واصل حوالي 100 شخص من سكان قبيلة «جريكات»، في جماعة وقيادة شكران دائرة أبي الجعد في إقليمخريبكة، ظهر أمس الاثنين، مسيرتهم الاحتجاجية مشيا على الأقدام نحو العاصمة الرباط، في اتجاه القصر الملكي، من أجل المطالبة برفع ما وصفوه ب»الحكرة» و»التهميش»، اللذين يعانون منهما منذ عدة سنوات، بعدما تم «تجريدهم» من أراضي الجموع الخاصة بالرعي ومن 111 هكتارا خاصة بالزراعة، في الوقت الذي استفردت بها جماعات أخرى، علما أن سكان جماعة «شكران» من أكثر القبائل فقرا وتهميشا في المنطقة، حسب أحمد عبيدة، أحد ذوي الحقوق المتضررين. وقد انطلقت المسيرة الاحتجاجية التي كانت تضمّ، في البداية، حوالي 200 شخص من السكان في الساعات الأولى من صباح أمس، إلا أن السلطات المسؤولة في المنطقة ورجال الدرك حاولوا منع المشاركين، مما اضطر المتضررين إلى تغيير اتجاههم من الطريق الوطنية إلى طريق جهوية عبر «زحيليكة»، غير أنهم تفاجؤوا برجال الدرك يمنعونهم من مواصلة المسيرة، حيث تم توقيف سبع سيارات كانت تقل بعض المشاركين في المسيرة، وهو ما اضطر المحتجين إلى التخلي عن السيارات ومواصلة السير مشيا على الأقدام، حسب المصدر ذاته، في حين ظل بعض المسنين والعاجزين عن الاحتجاج مشيا على الأقدام في السيارات التي تم منعها. وأكد عبيدة أن السكان المحتجين قرروا تنظيم هذه المسيرة بعد محاولات عديدة وشكايات كثيرة رُفعت إلى عدة جهات مسؤولة في الإقليم، على رأسها عامل عمالة خريبكة، إلا أنه لم يتمّ استقبالهم بشكل رسمي ولا محاولة فتح حوار معهم والوصول إلى حلول مرضية، خاصة أن الأراضي موضوع الاحتجاج تعتبر هي المصدر الرئيسي لعيش مئات الأسر التي ترزح تحت الفقر المدقع. وأضاف المصدر ذاته أن المتضررين خاضوا اعتصاما ليوم كامل أمام مقر العمالة، غير أنهم لم يلاقوا سوى «التسويف»، إذ عادوا أدراجهم مساء، بعد أن يئسوا من الانتظار، علما أن مطالبهم اجتماعية بالأساس، حتى إن السكان لا يتوفرون على كهرباء ولا على ماء صالح للشرب، بسبب العديد من الاختلالات التي تتطلب تدخلا عاجلا. وأضاف المصدر ذاته أن المحتجين عازمون على مواصلة المسيرة في اتجاه العاصمة الرباط تحت أي ظرف وعلى رفع تظلمهم إلى الملك، بعد أن ظل مشكلهم قائما إلى حد الآن، في الوقت الذي «استحوذت» قبائل أخرى على هذه الأراضي، علما أنها أراضي جموع.