انطلق مساء الاثنين مشروع المهارات الأولى لتدريب مبدع في المغرب، تحت إشراف العصبة الإنجليزية الأولى والمركز الثقافي البريطاني من خلال حضور أربعة مؤطرين منتدبين سيلقنون على امتداد أسبوع 48 مغربيا ومغربية تكوينا في مجال التدريب. وجرى حفل الافتتاح بالقرب من ملعب كرة القدم الرئيسي بالمعهد الملكي لتكوين الأطر مولاي رشيد بالمعمورة بضواحي سلا، بحضور ممثلين عن جمعية رياضة وصداقة من بينهم الرئيس سعيد بنمنصور وأحمد فرس وحمادي حميدوش وخالد الأبيض وآخرين فيما مثلت جامعة كرة القدم في شخص محمد مفيد. وعبر أدم لادبوري، مدير المركز الثقافي البريطاني بالرباط، عن شكره لانخراط فعاليات مغربية في المشروع الذي عرف بدايته الأولى بمصر، ولا يهتم فقط بتطوير قدرات المدربين الشباب نساء ورجالا بل أيضا تلقينهم طرق استغلال كرة القدم كوسيلة لتطوير مهاراتهم وتنمية مجتمعهم، إلى جانب استعمالها من أجل تعلم اللغة الإنجليزية. من جهته استعرض نيك نوبل، ممثل البرايمر ليغ الذي يزورالمغرب لأول مرة، المكانة التي يحظى بها تسويق الدوري الإنجليزي الممتاز عالميا، ومن بينها المشاهد المغربي من خلال القناة الثانية التي تمثل شركة شوتايم مالكة الحقوق، والتي سينتهي العقد الحصري معها مع متم العام القادم، ونوه نيك بمساهمة شركاء من المغرب منهم وزارة الشبيبة والرياضة ممثلةً بالمعهد الملكي لتكوين الأطر ووزارة التربية الوطنية، وجمعية «رياضة وتنمية» وفريق كرة القدم النسوية للاتحاد البيضاوي، والقناة الثانية الشريك الإعلامي للمشروع، وحسب تصريح نوبل، فإن مشاريع مماثلة قد كللت بالنجاح في كل من الإسكندرية والقاهرة بمصر ونيودلهي بالهند، وأبان التقييم الذي تلى هذه التظاهرة على أن 19 من المشاركين في مصر قد تم تعيينهم كمدربين لكرة القدم، أغلبهم فتيات، نتيجة التكوين الذي استفادوا منه. بعد انتهاء الشق المغربي من المشروع يوم الأحد القادم بإقامة الحفل الختامي وتوزيع الشهادات، سيتم تنظيم عدد من المشاريع في كل من أفريقيا والهند والصين وجنوب شرق آسيا في أفق سنة 2010. واعتذر إبراهيم العلوي البلغيتي مدير معهد مولاي رشيد عن غياب الوزيرة نوال المتوكل، التي كانت متواجدة بألمانيا في إطار اجتماع للمجلس التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى، و أشار إلى أنه «في الوهلة الأولى ظن أن العملية تجارية و تسويقية قبل أن يكتشف بأن الأمر يتعلق بمبادرة تساعد الحركة الرياضية المغربية»، موضحا ظروف التحاق 15 من طلبة المعهد في تخصص كرة القدم بقائمة المستفيدين من المشروع، بعد تقديم ملتمس في الموضوع، مشيرا إلى أن الطلبة المعنيين لا يشكلون أي عبء مالي باعتبار أنهم مقيمون بالمعهد وسيكتفون بحضور الدروس التطبيقية و النظرية. وبخصوص هذه النقطة شرحت مديرة البرامج بالمركز الثقافي البريطاني ابتسام برادو، أن مندوبين عن العصبة الإنجليزية الأولى، والمجلس الثقافي البريطاني قاموا في فترة سابقة بزيارة ميدانية إلى المغرب، وعقدوا جلسات عمل مع جميع الشركاء حيث تم تخصيص مهام محددة لكل هيئة وفق شروط معينة واستجوابات محددة، موضحة بذلك أن الانتقاء تم على هذا الأساس. وطالبت سميرة الزاولي رئيسة فريق الاتحاد البيضاوي، بأن تقوم الوزارة الوصية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بمبادرات مماثلة لأن عشرات بل مئات الكفاءات لا تجد من يصقل مؤهلاتها لتنخرط في الحياة بإيجابية، وأوضحت أن هذه العملية التي مكنت عشرة من المنتسبين إليها بينهم ثلاثة مدربين، قد سمحت لقيدومة ممارسات كرة القدم بالمغرب نادية مقدي (تيغانا) بالمشاركة، وهي التي وجدت نفسها بعد سنوات من الممارسة دون أي مستقبل اجتماعي أو مادي شأنها شأن مريم الراشيدي، وتم رفض ثلاث فتيات من فريق الطاس بسبب عدم توفرهن على الشروط المحددة من طرف اللجنة المشرفة بعد خضوعهن للاستجواب. وأشارت فاطمة الفقير رئيسة جمعية المرأة و النشاط البدني والرياضة، إلى تواجد منتسبات لجمعيتها ضمن هذا المشروع، بينهن أطر في وزارة التربية الوطنية ومدربات بفرق للسيدات. وستتكلف أطر جمعية رياضة و تنمية، التي تترأسها الوزيرة نوال المتوكل، بمراقبة تطبيق البرنامج من طرف المشاركين الذين سيطورون مهاراتهم ونقلها فيما بعد إلى مستفيدين آخرين، عن طريق تنظيم ورشات تكوين على امتداد عام كامل، مما سيتيح الفرصة لمدربين آخرين من أجل تعليم التقنيات التي حصلوا عليها واستعمالها بدورهم كلّ في مجتمعه. وشرع المؤطرون الأربعة روبي إيرل وآبي هنتون وجو بولن وودانييل لاندستورم، منذ يوم الثلاثاء في تقديم دروس تطبيقة صباحية، وأخرى مسائية بمساعدة أربعة مترجمين، ثم اعتمادهم من بين طلبة كلية بن امسيك بالدار البيضاء، للمساعدة على التواصل مع المستفيدين.