لن أدرب المغرب الفاسي حاليا ولم يفاتحني أحد في الموضوع لهذا السبب غادرت أولمبيك أسفي وأعتز بتجربتي مع لجنة الفيفا حب الناس لا يقدر بثمن وأنتظر الإعلان عن إسمي منذ زمن أكد الإطار الوطني الزاكي بادو بأنه لم يتلق أي إتصال لتدريب المغرب الفاسي ونفى الأخبار التي تم تداولها مؤخرا بقرب إشرافه على «الماص»، وكشف في حواره مع «المنتخب» عن الدواعي التي جعلته يغادر أولمبيك أسفي. وعرج الزاكي في حديثه عن تجربته مع المنتخب المغربي الذي لم يحقق أي إنجازات تذكر منذ عشر سنوات، مشيرا أنه على إستعداد كامل لتحمل المسؤولية على الفريق الوطني ومقدما ضمانات نجاحه في حال أنيطت به مهمة تدريب الأسود في الفترة المقبلة. الزاكي تحدث أيضا عن مجموعة من النقط المثيرة المتعلقة بالفريق الوطني، وأمله في العودة للعرين لتهييء فريق وطني بإمكانه الظفر بكأس إفريقيا المقامة بالمغرب بعد عام. المنتخب: راج مؤخرا خبر يفيد قبولك عرضا تدريب المغرب الفاسي، هل فعلا إتصل بك أحد من مسؤولي فريق العاصمة العلمية، في ظل حديث عن دخولك كطرف في الإنتدابات التي قام بها «الماص» في الفترة الحالية؟ الزاكي بادو: لا لم يكن هناك أي إتصال بالمغرب الفاسي ولم أتحدث قط لا لمروان بناني ولا لرشيد والي العلمي الذي يعتبر صديقا لي، وعبر «المنتخب» أنفي هذا الخبر وأؤكد أنني غير مستعد لدخول تجربة تدريب ممثل العاصمة العلمية حاليا، ولم أكن من وراء أي إنتداب قام به الفريق في فترة الإنتقالات الشتوية. أتأسف كما أتعجب لتسريب مثل هذه الأخبار الكاذبة والمغلوطة، وأظن أن من يريد إثارة إسمي في مثل هذه الأمور كان يجب عليه أن يتصل بي أولا، أما الحديث وفق المصادر المطلعة والعليمة فلا أؤمن به كمواطن مغربي قبل أن أكون مدربا. أنا أنني أحترم هذا الفريق العريق وشرف لي أن أدربه مستقبلا، لكن أؤكد على أنني لم أتلق أي عرض من مسؤوليه. المنتخب: لنتحدث عن أولمبيك أسفي الذي إنفصلت عنه بشكل ودي، نود أن نعرف الأسباب الحقيقية التي دفعتك للرحيل؟ الزاكي بادو: أولا وقبل الحديث عن أسباب رحيلي عن أولمبيك أسفي أؤكد للجمهور المسفيوي وكذا المغربي بأن التعاقدات التي قمنا بها لم تكن بالضخمة، في الوقت الذي كنت أحاول رفقة مسؤولي الفريق ضم عناصر مميزة بعقود منتهية كما كان الحال مع المدافع ياسين حدو لاعب أولمبيك نيم، والذي كان يبصم رفقة المنتخب الأولمبي على مباريات في المستوى لكنه لم يفرض نفسه داخل أولمبيك أسفي. أظن أنني وقبل التوقيع لفريق أولمبيك أسفي كنت مطالبا بفرض شروطي كاملة، قبيل قبول العرض لكنني إصطدمت ببعض المسؤولين الذين كانوا ينتظرون تحقيق نتائج آنية وعلى عجل والأمر كان شبه مستحيل، خاصة في ظل مغادرة المهاجم عبد الرزاق حمد الله والذي ترك فراغا كبيرا في خط هجوم الفريق مع إبراهيما نديون. أظن أنني تعلمت الكثير من خلال تعاملي مع أولمبيك أسفي، فمن الآن وصاعدا سأوثق مطالبي، والتعاقدات التي أريدها لكي أقبل بمحاسبتي في الوقت المحدد. المنتخب: ألا ترى بأنك تسرعت في قبول عرض أولمبيك أسفي واستعجلت أيضا مغادرة الفريق؟ الزاكي بادو: لا أنكر أن الطريقة التي فاوضني بها مسؤولو أولمبيك أسفي كان فيها إحتراف كبير، لكن النتائج المستعجلة التي كان المسفيويون يريدون تحقيقها كان لها دور في إتخاذ قرار المغادرة، فبطبعي لا أريد أن أنافق الأشخاص الذين أشتغل معهم ضمن منظومة واحدة. المنتخب: لنعرج للحديث عن حضورك الأخير في نهائيات كأس العالم للأندية ضمن اللجنة التي إختارها الإتحاد الدولي لكرة القدم لمراقبة المباريات وإعداد متابعات تقنية حولها؟ الزاكي بادو: في الحقيقة كان حضورا مميزا ورائعا في نهائيات كأس العالم للأندية، نظرا للنتائج الإيجابية التي حققها الرجاء، وللطريقة التي تم العمل بها داخل اللجنة بحضور جو بول بريغن، والجميل في الأمر أنني كنت أقنع كل الأطراف بطريقة إشتغالي وحتى عندما أختار لاعبا رجاويا ليكون ضمن الأفضل يقولون قدمنا لنا دفوعاتك وأقنعنا. كان العمل شيقا والإستفادة كبيرة من خلال التعرف عن قرب على مدارس كروية مختلفة تقوم بتحليل المباريات في وقت محدود، وتدافع عن توجهاتك في كل مباراة وإختياراتك أيضا فيما يخص اللاعبين الذين فضلتهم. المنتخب: التحاليل التي قمتم بها لفائدة الفيفا في المباريات، ما مصيرها؟ الزاكي بادو: كما يعرف الكل فالإتحاد الدولي لكرة القدم لا يترك أي شيء للصدفة، والتحاليل هي مضمون كتاب سيتم إنجازه وتوزيعه لكي تعم الفائدة مختلف المدربين في العالم، وأظن أن هذه التجربة ستكررها الفيفا في كأس العالم بالبرازيل . المنتخب: لا يخلو أي حديث مع الزاكي بادو عن المنتخب الوطني، ففي الوقت الذي يطالب الجمهور المغربي بكامله بعودتك ما زال المطلب لم يتحقق، كيف تنظر لهذه المفارقة؟ الزاكي بادو: أظن أن حب الناس وتعاطفهم معي شيء لا يقدر بثمن، وبدوري أنتظر اليوم الذي سيتم الإعلان فيه عن الناخب الوطني الجديد، خاصة وأنني أطمح لتحد جديد بعد دورة تونس 2004، هذة المرة أتطلع لخوض المنافسة بالمغرب، لأرد الجميل لهذا البلد الذي سطع نجمي داخله. صراحة وبعد مرور عشر سنوات على الإنجاز الذي حققناه ببلوغ الدور النهائي، أصبحنا مطالبين أكثر من أي وقت مضى بضرورة توأمة كأس إفريقيا الوحيدة التي في رصيدنا ليصبح لها شقيقتها. شخصيا مستعد لرهان نهائيات كأس إفريقيا 2015 بالمغرب، وإذا مكنني المسؤولون الجامعيون من تدريب المنتخب المغربي أعدهم ببقاء اللقب هنا. المنتخب: تبدو اليوم متحمسا أكثر من أي وقت مضى، هل هناك سر من وراء رغبتك الجامحة في تدريب الفريق الوطني؟ الزاكي بادو: ليس هناك أي سر، كل ما هنالك أن المنتخب المغربي سيستضيف الحدث الإفريقي بقواعده، وبالنظر للتجارب الكروية التي خضتها أتوسم في نفسي القدرة على خلق الفارق وقيادة الفريق الوطني لمنصة التتويج. سيكون الأمر رائعا إن تمكنت من العودة للمنتخب المغربي، وعبر «المنتخب» أعد بأن أسخر كافة جهودي من أجل إعادة أمجاد الكرة المغربية، خاصة وأنني لم أبتعد عن الساحة الكروية وكنت طيلة الفترات الأخيرة حاضرا في البطولة الوطنية كمدرب. المنتخب: وماذا عن اللاعبين المغاربة المحترفين في أوروبا، هل تتابعهم؟ الزاكي بادو: أنا عاشق لكرة القدم، لذا أحرص على متابعة مردود المحترفين المغاربة في مختلف البطولات الأوروبية البارزة، وأتابع تطور مستواهم، منذ أن كنت مدربا للفريق الوطني قبل 2004، وأنا أتابع معظم مباريات المحترفين المغاربة، وإلى يومنا هذا وأنا أحرص على رصد تطور العناصر الوطنية، وفي ظل تطور وسائل الإتصال الحديثة أصبحنا على صلة أكثر بما يجري هناك في أوروبا بأدق التفاصيل. المنتخب: وهل ما زلت على إتصال ببعض لاعبي المنتخب المغربي الحاليين؟ الزاكي بادو: بالفعل أجلس مع بعضهم كلما سمحت الفرصة، والجميل أنهم يكنون لي إحتراما كبيرا، وهذا ما يجعلني أتحمس لأخذ زمام الأمور ودخول غمار تجربة تدريب المنتخب المغربي مجددا. أود أن أضيف شيئا مهما لا بد من التأكيد عليه هو أن المنتخب المغربي يتوفر على لاعبين في المستوى، وله إمكانيات كبيرة مثل التي تتوفر عليها المنتخبات الإفريقية الوزازنة، لذا سيكون من العيب أن لا نظفر بلقب كأس إفريقيا وأن لا نتوج بالمغرب. المنتخب: ألا ترى معي بأن ضيق الوقت يتطلب من الجامعة الإعلان بسرعة عن الناخب الوطني في ظل الترويج للعديد من الأسماء وترشيحها لتدرب الفريق الوطني؟ الزاكي: بطبيعة الحال يجب التسريع في الإعلان عن إسم المدرب القادم، رغم أنني لست متفقا معك في مسألة ضيق الوقت، بل أظن أن هناك متسعا من الوقت من أجل ذلك بالنسبة لي بإعتبار أنني كنت طيلة الفترة الماضية متابعا للمنتخب المغربي ولاعبيه المحترفين والممارسين بالبطولة الوطنية. المنتخب: حراسة المرمى كانت من النقط السوداء التي أسالت المداد كثيرا في المنتخب ، ما رأيك في هذا المركز الذي عانينا معه كثيرا؟ الزاكي: هناك من هو قادر على تحمل المسؤولية في هذا المركز، ولن أتحدث كثيرا لغاية منحي صلاحية تدريب الفريق الوطني، شخصيا وبعدما إستفدت كثيرا من خلال الفترة التي قضيتها مدربا للمنتخب المغربي، كبرت قناعاتي بأن الفريق الوطني لن ينجح إلا مع إطار مغربي. لكم أن تتخيلوا من سنة 2004 لغاية آخر كأس إفريقيا سنة 2013، وبغض النظر عن النهائي الذي لعبنا فيه أمام تونس، لم نتمكن من تحقيق أي نتائج إيجابية على المستوى القاري وهذا يدمي القلب ويحزن كثيرا، خاصة وأن الجمهور المغربي يثوق لتحقيق لقب قاري لكنه وفي كل مناسبة يجتر خلفه الخيبات. المنتخب: هل من ضمانات تقدمها الزاكي لنجاحك رفقة الفريق الوطني في المرحلة المقبلة؟ الزاكي: أظن أن النتائج التي سبق وحققتها رفقة المنتخب المغربي تتحدث عن نفسها، فقد فزت في 22 مباراة رسمية، ولم أنهزم سوى في النهائي أمام تونس، وكنت لا أبالي بالإنتصار في الوديات لأنني أجرب فيها اللاعبين وأقف على مدى جاهزيتهم. أظن أن الطريقة التي إشتغلت بها في المرحلة السابقة رفقة المنتخب المغربي كفيلة بأن تجعلني واحدا من المدربين الذين يجب أن تجدد فيهم الثقة من أجل مواصلة إعادة الإعتبار للإطار الوطني من جهة، ولإعطاء حق للأصوات التي تنادي بالتعاقد معي والتي أعد بأنني لن أخيب ظنها ولن يغمض لي جفن إلا وأنا متوج بكأس إفريقيا. المنتخب: نتركك في مساحة حرة عبر «المنتخب» لتعبر مجددا عما تريد؟ الزاكي بادو: لا يختلف إثنان في أن مهمة الفريق الوطني في نهائيات كأس إفريقيا 2015 بالمغرب لن تكون سهلة، لكنني أملك على الوصفة التي بإمكانها أن تقود الفريق الوطني للنجاح، وأشكر عبر «المنتخب» كافة الجمهور المغربي من طنجة العالية للكويرة العزيزة على دعمهم لإبن بلدهم، وثقوا بي فلن أخيب ظنكم أبدا. حاوره: