دائما بالشروط التي توضع، ومادمت قبلت الرهان، فما علي إلا أن أشمر عن ساعد الجد.
قبل دورة تونس 2004 خرج المنتخب الوطني من الدور الأول لدورتي نيجيريا وغانا 2000 ودورة مالي 2002، فوجدت نفسي ملزما بالتأهل إلى الدور نصف النهائي، مع أنه عندما يتعلق الأمر بمدرب أجنبي فإن كأس إفريقيا يكون محطة للتحضير لكأس العالم. لقد قبلت التحدي وغيّر المنتخب الوطني جلده بنسبة كبيرة، وفي التصفيات جمعنا 16 نقطة من أصل 18 ممكنة، ولم تستقبل شباكنا أي هدف، ولما وقعنا في مجموعة تضم نيجيريا وجنوب إفريقيا ومالي قيل إنها مجموعة الموت، أما بعض وسائل الإعلام، سامحها الله، فكانت تشكك في إمكانياتنا، بل كان منها من يسخر ويقول إن محرك الطائرة يجب ألا يتوقف، لأننا سنعود بسرعة إلى المغرب، لكننا بالعزيمة والطموح كسبنا الرهان.
في دورة 2015 ستنظم كأس إفريقيا بالمغرب، وأنا أعرف أن «المغاربة نفسهم حارة»، وأنهم إذا أرادوا بلوغ هدف سيحققونه. لذلك لم يكن من الممكن أن يكون الرهان هو تجاوز الدور الأول فقط، فأنا شخصيا أريد أن أخوض تحديا كبيرا. لذلك قبلت رهان الوصول إلى النهائي، بل إنني وفريق عملي نتطلع لإحراز اللقب.
- ما الذي تغير في الزاكي بعد مضي حوالي عشر سنوات على قيادته المنتخب الوطني؟
الزاكي لم يتغير.. الزاكي مازال «هو هو»، بنفس الروح العالية الوطنية، ونفس الإخلاص، ونفس الاحترافية في العمل والانضباط والصرامة.
- هناك من يتهمك بأنك «عنيد» و»راسك قاصح». بِمَ ترد على هؤلاء؟
الذين يقولون إن راسي «قاصح» لا يعرفونني جيدا، أو «أنهم ماكيقربوش مني». فأنا أقوم بعملي كمدرب، وفق ما تمليه علي احترافيتي وقناعاتي واختياراتي، وأعامل الجميع باحترام، بدءا بالمكلف بالأمتعة، وصولا إلى أعلى قمة الهرم. أنا رجل حوار وأنصت للجميع، لكني لا أقبل أن يتم التدخل في عملي التقني، لأنني في النهاية أنا المسؤول، وأنا من سيتحمل المسؤولية، أما «ندير لخواطر» ضدا على قناعاتي ومبادئي فهذا أمر غير ممكن، «وإذا كانت هذي هي قصوحية الراس فمرحبا بيها».
- وما هي الخطوط الحمراء التي لا تقبل بتجاوزها؟
أعتقد أن أي مدرب أو أي ناخب وطني لن يقبل بالتدخل في اختصاصه. لا أحد يقبل بأن تملى عليه قرارات أو اختيارات، وإذا كنت لا أقبل أن أتطفل على اختصاصات الآخرين، فإنني لا أقبل التطاول على اختصاصاتي، فكما قلت: أنا من سيحاسب وليس من سيملون علي اختياراتهم. وفي النهاية إذا حصل الفشل «غادي يخسرو عليك غير انت هو المسؤول». الخطأ وارد، ومن لا يخطئ هو من لا يعمل، وأنا أقبل أن أخطئ وفق قناعاتي وأن أقوم بتصحيح الخطأ، على أن أخطئ نتيجة إملاءات من هم ليسوا من ذوي الاختصاص.
- بما أنك تتحدث عن الأخطاء، ما هو الخطأ الذي وقعت فيه أثناء فترة إشرافك السابقة على تدريب المنتخب الوطني وترغب في تفاديه؟
في دورة 2004 بتونس وقبل أن يبلغ المنتخب الوطني المباراة النهائية، كنا في قمة التركيز، وكان الهدوء يخيم على إقامة المنتخب، لكن بعد الوصول إلى النهائي تحول مقر إقامة المنتخب إلى مكان يعج بالفوضى، فالجمهور ظل يرابط بالفندق، وبدا كما لو أننا حققنا كل شيء، مع أن مباراة هامة في النهائي أمام منتخب البلد المنظم تونس كانت في انتظارنا.
لم يكن هناك تركيز، ويمكن القول إننا عشنا ثلاثة أيام في الجحيم. لم نهيئ للنهائي كما يجب، فحاولت أن أنفعل لإصلاح ما يمكن إصلاحه، لكنني لم أقم بذلك، لأنه كان من الممكن أن يقول بعض المسؤولين: «هادا وصل للنهائي وفرعن». لقد مررنا مع كامل الأسف على هامش مباراة نهائية كان من الممكن أن نكسبها.
- خصومك يقولون إنك بعد أن غادرت كرسي قيادة «الأسود» لم تحقق أي نجاحات مع الفرق التي أشرفت عليها.
هذا الأمر ليس صحيحا، وأنا مستعد لأن أناقشك تجربتي على رأس كل فريق.
- لنبدأ بالوداد الرياضي.
عندما أشرفت على الوداد، تذكرون الحالة التي كان عليها الفريق، وكيف أنه عاد بقوة لدائرة التنافس، إذ قدته للعب نهائي دوري أبطال العرب أمام الترجي التونسي، وفي الموسم الموالي فزنا بلقب البطولة، إذ غادرت الفريق قبل ثلاث جولات، علما أنه لم يكن هناك أي مدرب يمكن أن يكمل مع الوداد موسما واحدا، فما بالك بقيادة الفريق في موسمين؟ أما في التجربة الثانية لي مع الوداد، فقد وجدت فريقا مشتتا، استطعت أن أقوده بنجاح، إذ لعبنا الدور نصف النهائي لكأس العرش، وقلصنا الفارق عن الرجاء إلى نقطة واحدة. لكن نتيجة الصراعات التي كانت تنشب في الوداد مع كل موسم، فقد ضيعنا التنافس على اللقب وأنهينا الموسم في المركز الرابع، ثم غادرت الفريق، وهذا الموسم الذي هو موسم التنافس على البطولة للمشاركة في كأس العالم للأندية أنتم ترون كيف هو حال الوداد، وكيف أن الصراعات جعلت الفريق يتراجع إلى الخلف. لذلك شتان بين وداد الزاكي ووداد اليوم، مع العلم أنك لكي تقود فريقا لإحراز لقب البطولة، يجب أن تحمي نفسك أولا، وأن يحصل اللاعبون على مستحقاتهم المادية في الوقت المناسب، وأن يكون لديك حظ في أخطاء التحكيم.
- وماذا عن تجربتك مع الكوكب؟
عندما توليت قيادة الكوكب المراكشي كان الفريق قد صعد لتوه إلى القسم الأول، وقد قدته إلى لعب نصف نهائي كأس العرش، ومضى الفريق في موسمه الأول بشكل جيد، إذ كان يقدم كرة حديثة وجميلة، وأبعدنا بعض اللاعبين الذين يثيرون المشاكل، وبدا أن الفريق يسير في الطريق الصحيح. لكن فيما بعد حاولوا أن يفرضوا علي لاعبا بعينه، فوقع التصادم، علما أن الموسم بدأه جواد الميلاني وأكملته أنا قبل أن يتسلم جمال فتحي المهمة قبل 6 جولات من نهاية البطولة ويغادر بدوره الفريق، الذي سقط إلى القسم الثاني. إذن من يتحمل مسؤولية ما وقع للكوكب: هل الميلاني أم الزاكي أم جمال فتحي؟ لا أحد منا يتحمل المسؤولية، فمن يتحملها هم المسيرون الذين يخلقون الصراعات.
- وماذا عن أولمبيك آسفي؟
لما تعاقدت مع أولمبيك آسفي لم أذهب إلى هناك من أجل المال، بل من أجل مشروع عمل، والحق يقال وجدت ترحابا كبيرا من طرف ساكنة آسفي، لكنني لم أتعاقد مع أولمبيك آسفي من أجل الفوز بالألقاب، بل من أجل تهييء فريق ينافس على احتلال مرتبة مؤهلة للمشاركة في المنافسات الإفريقية، فلو كان الرهان هو اللقب لطلبت التعاقد مع متولي وياجور والقائمة طويلة، علما أني لما تعاقدت مع الفريق كان قد غادره كل من عبد الرزاق حمد الله وإبراهيما، اللذين سجلا 80 في المائة من أهداف الفريق، بالإضافة إلى إبراهيم البزغودي. لذلك، كان علينا أن نتعاقد مع لاعبين وفق ميزانية الفريق، التي لم تكن تسمح إلا بالتعاقد مع لاعبين يملكون عقودهم بين أيديهم، وبمنحة توقيع لا تتجاوز 50 مليونا. لذلك تعاقدت مع لاعب كامروني قادم من الشلف، وحدو، اللاعب السابق للمنتخب الأولمبي. وهما صفقتان فشلتا، وهذا أمر وارد، لأنه عندما تكون ميزانية الانتدابات صغيرة يكون هامش الخطأ كبيرا، مع أنني بدل حدو، مثلا، كنت أود التعاقد مع بكر الهيلالي، الذي اختار الدفاع الجديدي بسبب مطالبه المالية المشروعة.
أخطاء الانتدابات واردة، فالريال تعاقد مع التركي شاهين وفشلت الصفقة، والرجاء جلب عدة لاعبين لم يلعبوا كلهم للفريق.
ما أعيب على مسيري أولمبيك آسفي، الذين أكن لهم مكانة خاصة، هو استعجالهم النتائج، علما أننا لم نتفق على الفوز باللقب، ولكن فقط على تهييء فريق للموسم المقبل.
- كيف وجدت رد فعل المدربين المغاربة بعد تعيينك؟
كانت ردودهم إيجابية، وأعلنوا مساندتهم اللامشروطة لي، واعتبروني رجل المرحلة، وهذه فرصة لأشكرهم على دعمهم اللامشروط لي، وفرصة كذلك لأشكر، رئيس ودادية المدربين المغاربة، عبد الحق ماندوزا، الذي لا يدخر أي جهد للرفع من شأن المدرب المغربي والدفاع عنه.
- لكن عزيز العامري، مدرب المغرب التطواني، كان له موقف مخالف، إذ قال إنك حارس كبير، لكنك كمدرب لم تقدم أي شيء يذكر منذ غادرت المنتخب الوطني.
لا تعليق لدي على تصريحات العامري، فقد سمعت أنه أدلى بتصريحات ضد جوزي مورينيو مدرب تشيلسي، وكارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد، وعندما سيرد مورينيو وأنشيلوتي على تصريحاته سأرد عليه أنا أيضا.
- راج حديث عن أنك طلبت تعيين شقيقك بادو الزاكي مدربا لحراس المرمى. ما حقيقة الأمر؟
شقيقي سعيد بادو يملك كل الإمكانيات ليكون مدربا لحراس مرمى المنتخب الوطني، وقد سبق أن شغل هذا المنصب، علما أنه قضى في الخليج ما يقارب 18 سنة، لكني مع ذلك لم أطلب تعيينه في منصب مدرب الحراس تجنبا للأقاويل، وحتى لا أعطي فرصة لأعداء النجاح. هناك اليوم خالد فوهامي في هذا المنصب، وهو بدوره يملك الإمكانيات.
- اخترت طاقما يضم مساعدين، هما مصطفى حجي وسعيد شيبا. من سيكون المساعد الأول؟
ليس هناك مساعد أول أو ثان، فالمنتخب البرازيلي يضم في طاقمه أربعة مدربين مساعدين. لذلك سيكون العمل بيننا تشاركي، بما يخدم مصلحة المنتخب الوطني. مع العلم أن هناك أيضا عزيز بودربالة، الذي سيتكلف بالقيام بالكثير من الترتيبات الخارجية، وقد سبق له أن اشتغل إلى جانبي، وهناك عبد الرزاق لعمراني المعد البدني، وفوهامي مدرب الحراس. كما سيكون معنا أيضا محلل مكلف بمتابعة المباريات عبر الفيديو.
- لنتحدث عن العقد الذي يربطك بالجامعة.
لقد كنت واضحا منذ البداية، فأنا لم أضع أي شروط مادية، بالقدر الذي أبديت فيه رغبتي في قيادة المنتخب الوطني في الطريق الصحيح. لقد قلت إن هدفي ليس المال، ولكن الحصول على كأس إفريقيا.
- لم أقصد الجانب المادي، ولكن وضع الجامعة شرط وصولك إلى النهائي في عقدة الأهداف، مع العلم أن المنتخب الوطني لم يتجاوز الدور الأول منذ دورة تونس 2004.
لقد وضعت الجامعة من بين الشروط الوصول إلى الدور النهائي، وقد قبلت التحدي، ولم أناقشه، لأن رغبة كبيرة تحذوني لأرسم الفرحة على وجوه المغاربة، وإذا فزنا باللقب فلا يهم أن أواصل أم لا، المهم أن يتذوق ملايين المغاربة طعم الفرحة.
- هناك من يقول إن الزاكي تسلم قنبلة موقوتة، أو هدية مسمومة بقيادة المنتخب الوطني في هذه الظرفية، وبرفع سقف الرهان إلى إحراز اللقب؟
إذا كانت قنبلة موقوتة «خليها تفركع عليا»، أنا رجل تحدي، وإذا كانت هدية مسمومة دعوني أموت بسمها.
لقد جرب المنتخب الوطني جميع أصناف المدربين، وصرفت أموال طائلة، ولو لم نحقق ولو 60 في المئة مما تحقق في دورة تونس، بل وأصبحنا نطالب فقط بتجاوز الدور الأول، علما أن التأهل إلى كأس إفريقيا أصبح يخرج الناس إلى الشارع ليعبروا عن فرحتهم، مع أنه في عهدي أنا أهلت المنتخب الوطني بدون هزيمة وظل الشك قائما، أما لما حققنا التأهل إلى كأس إفريقيا 2006 بمصر فلم أسمع ولو تهنئة.
- في الوقت الذي تتحدث عن وجود وفرة في اللاعبين المميزين بالمنتخب الوطني، ففي بعض المراكز يبدو أن هناك خصاصا؟
لدينا مجموعة مهمة من اللاعبين المميزين سواء في البطولة المحلية أو الذين يمارسون بالخارج.
سأعطي الفرصة للجميع، وسأختار الأصلح والأكفأ ومن سيعمل. هناك مكتسبات يجب أن نحافظ عليها، ونعززها ونقويها، وهناك سلبيات علينا أن نمحوها. أما بخصوص الخصاص الذي تتحدث عنه في بعض المراكز، فهناك عمل وتتبع، وهناك الكثير من الأمور التي سنشتغل عليها لسد أي نقص أو خصاص محتمل، وهو ما سيتضح من خلال معسكر البرتغال، وبعده روسيا، حيث ستتضح لنا الرؤية.
- اعتاد الزاكي دائما على مفاجأة الجمهور ببعض اللاعبين، كما حدث في كأس إفريقيا بتونس 2004 من خلال خرجة وقيسي. هل تهيء لمفاجآت جديدة؟
عندما سننهي تجمع البرتغال، وبعده روسيا سنكوّن رؤية عن المنتخب الوطني، سنعمل على أساسها. لذلك ما سيأتي بمثل هذه المفاجآت هو العمل الذي سنقوم به.
- هناك أيضا نقص في مركز حراسة المرمى.
يجب أن نعترف أن لمياغري ترك فراغا في حراسة مرمى المنتخب الوطني بعد إعلان اعتزاله، ففي الثلاث سنوات الأخيرة حافظ على استمراريته، في الوقت الذي لم يتمتع زميله بونو وأمسيف بهذا الأمر، علما أنه في الفترة التي قدت فيها المنتخب الوطني تناوب على حراسة مرماه ستة حراس، هم: الجرموني وأسمار وباغي وسينوح وفوهامي ولمياغري. لقد افتقدنا الحراس الذين يمضون فترات طويلة في الشباك، كما هو الحال مع علال أو الهزاز أو معي شخصيا. إذ لعبنا للمنتخب الوطني ما يقارب 15 سنة. هناك شباب سنمنحهم الفرصة وسنختار الأصلح بينهم، وباب التنافس مفتوح أمام المجتهدين.
- تبدو متفائلا بخصوص قدرة المنتخب الوطني على التألق في كأس إفريقيا. ما سر هذا التفاؤل؟
ليس هناك أي سر. أنا فقط مؤمن بقدرات اللاعبين المغاربة، ومؤمن بقدرات الطاقم الذي سيعمل معي، وإذا لم أومن كقائد للمنتخب بهذا المشروع، فمن سيؤمن به؟ لذلك فمهمتي أن أزرع الحماس في الجميع، وأن أقدر المواهب التي نتوفر عليها أفضل تقدير.
الزاكي: لست زعيم خلية إرهابية.. ولا أبيع الحشيش
- في المرتين السابقتين كنت قريبا من تولي تدريب المنتخب الوطني، لكنك كنت تبعد في آخر لحظة، في وقت كان هناك من يروج أن السبب هو أن الجهات العليا غاضبة عليك؟
هذه إشاعة كان يروجها من لهم المصلحة في إبعاد الزاكي عن تدريب المنتخب الوطني. الزاكي معروف بإخلاصه للوطن وللملك وللمهنة التي يزاولها.
عندما كنت في مركز حراسة المرمى كنت أمنح الطمأنينة للجمهور المغربي، وحينما صرت لاعبا محترفا كنت أحرص على أن «أحمر الوجه»، وأن أعطي صورة إيجابية عني كمغربي، بغض النظر عن نتائج المباريات، وحينما أصبحت مدربا أدخلت الفرحة على جميع المغاربة، بمن فيهم الجهات العليا.
أنا لا أمارس السياسة، ولو أنها ليست ممنوعة، ولا أتعامل مع جماعة إرهابية، ولا أبيع الحشيش أو المخدرات حتى أكون مغضوبا عليه. على العكس من ذلك، ربما أنا الرياضي الوحيد الذي نال وسامين من ملكين: واحد من الراحل الحسن الثاني، والثاني من الملك محمد السادس. بعبارة أخرى أنا «مرضي الملوك»، ومن يروجون على أني مغضوب عليه لهم مصلحة في إبعادي عن المنتخب. والذين لعبوا هذه اللعبة القذرة أناس بدون ضمير، وأنا أقول لهم اليوم: ها أنا عينت فأين هو غضب الجهات العليا الذي كنتم تروجون له؟.
- هل كان يصلك صدى هذا الكلام؟
بطبيعة الحال، كان يصلني، ولم أكن أعطي له أي أهمية، لكن في العشرين يوما الأخيرة عاد هذا الكلام للرواج بشكل قوي، وبدأت أستشعر أن هناك من يلعب هذه اللعبة القذرة عن سبق إصرار وترصد، وأن من لديهم المصلحة في عدم وجودي يريدون أن يقولوا فيما بعد إنهم يطبقون فقط تعليمات الجهات العليا، وهي التعليمات التي لا توجد إلا في مخيلتهم.
- وماذا تقول لهؤلاء؟
أقول لهم إن ما كنتم ترددونه لا محل له من الإعراب، و»إيلا عندكوم شي حاجة علي فضحوني لهلا يستركم»، وأن مهمتي كرياضي أديتها على أحسن ما يرام، مثلما أديتها كمدرب، وأنني «مازال غادي نعطي دمي لبلادي».
حاوره - جمال اسطيفي
تصوير - مصطفى الشرقاوي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.