عندما أنهى فريق الوداد الرياضي لكرة القدم بطولة الموسم الحالي خاوي الوفاض، لم يتردد رئيسه عبد الإله أكرم في تقديم وعد بأنه سيتعاقد مع مدرب كبير للفريق، قبل أن يقدم استقالته في الجمع العام المقبل. ولم يكن المدرب الكبير الذي وعد به أكرم غير بادو الزاكي، المدرب السابق للمنتخب الوطني، فهو يدرك أن التعاقد مع الزاكي الذي شغل المغاربة لاعبا ومدربا، قد يكتم أصوات الانتقادات في الجمع العام ويبقيه لمرحلة أخرى، خصوصا أن الزاكي لم يتردد هو الآخر في التأكيد أنه جاء إلى الوداد لقيادة الفريق إلى تحقيق الألقاب. يقول الزاكي «عندما تشرف على تدريب فريق من حجم الوداد، فلا مجال أمامك إلا المنافسة على الألقاب، لأن الأمر يتعلق بفريق كبير، له ثقافة حصد البطولات»، قبل أن يؤكد أن عودته لتدريب الوداد هي عودة إلى الأصل. لذلك فإن الزاكي الذي يهوى رياضة الغطس والصيد، سيكون عليه أن يغوص عميقا في البطولة الوطنية وكأس العرش وأبطال العرب، ليضع الوداد على سكة الألقاب. على امتداد مسيرته الرياضية ظل الزاكي يشد إليه الانتباه، فعندما كان حارسا للمرمى كان كثيرون يرون أنه حارس بمواصفات خاصة جدا، ونقطة قوة سواء مع الوداد أو مع المنتخب الوطني، لذلك لم يكن غريبا أن يتم اختياره أفضل لاعب إفريقي في سنة 1986، وأن يدخل عالم الاحتراف ضمن فريق مايوركا الإسباني الذي سيصبح عميدا له، قبل أن يلفت انتباه كبريات الأندية الإسبانية وبينها ريال مدريد. قبل أن ينهي الزاكي مسيرته الاحترافية بمايوركا، صنع له الفريق الإسباني تمثالا خاصا به بإحدى جزر الباليار، لازال شاهدا على ما قدمه الرجل من عطاء. وعندما بدأ مسيرته التدريبية ضمن فريق الفتح الرباطي، ظل الزاكي بنفس الألق، وترك بصمته على مجموعة من الفرق كالوداد والكوكب المراكشي وسبورتينغ سلا، غير أن الزاكي سيدخل مرحلة جديدة عندما تولى تدريب المنتخب الوطني، فقد تسلم زمام قيادته وهو في نقطة الصفر، قبل أن يبلغ به نهائي كأس إفريقيا بتونس سنة 2004. تحول الزاكي وقتها إلى بطل قومي، سيما أنه نجح في دور ربع النهاية في تجاوز الحاجز الجزائري، في مباراة بحمولات سياسية كبيرة. أما في المباراة النهائية أمام تونس، فإن صورة الزاكي وهو يبكي ضياعا على اللقب هزت وجدان المغاربة وحركت مشاعرهم، سيما أنهم لم يتعودوا على مثل هذا الأمر من المدربين الأجانب الذين تعاقبوا على تدريب المغرب. نشأ الزاكي يتيم الأب، بعد أن فقد والده وهو في سن السادسة من العمر، لكن الزاكي يعترف أن شقيقه عبد الخالق الذي يكبره ووالدته الحاجة أمينة قد عوضاه غياب الأب. يوصف الزاكي بأنه قوي الشخصية وصارم لحدود كبيرة، وعندما يسأل عن سبب ذلك، فإنه يؤكد أنه استمد ذلك من والدته التي كانت تقوم مقام عشرة رجال على حد قوله. والزاكي متزوج من فنلندية وأب لثلاثة أبناء هم حسناء وبثينة وأيوب،