هاجم محمد بوبكري، القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي وعضو مكتبه السياسي، القيادة الحالية للحزب، متهما إياها بمحاولة تغيير الهوية السوسيولوجية الاشتراكية للحزب في حال الاستمرار على نفس النهج الذي تسير عليه الآن، ودعا قادة الحزب إلى ضرورة القيام بنقد ذاتي من أجل تفادي الوصول إلى الباب المسدود. وأكد بوبكري، خلال الجلسة الافتتاحية للجنة الإدارية التي انعقدت صباح أول أمس بمقر الحزب بالرباط، أن هناك مشاكل تنظيمية كبرى تواجه الحزب خلال الوقت الراهن، مضيفا «علينا أن نعمل مجتمعين على تجاوز هذه الوضعية الصعبة، حتى نتقدم مجتمعين إلى الأمام»، ودعا إلى إدراج النقطة التنظيمية في جدول أعمال الدورة، وهو ما أدى إلى دخوله في مشادة مع رئيس اللجنة الحبيب المالكي. وعلمت «المساء» أن أحمد رضى الشامي، المحسوب على تيار الانفتاح والديمقراطية، الذي يقوده رئيس الفريق النيابي للحزب أحمد الزايدي، تدخل خلال الجلسة المغلقة للجنة، منتقدا إطلاق قياديي الحزب وصف «الظلامي» على حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، مؤكدا أنه ليس الوحيد الذي يوجد بداخلها، بل توجد معه أحزاب تنتمي إلى الصف الحداثي الديمقراطي. تدخل الوزير السابق خلال أشغال اللجنة أثار غضب أنصار الكاتب الأول إدريس لشكر الذين ثاروا في وجهه، متهمين إياه بمغازلة «الحزب الظلامي»، سعيا وراء نيل أحد مناصب المسؤولية، ومشيرين إلى العلاقة التي تربطه بعدد من قيادات حزب العدالة والتنمية، وأيضا ببعض الوزراء الحاليين، وعلى رأسهم وزير الصناعة والتجارة مولاي حفيظ العلمي، وهو ما دفع الشامي إلى الانسحاب من القاعة. من جهة أخرى، أكد إدريس لشكر، خلال كلمة باسم المكتب السياسي للحزب في افتتاح أشغال اللجنة الإدارية، أن الاتحاديين استطاعوا تخييب آمال أعداء الحزب الذين كانوا يراهنون على انقسامه بعد المؤتمر الأخير، «لكن على العكس من ذلك، استطعنا بحكمتنا جميعا أن نقوم بخطوة غير مسبوقة، تمثلت في توحيد الصف بيننا وبين الحزبين العمالي والاشتراكي، إضافة إلى التحالف مع حزب الاستقلال، وهو التحالف الذي صنع اللحظات الكبرى في تاريخ المغرب». ومن المنتظر أن ينعقد زوال اليوم بمقر الحزب بالرباط اجتماع مع أحزاب المعارضة داخل مجلس النواب من أجل التنسيق في مواجهة الحكومة، في سعي من الحزب إلى توسيع تحالفاته لتتجاوز حزب الاستقلال إلى باقي أحزاب المعارضة المؤسساتية.