وصف عبد الإله أكرم، رئيس فريق الوداد الرياضي لكرة القدم، ما حدث من هجوم مسلح على لاعبي فريقه يوم الخميس الماضي، بأنه «عمل إرهابي منظم»، ملمحا إلى أن معارضيه متورطون بشكل مباشر في ما وقع، لأنهم بحسبهم «يمولون هذا الإرهاب، ويقومون بالتحريض والتجييش ويتحدثون في الإذاعات الخاصة»، داعيا إلى فتح تحقيق نزيه لتحديد الأطراف التي ساهمت في الاعتداء الهمجي على لاعبي الوداد. وقال أكرم ل»المساء»، إن الذين قاموا بهذه الأعمال لا يمكن أن يكونوا وداديين أو ينتمون إلى جمهوره، مشددا على أن الأمر يتعلق بعصابة إجرامية محترفة، جاءت لتنفذ المطلوب منها في ظرف زمني لم يتجاوز الربع ساعة، قبل أن تغادر الملعب بعد أن زرعت الرعب في نفوس اللاعبين وقامت بتخريب مستودع الملابس وسلبت اللاعبين حاجياتهم. وتابع أكرم:» لقد سبق للجمهور أن احتج في الكثير من المرات،وبشكل حضاري، ولم يسبق للأمور أن وصلت إلى هذا المستوى المنحط». وحمل أكرم المسؤولية بشكل مباشر لمعارضيه، مشيرا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يعيش فيها الوداد مثل هذا التشويش، وأن أطرافا يهمهما زعزعة استقرار الفريق، وأن مثل هذا الأمور تحدث كلما أصبح الوداد قريبا من التنافس على اللقب. أكرم الذي قال إن من شأن التحقيقات التي با شرتها السلطات الأمنية، أن تكشف كل شيء، وتحدد المتورطين، قال ردا على سؤال يتعلق بما إذا كان سيغادر رئاسة الوداد أم سيستمر، إن من السابق لأوانه الحديث في هذا الموضوع. وأضاف:» لا يمكن أن أرحل عن الوداد بهذه الطريقة، الإرهاب مرفوض جملة وتفصيلا، ومن الممكن أن أغادر رئاسة الوداد، كما أنه من الممكن أن أستمر، نقدر نمشي ونقدر نبقى، كل شيء ممكن، وعندما ينتهي الموسم لكل حادث حديث». وزاد:» لا يمكن أن أترك الوداد للرعاوين، ولمن يساهمون في الاعتداءات الهمجية على اللاعبين والطاقم التقني ويقومون بتلطيخ سمعة الوداد». وأضاف:» الوداد اليوم شادينها الرجال، وهم من يقومون بتسييرها». وقال أكرم إن نفسيات اللاعبين كانت مهزوزة، قبل مباراتهم أمام أولمبيك أسفي. ومضى قائلا:» طلبت من اللاعبين أن يفوزوا بالمباراة، ويضيفوا ثلاث نقاط إلى رصيدهم، ليس بهدف هزم أولمبيك أسفي، ولكن ليهزموا الإرهاب الذي تعرضوا له، وليؤكدوا لهؤلاء الإرهابيين أنهم لن ينحنوا وأنهم قادرون على العطاء وعلى النهوض مجددا». وأضاف أكرم: «لقد نجح اللاعبون في الفوز، وقد كان ذلك أبلغ رد على هؤلاء». من ناحية ثانية، ألمح أكرم إلى أن رشيد الداودي اللاعب السابق للفريق والمدرب المساعد السابق قد يكون متورطا في الأحداث التي عرفها ملعب بنجلون، داعيا الشرطة إلى الاستماع إليه، وفتح تحقيق معه بخصوص هذه الأحداث. وجاءت تصريحات أكرم ردا على الداودي الذي قال «إن أكرم خاصو الحبس»، متهما إياه بالتلاعب في مالية الفريق. الوداد «يغسل» أحزان الهجوم المسلح بفوز على أولمبيك أسفي محمد راضي قاد وليد الكرتي فريقه الوداد البيضاوي لتحقيق فوزه الأول في مرحلة إياب البطولة الوطنية «الاحترافية»، عقب فوزه عشية أول أمس السبت، على ضيفه أولمبيك آسفي بهدف وحيد دون رد خلال المباراة التي جمعتهما بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء برسم منافسات الدورة 22 من الدوري الوطني «الاحترافي» لأندية القسم الوطني الأول لكرة القدم. وخيمت أجواء الاعتداء الدموي الذي تعرض له لاعبو الوداد وطاقمهم التقني الخميس الماضي، من قبل بعض «الملثمين» على المباراة التي قادها الحكم هشام التيازي وقاطعها فصيل «الونيرز» على خلفية الأحداث ذاتها، إذ لم يتعد الجمهور الذي تابع المباراة 1200 متفرجا، مما أثر على خزينة الوداد، إذ لم تتعد المداخيل سقف 47 ألف درهم مع تسجيل عجز بلغ 9000 درهم. و عمد اللاعبون إلى حمل شارات سوداء احتجاجا على ما تعرضوا له الخميس الماضي من قبل «بلطجية» أوسعوهم ضربا وتنكيلا، بعدما حملوهم مسؤولية تراجع نتائج وبريق الوداد. وفي السياق نفسه، قال يوسف رابح لاعب الوداد البيضاوي ل»المساء» بأن جل لاعبي الوداد رفضوا المشاركة في المباراة لتدهور حالتهم النفسية وانهيار رصيدهم المعنوي جراء الحادث المأساوي ليوم الخميس الماضي، كما لم يتردد الجمهور على قلته في كيل وابل من السب والشتم خلال المباراة التي كان مستواها التقني متوسطا في حق المدرب مصطفى شهيد «الشريف»الذي كان مضطرا لملازمة دكة الاحتياط طيلة شوطي المباراة، إذ كلما هم بالظهور إلا وبادره أنصار الوداد بالشتم مرددين في حقه عبارة «المنافق» في إحالة على تغيير مواقفه المناوئة لعبد الإله أكرم وبالتالي قبوله الإشراف على الإدارة التقنية لفريق الوداد. من جهته ساند الفريق الآسفي حوالي 200 متفرج من فصيل «إلترا الشارك» لم يترددوا بدورهم في كيل أقدح عبارات السب والقذف سواء في حق اللاعبين أو المكتب المسير لفريق أولمبيك اسفي مطالبين إياه بالرحيل. ووقع لاعبو أولمبيك اسفي على أداء جيد، خصوصا خلال الشوط الأول، لكنهم عجزوا عن استغلال سيل من الفرص أتيحت لهم سواء بفعل التسرع وغياب التركيز أو تألق الحارس محمد عقيد الذي أنقذ مرمى فريقه الوداد من سيل من الأهداف. واعتبر يوسف فرتوت مدرب أولمبيك اسفي بأن هزيمة الأخير غير مستحقة في ظل الأداء الجيد للاعبيه، مؤكدا خلال الندوة الصحفية التي قاطعها مصطفى شهيد الملقب ب»الشريف»: « لقد جانبنا الحظ خلال المباراة التي أضاع خلالها لاعبونا فرصا عديدة بعدما غاب عنهم التركيز بفعل الضغط النفسي الناجم عن المشاكل التي يتخبط فيها فريق أولمبيك آسفي خصوصا وأن جل اللاعبين ينتمون لفئة الشبان و يفتقدون للتجربة اللازمة بالقسم الوطني الأول بسبب الغياب القسري لسبعة عناصر أساسية وبالتالي غياب تشكيلة قارة». وزاد فرتوت قائلا بأن أولمبيك اسفي لا زال يفتقد لرأس حربة حقيقي مما يؤثر على أداء الفريق، مشددا على أنه ناشد بقية أعضاء الطاقم التقني طيلة الأسبوع الماضي بتجنب مفاتحة اللاعبين حول المشاكل التي يتخبط فيها الوداد حفاظا على مستوى تركيزهم، مثنيا على أداء لاعبيه خلال المباراة، معتبرا بأنها كانت الأحسن بالنسبة للاعبي أولمبيك اسفي من حيث الأداء التقني وبالتالي لم يكن ليطلب منهم أفضل مما كان. ولم ينتظر فريق الوداد البيضاوي طويلا لافتتاح حصة التسجيل في الدقيقة 12 بواسطة اللاعب وليد الكرتي بعدما تلقى تمريرة ع من زميله الغابوني مالك إفونا. ولم تتغير المعطيات خلال الشوط الثاني الذي استهله أولمبيك أسفي بضغط هجومي للعودة في النتيجة، لكنه اصطدم بتألق لافت للحارس محمد عقيد الذي ساهم بشكل كبير في خروج فريقه الوداد متفوقا بهدف لصفر، رافعا رصيده عقب هدا الفوز وهو الثامن مقابل ثمانية تعادلات وخمس هزائم مع مباراة ناقصة برسم الدورة 20 سيجريها بميدانه ضد فريق المغرب الفاسي إلى 32 نقطة، محتلا بذلك المركز الخامس على بعد 7 نقط عن المغرب التطواني المتصدر.