بعد خمس سنوات من القطيعة الدبلوماسية، بدأت الأزمة التي تسببت في قطع العلاقات بين المغرب وإيران تأخذ طريقها نحو الانفراج، عقب الاتصال الذي أجراه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ضريف، مع نظيره المغربي، صلاح الدين مزوار، واللذين اتفقا خلاله على العودة التدريجية للعلاقات بين البلدين، عقب الإعلان عن قطعها بصفة كاملة سنة 2009 من الجانب المغربي. وكشف مصدر من داخل وزارة الخارجية المغربية، أن الاتصال الذي جرى قبل يومين بين وزيري خارجية البلدين، جاء تتويجا لمسار طويل من المباحثات السرية بين الطرفين، بناء على طلب من الجانب الإيراني، وهي المباحثات التي أسفرت عن التوصل إلى اتفاق عبرت من خلاله إيران عن أسفها للحادث الذي تسبب في قطع العلاقات بين البلدين سنة 2009، مقابل قبول المغرب بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى سابق عهدها. وأكد المصدر الذي تحدث إلى «المساء»، أن المغرب اشترط على الإيرانيين عدم التدخل في شؤونه الداخلية، واحترام مقوماته الدينية والحضارية، وكذا عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية الشقيقة، في إشارة إلى دول الخليج التي تجمعها بالمغرب علاقات وطيدة، والتي كان بلاغ التضامن مع إحداها (البحرين) السبب في تفجير العلاقات الثنائية بين البلدين سنة 2009. ورفض مصدرنا الحديث عن وجود أي رابط بين التقارب الإيراني الأمريكي الأخير، وقرار المغرب إعادة علاقاته الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية، مشيرا إلى أن إيران دولة قوية في المنطقة ولم يعد بالإمكان تجاهلها، وتجاهل الدور الذي تلعبه في الشرق الأوسط، «لكن المغرب لم يكن يرضى بإعادة العلاقات معها حتى يضع النقط على الحروف، ويذكر بشروطه كلها من أجل القيام بذلك».