بلهجة شديدة، وجه عبد القادر يومير، مدرب اتحاد طنجة لكرة القدم، أحد أندية القسم الوطني الثاني، سهام النقد صوب زميله رشيد الطاوسي، مدرب المنتخب الوطني المغربي، معتبرا أنه فشل، بالنظر إلى حصيلته مع أسود الأطلس، ويكفي ما حصل خلال المباراة الأخيرة ضد تانزانيا، ضمن تصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل. قال يومير، في حوار مع "الواحة الرياضية"، إن الطاوسي ارتكب مجموعة من الأخطاء قادته إلى الفشل في مهمته على رأس المنتخب الوطني، بداية من اختياراته التقنية، ومرورا بالوجهة التي فضلها لإقامة معسكر أسود الأطلس استعدادا لمباراة تنزانيا، ووصولا إلى الحصاد الرقمي والنتيجة المخجلة التي أقلقت راحة جميع المغاربة. وقال يومير إن الطاوسي كان خارج التغطية، وأن مباراة تنزانيا كشفت الصورة الحقيقية، وعرت الواقع المرير لمنتخب وطني يحتاج قائدا كبيرا، أملا في رد الاعتبار لكرة القدم المغربية، وإسعاد ملايين العشاق الذين بدأول يفقدون الأمل. ويرى عبد القادر يومير، الذي قاد الكوكب المراكشي للفوز بكأس الاتحاد الإفريقي سنة 1996 على حساب نجم الساحل التونسي، وكانت له تجارب مختلفة في الخليج العربي، أن بادو الزاكي هو مدرب المرحلة الجديدة، قائلا "أعتقد أن المدرب بادو الزاكي بات أكثر نضجا وتجربة من سنة 2004، حين أوصل المنتخب الوطني إلى نهائي كأس أمم إفريقيا بتونس بعناصر شابة، وبتجربة قليلة". في البداية، هل أنت مع أو ضد رشيد الطاوسي، مدرب المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم؟ المدرب رشيد الطاوسي ارتكب مجموعة من الأخطاء قادته إلى الفشل في مهمته على رأس المنتخب الوطني. يعني أنت ضد رشيد الطاوسي؟ لست ضد الطاوسي كإنسان وليس لي حساب شخصي معه، وإنما انتقده كمدرب للمنتخب الوطني، وشخصيا كنت سباقا لانتقاد، تقريبا، كل المدربين الذين أشرفوا على المنتخب الوطني في فترات سابقة، بمن فيهم المدرب بادو الزاكي، والمدرب مصطفى مديح، لأنني أعتبر توضيحي وشرحي للأخطاء التي ارتكبت داخل المنتخب المغربي تدخل في خانة الغيرة على القميص الوطني، ولا أحد منا كمغاربة يحب مشاهدة المنتخب الوطني خارج التغطية في المحافل الكبرى، سواء قارية أو عالمية. قلت لا توجد لديك أي حسابات خاصة وشخصية مع المدرب رشيد الطاوسي؟ ليس لي أي حسابات لا من قريب ولا من بعيد مع المدرب رشيد الطاوسي، كما سبق أن قلت انتقدت مدربين آخرين كانوا على رأس أسود الأطلس، كان آخرهم البلجيكي إيريك غيريتس، الذي فشل فشلا ذريعا مع المنتخب الوطني. وباعتباري تقني لي الحق في أن تقدم بملاحظاتي في شأن المنتخب الوطني، الذي هو لجميع المغاربة. ما هي أهم مؤاخذاتك للمدرب الطاوسي منذ تحمله مسؤولية الإشراف على المنتخب الوطني؟ بصريح العبارة، المدرب رشيد الطاوسي فشل في مهمته على رأس المنتخب المغربي نتيجة ارتكابه مجموعة من الأخطاء التقنية، التي جعلته خارج التغطية، والمباراة الأخيرة في تصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل ضد المنتخب التانزاني كانت خير مثال على ذلك، لأنها عرت الواقع المرير، الذي تجرع مرارته كل المغاربة حين تابعوا كيف سقط المنتخب الوطني بطريقة لا تشرف أبدا الكرة المغربية، التي أنجبت أسماء وازنة في تاريخ الكرة الإفريقية. ماهي هذه الأخطاء التقنية التي ارتكبها المدرب الطاوسي؟ البداية كانت من المعسكر الرياضي بالديار الإماراتية، وما عرفه من مشاكل في محيط المشروفين على المنتخب الوطني. فاختيار الإمارات مكانا للتربص استعدادا لمباراة بتانزانيا كان خاطأ منذ البداية، لأن هناك اختلافا بين أجواء البلدين. وقبل ذلك كانت اختياراته التقنية كارثية، لأنه المد استدعى عناصر من البطولة الوطنية، وأبعد المحترفين بصورة غريبة، وهي مغامرة غير محسوبة العواقب، وفعلا، لاحظنا المهزلة في تانزانيا. وهاتان النقطتان كافيتان للحكم بفشل المدرب رشيد الطاوسي في مهامه التقنية على رأس أسود الأطلس. دون نسيان أن المدرب رشيد الطاوسي أحدث سابقة كروية، ليس فقط في الكرة المغربية بل العالمية، حين وجه الدعوة إلى عناصر تمارس بالبطولة الوطنية الثانية، شخصيا استغربت للقرار، وأجهل سببه تماما، وأعتقد أنه ناتج عن الضغط الجماهيري. الطاوسي اضطر إلى استدعاء المحليين لأن غالبية المحترفين يعانون من الإصابة.. (يقاطع) كل التبريرات التي قدمها الطاوسي غير مقبولة، خاصة عندما كذبت العناصر المحترفة كل الادعاءات، وآخرهم المدافع الصلب المهدي بنعطية، والدليل على ذلك أنه شارك، خلال تلك الفترة، مع فريقه أودينيزي الإيطالي، وقدم مردودا جيدا. كما أن المدافع أحمد القنطاري، لاعب بريست الفرنسي، لم يكن مصابا، ونتيجة مروده التقني الثابت، بات مرشحا للانتقال إلى فريق تولوز، الذي أبدى رغبته في الاستفادة من خدماته. أعتقد أنه كان على المدرب رشيد الطاوسي أن يحافظ على التركيبة البشرية التي خاض بها المباريات الثلاث في نهائيات كأس أمم إفريقيا بجنوب إفريقيا، ولا يحدث أي تغيير، بالنظر إلى الفترة القصيرة ما بين نهائيات إفريقيا وتصفيات كأس العالم. وأرى أن المدرب الطاوسي أخطأ كثيرا حين وجه الدعوة إلى مجموعة من اللاعبين لا تستحق أبدا حمل القميص الوطني (لن أذكر الأسماء.). ألا ترى أن المدة التي قضاها المدرب الطاوسي مع المنتخب قصيرة جدا للحكم عليه؟ يجب على المدرب الطاوسي تحمل المسؤولية، لأنه خاطب الرأي العام بلغة شعبوية، ومتفائلة، إضافة إلى أن الجامعة وفرت له كل الظروف، وفي نواحي متعددة ومختلفة، ولو طلب من المسؤولين "لبن العصفور" كانوا سيحضرونه فورا، بالتالي فإن الطاوسي فشل، ويتحمل كامل المسؤولية في ما حدث. أستنتج من حديثك أن المدرب رشيد الطاوسي يجب أن يقدم استقالته.. الفشل تليه الاستقالة، وشخصيا أرشح المدرب بادو الزاكي للخلافة، وتحمل المسؤولية في الوقت الحالي لقيادة المنتخب الوطني. لماذا بادو الزاكي تحديدا دون مدرب آخر؟ أعتقد أن المدرب بادو الزاكي بات أكثر نضجا وتجربة من سنة 2004، حين أوصل المنتخب الوطني إلى نهائي كأس أمم إفريقيا بتونس بعناصر شابة، وبتجربة قليلة. لكن بعض الوداديين غير راضين حاليا عن عمل المدرب الزاكي مع الفريق الأحمر؟ المدرب بادو الزاكي نجحت تجربته مع المنتخب الوطني أفضل من تجربته مع الفرق الوطنية التي أشرف عليها في مساره المهني. وهناك حالات مماثلة لمدربين كبار، ينجحون مع المنتخبات الوطنية، لكنهم غير محظوظين مع الفرق، وعكس صحيح. أعتقد أن بادو الزاكي من أولئك المدربين الناجحين رفقة المنتخبات الوطنية، وتجربته وخبرته الطويلة، ضرورية ليستفيد منها المنتخب المغربي في الوقت الحالي الصعب.