خرج أزيد من 700 شخص في مسيرة احتجاجية مشيا على الإقدام بمنطقة إملشيل التابعة لإقليم ميدلت، في اتجاه مدينة تنغير احتجاجا على الأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان هذه المناطق خاصة في فصل الشتاء، الذي تعرف فيه المنطقة تساقطات ثلجية كثيفة تصل فيها الحرارة إلى درجات تحت الصفر. وأكد مصدر مطلع ل»التجديد» أن المحتجين واصلوا سيرهم في اتجاه منطقة أيت هاني، التي قضوا فيها ليلة أول أمس، في ظروف مناخية صعبة،على بعد 50 كيلومتر من مدينة تنغير، بعد قطعهم أزيد من 50 كيلومترا مشيا على الأقدام وأضاف نفس المصدر أن ممثلين عن المحتجين حلوا صباح أمس الإثنين بعمالة تنغير بعد استدعائهم من طرف السلطات الإقليمية للحوار. وأكد مصدر من عين المكان ل«التجديد» أن سكان معظم دواوير جماعتي «بوزمو» و «إملشيل» يخرجون يوميا و منذ حوالي أسبوع في احتجاجات ضد ما وصفه «المعاناة المستمرة من العزلة والتهميش بسبب حالة الطرق المتدهورة و تردي الخدمات الصحية والتعليمية بسبب النقص الحاد في الأطر الطبية والتعليمية وانعدام سيارات الإسعاف». وأضاف نفس المصدر ل»التجديد» أن غالبية سكان المنطقة يرفضون انتمائهم للنفوذ الترابي لإقليم ميدلت، منذ التقسيم الإداري المحدث للأقاليم الجديد قبل سنتين، بسبب القرب من مركز إقليم تنغير مما دفع بالمحتجين إلى التوجه إليه. وأكد نفس المتحدث أن هذه المناطق الجبلية تسجل سنويا سقوط ضحايا في صفوف الرضع، والحوامل اللواتي يلد معظمهن بطرق تقليدية، و يتعرضن لمغامرات متكررة عبر وسائل النقل السري إلى مدن تنغير والراشدية، البعيدة بأكثر من 100 كيلومتر، بسبب غياب سيارات الإسعاف. والجدير بالذكر أن سكان جماعة «بوزمو» سبق لهم أن نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة وطالبوا بإحداث إعدادية للحد من الهدر المدرسي الذي يطال أبناءهم، وتعيين قاض للتوثيق بمركز القاضي المقيم، وتزويد المستوصف الذي يفتقر للأطر الطبية والتجهيزات الضرورية وطالبوا بإحداث دار للولادة بالمنطقة. وأفاد نفس المصدر ل»التجديد» أن لجنة من عمالة ميدلت حلت بالمنطقة، وفتحت حوارا مع المحتجين يومي الخميس و السبت الماضيين، وعاينت المسيرة المتجهة إلى تنغير، وأكد أن اللجنة لم تفلح في ثني المحتجين على فض شكلهم الاحتجاجي والعودة إلى دواويرهم.