أمهل حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، القيادي الاستقلالي محمد الوفا 24 ساعة لتقديم استقالته من وزارة التربية الوطنية إلى رئيس الحكومة وذلك تنفيذا للقرار السياسي للحزب القاضي بالانسحاب من التحالف الحكومي، الذي يقوده حزب العدالة والتنمية. واعتبر الأمين العام لحزب الاستقلال، في بيان أصدرته الأمانة العامة، أول أمس الثلاثاء، أن الوفا ملزم بالانضباط لقرار المجلس الوطني، وعليه أن يضع استقالته لدى رئيس الحكومة مثل ما فعل وزراء الحزب، مبرزا أن استقالة وزراء الحزب تمت وفق الفصل 47 من الدستور، الذي ينص على أن الوزير يقدم استقالته لرئيس الحكومة كتابة، ويرفعها رئيس الحكومة، في حال قبولها، لجلالة الملك، الذي يحسم في أمر الاستقالة. وبخصوص من سيعوض حزب الاستقلال في التحالف الحكومي، يبدو أن الوضع مازال ملتبسا بسبب عدم كشف عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عن أجندته في الموضوع، علما أن بنكيران مجبر للحفاظ على أغلبيته بأن يجد حليفا جديدا له من أحزاب المعارضة. ونظرا لصعوبة تحالف العدالة والتنمية مع حزبي الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي، يبقى حزب التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري هما الحزبان القريبان من العدالة والتنمية، رغم حجم الخلافات والاتهامات المتبادلة بينهما وبين قيادة العدالة والتنمية. في السياق ذاته، نفى قيادي في التجمع الوطني للأحرار، إجراء صلاح الدين مزوار، رئيس الحزب، أي اتصال رسمي أو مشاورات مع عبد الإله بنكيران، تتعلق بموضوع التحالف الحكومي الذي انسحب منه حزب الاستقلال. وأكد مصدر "المغربية"، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن مزوار لم يلتق بنكيران منذ مدة، ولا حتى أثناء تقديمه العزاء في وفاة التجمعي عبد الإله المكينسي، الرئيس السابق للجمعية الرياضية السلاوية ومستشار مجلس مدينة سلا، الذي دفن جثمانه أول أمس الثلاثاء بسلا. وقال القيادي التجمعي "ليس هناك أي حوار رسمي مع العدالة والتنمية، ولم نعقد بعد اجتماع المكتب التنفيذي، الذي يعتبر الجهاز الأحق بمناقشة مستقبل توجهات الحزب"، مبرزا أن كل ما نشر بهذا الصدد مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة، وأكد أنه "لا وجود لأي مفاوضات رسمية بين مزوار وبنكيران"، قبل أن يستدرك أنه "من الممكن أن تكون هناك لقاءات غير رسمية بين بعض قادة العدالة والتنمية والتجمع، لكن لاشيء لحد الآن في الأفق، خصوصا أن المكتب التنفيذي للحزب لم يجتمع بعد". يشار إلى أن بعض الشائعات توقعت اتفاق صلاح الدين مزوار حول عرض من بنكيران، بدخول حزب التجمع إلى التحالف الحكومي، وتحمل مزوار حقيبة المالية، ورشيد الطالبي العلمي، وزارة التعليم، ومنصف بلخياط وزارة الصناعة التقليدية، فيما لم تكشف تلك الإشاعات عمن سيتحمل مسؤولية حقيبتي التجارة الخارجية، والجالية المغربية، وهي الوزارات التي سيغادرها الاستقلاليون.