بعث محمد حصاد، وزير الداخلية، بمناسبة إشرافه، مساء أول أمس بالقنيطرة، على حفل تنصيب زينب العدوي واليا جديدا على جهة الغرب الشراردة بني احسن وعاملا على إقليمالقنيطرة، برسائل مشفرة إلى المنتخبين ورؤساء الجماعات في هذه الجهة، تدعوهم إلى التفاعل الإيجابي مع تعيين أول سيدة في منصب والي على مستوى جهات المملكة. وتضمنت الكلمة، التي ارتجلها حصاد أمام حشد كبير من البرلمانيين والمنتخبين والفاعلين الجمعويين، إشارات قوية مليئة بالرموز والدلالات إلى الساهرين على تدبير الشأن العام بالجهة، خاصة حينما شرع في إبراز بعض ملامح شخصية الوالي الجديد، بينها الصرامة والجدية، مشيرا في هذا الإطار، إلى التجربة الكبيرة التي اكتسبتها كقاضية ورئيسة المجلس الجهوي للحسابات بالرباط، وهو ما سمح لها بالاطلاع عن كثب على ملفات العديد من الجماعات التابعة لهذه الجهة، وسبر أغوار الواقع الذي تعيشه. ودعا المتحدث، الذي كان مرفوقا بالشرقي اضريس، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، جميع الفاعلين والمسؤولين والهيئات بالجهة إلى التعاون مع الوالي الجديد لإنجاح المهام المنوطة به، مسلطا الضوء في الوقت نفسه، على المؤهلات الفلاحية والصناعية الكبيرة التي تتمتع بها جهة الغرب الشراردة بني احسن، وملحا على ضرورة التنسيق المشترك لتحقيق الأهداف التنموية المنشودة. وحث محمد حصاد ممثلي سكان الجهة على العمل الجاد من أجل مضاعفة الجهود لضمان بلوغ الجهة أعلى مستويات التطور والتنمية، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية في هذا المضمار، معتبرا أن تعيين الملك محمد السادس لزينب العدوي واليا على جهة الغرب يشكل مصدر فخر للمغاربة نساء ورجالا، وهو ما يحمل في طياته، بحسب العديد من المراقبين، دعوات لجميع المسؤولين، مهما كانت مواقعهم، لإنجاح هذه التجربة التي تعد الأولى من نوعها بالمغرب. ولم يخرج التصريح الذي أدلت به الوالي زينب العدوي، لممثلي وسائل الإعلام على هامش حفل التنصيب، عن هذا السياق، حينما اعتبرت أن هناك حاجة ماسة للعمل بكل جدية ومسؤولية من أجل استثمار المؤهلات التي تتوفر عليها المنطقة وسيما على مستوى الموارد البشرية الهامة، مؤكدة على ضرورة تطبيق معايير الحكامة والشفافية. وحرصت العدوي على أن تكشف المعالم الكبرى لبرنامج عملها، المرتكز أساسا على العمل بجد وصرامة وشفافية وفعالية مع جميع الفاعلين بالجهة، وإيلاء عناية خاصة للتواصل والتفاعل مع المواطنين، مبرزة ضرورة العمل من أجل بلورة إرادة عاهل البلاد في أن يلمس المواطنون، عن قرب، معالم التغيير، خاصة، على مستوى الفعالية في إنجاز وتنفيذ المشاريع ذات الوقع المباشر على حياتهم اليومية، حسب تعبيرها. وجرى حفل التنصيب في أجواء سادتها الفوضى وانعدام التنظيم، إذ وجد الكثير من المدعوين، من رؤساء المصالح الخارجية للوزارات وقيادات حزبية وممثلي الصحافة ورياضيين، أنفسهم، خارج قاعة الاجتماعات، في وقت سمح فيه مسؤولو الولاية لكل من هب ودب من المتملقين ومرتزقة السياسة من حضور هذا الحفل، وهو ما أثار استياء العديد من الفاعلين.