توسعت رقعة الاحتجاجات على برنامج «مسار» الخاص بمسك النقط، والذي شهد تأخرا كبيرا في إعلان نتائج الدورة الأولى، لتشمل مدنا جديدة مثل أكاديروطنجة، بعدما اندلعت في وقت سابق بمدن الدارالبيضاء والرباط وتمارة وفاسووجدة. وتدخلت عناصر من الدرك الملكي وأفراد من القوات المساعدة بمركز الدراركة جنوب شرق أكادير لوقف احتجاجات تلاميذ ثانوية الحاج سعيد على برنامج مسار الخاص بمسك النقط، والذي شهد تأخرا كبيرا في إعلان نتائج الدورة الأولى. التدخل الأمني لعناصر الدرك والقوات المساعدة جاء بعد أن كادت احتجاجات التلاميذ تخرج عن السيطرة، إذ أقدم بعضهم على الشروع في تخريب بعض التجهيزات والممتلكات داخل الثانوية، الأمر الذي استدعى التدخل الأمني من أجل أن لا تتطور الأمور إلى ما هو أسوء. وفي طنجة انطلقت الاحتجاجات من ثانوية أبي العباس السبتي بمقاطعة السواني، التي توقفت فيها الدراسة بشكل شبه تام لمدة يومين، وانضمت ثانوية عبد الخالق الطريس، إلى ركب الاحتجاجات، ويتوقع أن تنضم إليها ثانويات أخرى بطنجة، وهو ما استنفر الأجهزة الأمنية بالمدينة. احتجاجات التلاميذ، في طنجة، ساندتها أيضا احتجاجات هيئات التدريس والهيئات الإدارية، التي عبرت عبر بعض التمثيليات النقابية عن رفضها لهذا البرنامج، معتبرة أنه سيزيد الضغط على الموظفين الإداريين والأساتذة، الذين يفتقر عدد كبير منهم إلى التكوين في مجال المعلوميات، بالإضافة إلى تساؤلهم عن مدى قدرة الحواسيب التي تتوفر عليها المدارس المغربية على التعامل مع هذا البرنامج بالكفاءة المطلوبة. وكان تلاميذ ثانويات نيابة بنمسيك بالدارالبيضاء انتفضوا منذ 3 أيام ضد المنظومة، وخرج تلاميذ ثانويات الشريف الإدريسي، وابن رشد، وبنمسيك، بشارع الوحدة الإفريقية في بنمسيك، نحو ثانوية شعيب الدكالي، حيث التحق تلاميذ هذه المؤسسة بالتظاهرة، التي جابت شارع الجولان، نحو مقر نيابتي التعليم ببنمسيك وسيدي عثمان. الأمر نفسه حدث في مدينة الجديدة التي شهدت أول أمس، تظاهرة لتلاميذ مختلف المؤسسات التعليمية احتجاجا على المنظومة، وقد انطلقت التظاهرة من ثانوية القدس، مرورا بمؤسسات تعليمية أخرى لتستقر بباب نيابة الإقليم، مرددين في الوقت ذاته شعارات، يطالبون فيها بتحسين وضعيتهم التعليمية وإصلاح البنيات التحتية، قبل التفكير في تطبيق منظومة مسار. وفي مدينة فاس اجتاحت احتجاجات صاخبة بعض الثانويات الإعدادية والتأهيلية، وذلك عبر تنظيم مسيرات احتجاجية جابت طريق صفرو وصولاً إلى مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، حيث نظموا وقفة احتجاجية رفعوا خلالها شعارات منددة بالوضع الكارثي الذي تعيشه المدرسة العمومية، في ظل تخبط وزارة التربية الوطنية في سياساتها العشوائية. وعبر عدد من المتظاهرين في وجدة أيضا عن استغرابهم من بدء العمل بمنظومة مسار، في الوقت الذي مازالت فيه المؤسسات التعليمية تفتقر لأبسط الشروط والمقومات في بنيتها التحتية، مبدين تخوفهم في الوقت ذاته من الحيف والضرر الذي قد يلحق بنقاطهم، بعد تسرب إشاعات عن إلغاء نقاط المشاركة والمواظبة والسلوك، وكذا عدم مساواة نقاطهم مع المدارس الخصوصية التي تعرف انتهاكات بهذا الخصوص. من جهتها، أعلنت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، في بلاغ لها، أن عملية مسك وتدبير نقط المراقبة المستمرة جرت هذه السنة، باستعمال منظومة «مسار» المعلوماتية، وفق مقتضيات المذكرات المنظمة للتقويم بالأسلاك التعليمية الثلاثة، والتي مكنت الإدارات التربوية للمؤسسات التعليمية، حسب بلاغ للوزارة، إلى حدود 23 يناير 2014، من مسك ما يزيد على 35 مليون نقطة. وانتقدت وزارة التربية الوطنية، في بلاغ لها، ما اعتبرته «شائعات»، و»تشويش»، و»مزايدات سياسوية»، وقالت إن «استعمال هذه المنظومة، لن يكون له أي تأثير على النتائج المحصل عليها، عكس ما يجري تداوله والترويج له من شائعات في صفوف المتعلمين والمتعلمات، الغرض منها، حسب الوزارة، التشويش على الامتحانات التي جرت أخيرا في ظروف عادية، والحسابات الفردية الضيقة، والمزايدات السياسوية، التي تستهدف التلاعب بمصير التلميذات والتلاميذ».