أكد المعلق الرياضي عصام الشوالي أن الكرة المغربية تراجعت كثيرا في السنوات الأخيرة، وقال في حوار أجرته معه «المساء» إن المنتخب المغربي بات في كل مرة يشارك فيها في نهائيات كأس إفريقيا للأمم يقصى بشكل مبكر. ودعا إلى تسليم دفة المنتخب المغربي إلى مدرب وطني، يستطيع أن يتفاعل مع نبض الشارع المغربي. ولدى سؤال الشوالي عن سبب تعاطفه مع بادو الزاكي قال إنه منطق الأرقام والنتائج يؤكد أن الزاكي قدم نتائج باهرة مع المنتخب الوطني وأنه ظلم لما غادر المنتخب. في الحوار ذاته تحدث الشوالي عن الدورة الإفريقية بغانا وعن المباريات التي علق عليها، مشيرا إلى أن مباراة الكامرون وتونس كانت الأفضل بالنسبة إليه. - هل يعتقد الشوالي أنه وفق في التعليق على مباريات كأس إفريقيا بغانا؟ < أتصور أنني على امتداد المباريات التي علقت عليها في كأس إفريقيا للأمم، قد قدمت كل مالدي، وحاولت أن أكون عند أفق انتظار المشاهد، وبطبيعة الحال فمن الصعب على المرء أن يعطي تقييما لنفسه، فالحكم يبقى للجمهور. - ولكنك في كثير من الأحيان كنت تعلق بعاطفة كبيرة، وبدوت مشجعا في ثوب معلق؟ < لقد كانت لي الجرأة أن أقول في بعض مباريات منتخباتنا العربية أنا مشجع في ثوب معلق، لكن مع ذلك فلم أكن أهضم بقية المنتخبات الإفريقية حقها، وكنت أحاول أن أعطيها ماتستحق، من خلال الأداء الذي كانت تقدمه خلال المباريات، لكن هذا لم يكن يمنعني من أن أتمنى الفوز لمنتخباتنا العربية، لأنني عربي الانتماء وأعلق لجمهور بنفس الهوية. وأعتقد أن هذا الأمر معمول به في جميع البلدان، ومسموح به شريطة أن لايتجاوز حدود الأخلاق ويتعداها للتغليط والتجريح. - لكن حماسك كان كبيرا؟ < أعتقد أن الحماس لايجب أن أحاسب عليه، فهو مطلوب في مباريات الكرة ويمنحها بهارات من الإثارة والتشويق، والمعلق من المفروض أن يعيش نبض المباراة بحركاتها وسكناتها. وأعترف أنني كنت متحمسا في مباريات المنتخبات العربية. - ولكن عددا من التعليقات لبعض المعلقين أثارت استياء بعثات ديبلوماسية لبلدان إفريقية؟ < لا أعتقد أنه كانت هناك عنصرية من طرف المعلقين في متابعة المباريات، كان هناك حماس لمنتخباتنا العربية، وهذا مسموح به، لو تحدثت عن نفسي مثلا، فلم يحدث أن قمت بتجريح أي لاعب إفريقي أو استعملت عبارات غير مناسبة. - علقت على عدد كبير من المباريات في كأس إفريقيا، ففي اي مباراة وجدت ذاتك أكثر؟ < لقد علقت على 14 مباراة في دورة غانا، وأعتقد أن كل مباراة أحلى من الأخرى، وقد كنت أجد ذاتي كثيرا عندما كنت أعلق على مباريات المنتخبات العربية، فالحماس كبير وهناك رغبة في الفوز تسكنني أنا الآخر لأحد المنتخبات العربية. - ولكن لابد أن مباراة ما ستظل عالقة بذهنك؟ < إنها مباراة تونس والكامرون في الدور الربع نهائي، فأنا أعتبر هذه المباراة هي الأفضل في الكأس الإفريقية بغانا، فقد كان هناك تنافس كبير بين المنتخبين، كما أن سيناريو المباراة كان مثيرا، فقد تقدم المنتخب الكامروني بهدفين قبل أن يعود نسور قرطاج في النتيجة ويحرزوا التعادل، إنها المباراة الأفضل بالنسبة إلي في الدورة. - منحت أيضا الفرصة لتعلق على المباراة النهائية بين مصر والكامرون؟ < إنها المباراة النهائية رقم 60 التي أعلق عليها في مسيرتي المهنية، وكثيرون يقولون إن الشوالي هو معلق المباريات النهائية، الحمد لله شبكة أرتي منحتني الفرصة لأعلق على نهائي كاس إفريقيا فهل أرفضها، لايمكن. لأن أي معلق له الرغبة في التعليق على مباريات من هذا الحجم، إذ تغني رصيده وتجعله في قلب الحدث. - لماذا برأيك برز المعلقون التونسيون في الفترة الأخيرة؟ < أعتقد أن المعلق التونسي خدمته مجموعة من الظروف، فهو ينتمي إلى بلد قريب من أوروبا شعبه مهووس بالكرة، ويتابع مستجدات الأحداث الرياضية من خلال المجلات والجرائد والقنوات، بمعنى أنه من السهل أن يلفت الانتباه في مجال التعليق الرياضي. - ولكن هذه المعطيات نفسها تنطبق على المغرب دون أن يكون له معلقون جيدون؟ < لاتنس أن اللهجة التونسية ساهمت أيضا في تميز المعلقين التونسيين، فهي لهجة جديدة في التعليق الرياضي، وأتمنى أن يبرز معلقون رياضيون مغاربة في المستقبل القريب، مثلما برز سعيد زدوق، أنا متأكد أن المغرب لايعدم مواهب، وأنها يجب أن تأخذ فرصتها لتنطلق، والدليل أن هناك كفاءات مغربية في مجموعة من القنوات العربية، كيوسف أيت الحاج بقناة العربية وخالد ياسين بأوروبيت والذي أعتبره أفضل مقدم برامج واستديوهات تحليلية في الوطن العربي، هناك أيضا محمد عمور بالجزيرة الرياضية.هذه كفاءات مهمة. أيضا أصبح هناك اهتمام بالمحللين الرياضيين المغاربة، فأرتي تعاقدت مع محمد التيمومي اللاعب الدولي السابق. - بماذا نفسر تعليق الشوالي على مباريات المنتخبات والفرق المغربية؟ < لقد حاولت أرتي التعاقد مع معلق مغربي ليتولى التعليق على مباريات المنتخب المغربي في كأس إفريقيا، لكن للأسف فالمعلقون المغاربة كانت لديهم التزاماتهم المهنية، لذلك تم منحي مباريات المنتخب المغربي، وكما تعرف فتونس والمغرب بلد واحد، وعندما أعلق على مباريات الأخير فكأنما أعلق على مباريات بلدي تونس، كما أنني في كثير من الأحيان أعلق على مبارات الفرق الجزائرية. - ولكن في نهائي كأس الاتحاد الإفريقي بين الجيش والنجم الساحلي بسوسة غاب عنك الحياد، عندما أحرز الفريق المغربي هدفا في الوقت بدل الضائع كان سيمنحه اللقب؟ < صدقني خلال المباراة منحت الفريق العسكري حقه، لكن أعترف أن ما قلته في الوقت بدل الضائع، كان غلطة انتماء أو خوف لفريق تونسي يلعب المباراة النهائية، وكان سيضيع اللقب بسيناريو دراماتيكي، لم يكن يخطر على البال. - كنت تخشى وقتها من تكرار سيناريو فريقي الصفاقسي والأهلي في نهائي عصبة الأبطال الإفريقية؟ < فعلا لقد تحدثت خلال المباراة عن ماوقع في مباراة الأهلي والسيناريو وتساءلت في اللحظات الأخيرة، هل سيتكرر السيناريو الرهيب وعندما أحرزت الجيش هدف الفوز الذي رفضه الحكم، غلب علي الانتماء وقتها. - وأي تقييم تضعه لمشاركة المغرب في نهائيات كأس إفريقيا؟ < صدقني مايحدث للمنتخب والكرة المغربية بشكل عام يثير الكثير من علامات الاستفهام، فالمنتخب الذي كان رقما صعبا في معادلة الكرة الإفريقية فقد هيبته في السنوات الأخيرة، وبات دائما يخرج من الدور الأول، لقد حدث ذلك في 2000 و2002 و2006 ثم في غانا 2008، علما أن الكرة المغربية زاخرة بالمواهب،وظلت على امتداد عقود تملك خزانا لاينضب، لذلك يؤلمني شخصيا أن تصل وضعية الكرة المغربية إلى هذا المنحدر، سيما أنني أعرف مدى حب المغاربة للكرة وهوسهم بها. - وما رأيك في إقالة هنري ميشيل؟ < كنت أتمنى أن يقيله الاتحاد المغربي بسبب نتائجه المخيبة في غانا، وليس للتصريحات التي أطلقها. كما على الاتحاد المغربي أن يعرف أنه ينتمي للقارة الإفريقية، ليعطي لهذه البطولة الاهتمام الكافي، لا أن يعطي الأولوية لكأس العالم، فلكي تتأهل لكأس العالم يجب بداية أن تتفوق على المنتخبات الإفريقية. - أبديت تعاطفا كبيرا مع بادو الزاكي لدى تعليقك على مباريات المنتخب الوطني؟ < أنا من مواليد 1970، وعندما بدأ وعيي في التشكل، وجدت أمامي منتخبا مغربيا كبيرا، يقوده حارس عملاق اسمه بادو الزاكي. تابعت منتخب 1982 الذي كان قريبا من التأهل لمونديا إسبانيا وخسر بشرف أمام الكامرون، شاهدت ما صنعه الزاكي في مونديال ميكسيكو 1986، وكنت أتابع وأنا صغير في السن مايقوله عنه المعلق التونسي حسين الوادي، ولما أصبح الزاكي مدربا للمنتخب المغربي قاده لتحقيق نتائج باهرة، ومع ذلك لم يستمر. لذلك أجد أن الزاكي تعرض لظلم كبير. أتصور أنه سواء الزاكي أو فاخر، فإنهما قدما مالديهما للمنتخب المغربي، وعندما كانا يحققان نتائج سلبية، كنت تدرك أنهما حزينان لأجل الشعب المغربي، ليس كما هو الحال مع هنري ميشيل أو غيره من المدربين الأجانب الذين يضربون الحساب فقط لأجورهم الشهرية الدسمة. - وأي خلاصة خرجت بها من الكأس الإفريقية؟ < هو أن المدرسة الفرنسية أعلنت إفلاسها وأن المستقبل للمدرب الوطني.