كشفت مصادر خاصة ل«المساء» أن صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، باح لعدد من أعضاء المكتب السياسي للحزب، خلال الاجتماع المنعقد بالدار البيضاء يوم الجمعة الماضي، ببعض الأسرار التي أحاطت بالقرار المفاجئ الذي اتخذه مصطفى المنصوري، الذي قرر الانسحاب من السباق على منصب رئيس مجلس النواب، مفسحا المجال لزميله في الحزب رشيد الطالبي العلمي. ومما نقلت المصادر عن مزوار، أنه زار مصطفى المنصوري بمنزله على انفراد، مباشرة بعد رجوعه من الجولة الإفريقية، التي رافق خلالها الملك، وأطلعه على حيثيات اختيار الطالبي العلمي لتعويض كريم غلاب، وهي المسألة التي تم الحسم فيها خلال مفاوضات تشكيل الحكومة الثانية، وأنه من المستحسن عدم خلط الأوراق مجددا مع حليفه الجديد حزب العدالة والتنمية. مزوار قال أيضا للمنصوري -الزعيم الأسبق للحزب- إن نتيجة تلك المفاوضات تمت مباركتها من طرف أعلى سلطة في البلد، وبالتالي لا مصلحة للحزب في تغييرها، وفي المقابل، طمأنه -مقابل انسحابه من السباق- على المحافظة على مكانته ومصالحه داخل الحزب. اجتماع المكتب السياسي لحزب الأحرار كان أيضا فرصة لمناقشة كيفية إعادة هيكلة الحزب- تقول مصادر «المساء» وكانت النقطة الأهم، هي تلك المتعلقة بالحسم في الاسم الذي سيخلف الطالبي العلمي على رأس الفريق النيابي للحزب بمجلس النواب، وهو المنصب الذي آل إلى وديع بنعبد الله، ما يعبر عن رغبة الحزب في منح الكفاءات الشابة فرصة المساهمة في تدبير المؤسسات الحزبية. مفاوضات تشكيل الحكومة كانت أيضا ضمن المواضيع العديدة التي ناقشها مزوار وأعضاء المكتب السياسي، وحسب المصادر ذاتها، كشف وزير الخارجية والتعاون عن معلومة جديدة غير متداولة، تتعلق بإصراره على حصول الحزب على حقيبتي المالية والاقتصاد، أو حقيبتي الخارجية. كما قال إنه عبر صراحة لبنكيران، عن استحالة أن يقبل بتقاسم أي وزارة مع العدالة والتنمية، وهو الشرط الذي قبله رئيس الحكومة. وفي سياق متصل، عبر بعض أعضاء المكتب السياسي، ممن حضروا الاجتماع الأخير، عن امتعاضهم من عدم رد مزوار على اتصالاتهم الهاتفية، وكذا عدم احترامه مواعيد عقد اجتماعات المكتب السياسي، كما كان عليه الشأن في السابق. ولم يخف هؤلاء قلقهم مما وصفوه جمود الحزب على الساحة السياسية، مما قد يفقده بعض النقط لصالح منافسيه. وهي الأفكار التي رد عليها مزوار بكونه غير منزعج لهذا الجمود الذي يعيشه الحزب، وعلل ذلك بكون الحزب تلقى العديد من الهجمات الشرسة طيلة الفترة التي قضاها في المعارضة، وبشكل خاص من العدالة والتنمية، أما اليوم –يقول مزوار- «تغيرت الأمور وصار ينظر إلى حزب الأحرار كرافعة أساسية لا غنى عنها، كما أن الفترة التي يمر منها الحزب دقيقة، وبالتالي علينا نهج سياسة الحركة في الجمود، حتى لا ترتكب أخطاء لا تحمد عقباها». مصادر «المساء» كشفت أن مزوار قال لمجالسيه، بخصوص ما وصفها بضربات متوالية ضد الحزب: «علينا أن ننتظر توقيع ميثاق الأغلبية الخميس المقبل بنادي بنك المغرب بالرباط، وعليكم توخي الحذر إلى ذلك الحين، وأعدكم بأن كل من أساء للحزب أو رموزه سيدفع ثمنا باهظا».