خرج أكثر من 100 مواطن، من منطقة «زبراط»، الواقعة تحت النفوذ الترابي لإقليم ميدلت، في مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام نحو عمالة الإقليم، احتجاجا على واقع البؤس والهشاشة الذي تعيشه المنطقة، وعدم استفادة السكان من عائدات مقلع الأحجار الموجود بالمنطقة، وعدم تزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب، مما أجج حالة الاحتقان الاجتماعي ورفع المشاركون في المسيرة، التي تقدمتها جموع من النساء، وهن يحملن صور الملك والأعلام الوطنية، شعارات تطالب المسؤولين المحليين والإقليميين بالتدخل العاجل لإنقاذ المنطقة من واقع اللاتنمية، وإيجاد حل لمقلع الأحجار الذي لا تستفيد منه المنطقة رغم ما يدره من أموال طائلة على مستغليه، على حد تعبيرهم. وتوعد المتظاهرون، في المسيرة التي رافقتها عناصر من الدرك الملكي، بتصعيد احتجاجاتهم في حال لم تتدخل السلطات المسؤولة لإعادة الأمور إلى نصابها، إما بمساهمة الشركة المستفيدة من المقلع في التنمية المحلية، أو سحب رخصة الاستغلال، خاصة بما يشكله من أضرار صحية وبيئية على السكان والمنطقة. وطالب سكان قرية «زبراط» سلطات عمالة ميدلت بوضع حد للترامي على أراضي الجموع بالمنطقة، وتزويد السكان بالماء الصالح للشرب، وإعفاء ملاكي أراضي السقي الفلاحية من ضريبة الري، على أن تتحمل الجماعة السلالية مصاريف أدائها، فضلا عن توفير المرافق العمومية الضرورية للعيش الكريم للسكان. ووجه المحتجون اتهامات للمسؤولين عن تدبير الشأن المحلي بتفويت الأراضي، ومقلع الأحجار الموجود في المنطقة، دون أن يعود ذلك بالنفع عليهم، حيث طالبوا بفتح تحقيق فيما يقع داخل قريتهم. واضطر مسؤولون بعمالة ميدلت، بعيد وصول المسيرة إلى المدينة، إلى فتح حوار مع ممثلي السكان، خاصة بعدما أبدوا تشبثهم بضرورة تحقيق مطالبهم التي قطعوا من أجلها أكثر من 20 كلم مشيا على الأقدام، حيث فتحت السلطات حوارا أفضى إلى منح وعد برفع مطالبهم إلى عامل الإقليم، وهو ما استجاب له السكان الذين رفعوا شكلهم الاحتجاجي، على أن يحصلوا على جواب في أقرب وقت أو العودة إلى الاحتجاج مرة أخرى.