«إن إضافة ساعة للتوقيت المغربي هو السيناريو الأمثل الذي يتلاءم مع الوضعين الجغرافي والاقتصادي للمغرب، إذ أن المغرب يتواجد في منطقة تتسم بيوم طويل في فترة الخريف، ومن المفيد الاستفادة من ضوء الشمس، والحفاظ على الطاقة» هكذا زف محمد مبديع، وزير الوظيفة العمومية، خبر زيادة ساعة جديدة في المكانة إلى كل المغاربة.. مبديع، لم ينس أن يشير إلى أن زيادة ساعة ستكون لها تأثيرات جانبية، غادا تأثر على النعاس ديال الأطفال اللي خاصهم يفيقو بكري، وزيد عليهم حتى لكبار، وأنهى حديثه بمباركة هاد الساعة الجديدة التي اعتبرها ربحا للمغاربة، وعلاه كاين شي رباح كثر من هاد الزيادة اللي كتتكرم بها الحكومة كل عام على لمغاربة بدون احتجاج أو مطالب.. الناس عياو ما يطالبو بالزيادة فالأجور والحكومة تستجيب لمطالبهم بزيادة ساعة فالمكانة. قالت لي والدتي، بعد أن بلغتها بالخبر : «عاوتاني غادين يزيدو هاديك الساعة ويخليونا بلانعاس، أنا بعدا باراكا عليا غير ساعتي اللولا» وبعد غد، ودون احتجاجات.. دون الحاجة إلى الخروج بلافتات في الشارع.. ودون حتى أن يأخذ البعض رأينا.. ستتكرم علينا الحكومة المغربية بزيادة ساعة في المكانة، بعد أن ظلت طيلة فترة اشتغالها لا تجيد غير الزيادة في المحروقات وأسعار المواد الغذائية.. وهي الزيادة الوحيدة التي تتم المصادقة عليها كل سنة دون احتجاج أو اعتصام أمام قبة البرلمان.. ودون ترديد عبارة «علاش جينا واحتجينا على الساعة اللي بغينا» وذلك بعد أن عجزت عن الزيادة في الأجور.. وأصبح اليوم الواحد فيه 25 ساعة.. زيادة جديدة تتطلب شكرا، وجمل امتنان.. ولكن هذه الساعة أحدثت منذ الاشتغال بها ارتباكا كبيرا في التوقيت اليومي، لم يعد النوم في بداية المساء ممكنا، أصبحنا مجبرين على التوجه إلى النوم في الواحدة من صباح اليوم الموالي.. تفرض معه مواقيت العمل الاستيقاظ مبكرا، ما كتشبعش نعاس وما كتحلمش كاع.. وهي ذريعة لبرلمانيينا لكي يكملوا نومهم في قبة البرلمان على خاطرهم.. وسنعود بعدها لنصطدم بالسؤال التقليدي.. شحال فالساعة؟ لتفاجأ بسؤال آخر عفوي بعد الإجابة «واش لقديمة ولا الجديدة»؟ قبل ذلك، كان الحديث عن الزيادة في السميك أمرا ملحا.. وعن عدم اللجوء إلى الاقتراض من الأبناك الدولية.. وعن خلق مناصب شغل لحاملي الشهادات المعطلين.. لكن الوعود كلها تحولت بعد حين إلى مجرد شعارات انتخابية.. أصبحت معها الزيادة في الأجور مجرد حلم ممنوع.. وبالمقابل تمت الزيادة في المحروقات وفي أسعار المواد الغذائية.. وغرقنا كريديات.. بل فكرت الحكومة يوما في تخفيض الأجور وتقليص فرص الشغل لتكون زيادة أخرى مريحة ولكن هذه المرة في عدد العاطلين.. المهم الزيادة كاينة، كاينة.. ولكن فشي شكل.. الأكثر من ذلك أننا أصبحنا ننام ونستيقظ على خبر زيادة جديدة، في المحروقات طبعا، كل شهر ورزقو.. وقد أدى ارتفاع الأسعار إلى ضعف القدرة الشرائية لدى المواطن الذي أصبح يحلم كل ليلة بأن يستفيق على خبر تخفيض الأسعار.. لكن الكابوس الذي يعيشه كل صباح هو أن الزيادة في الأسعار واقع مرير يعيشه صيفا وشتاء.. مبديع، يبشركم بزيادة لم تتعبوا في الحصول عليها.. زيادة ساعة فالمكانة.. واعتبرها ساعة مبروكة.. على هاد لحساب خاص المغاربة يرددوا مع محمود الإدريسي بفرح، ساعة سعيدة ما تتباع بأموال..