عن سن 82 سنة توفيت، أول أمس في طنجة، زبيدة الريسوني، التي توصف بالفدائية الأولى في شمال المغرب، والتي كانت تمد الثوار الجزائريين، وأساسا احمد بنبلة وهواري بومدين، بالسلاح، خلال سنتي 1954 و1955. كما ساهمت الراحلة، هي وزوجها احمد بن البشير الهسكوري، في تسهيل مأمورية هواري بومدين، للدخول إلى مستشفى دار بن قريش للأمراض الصدرية، بنواحي تطوان، بعد إصابته بمرض السل، حيث تم إعطاؤه اسم موظف مغربي من الشمال. وعرفت المرحومة زبيدة الريسوني، خلال مرحلة الحماية الإسبانية بشمال المغرب، بإمداد مقاومي السلطانية بالجنوب بالسلاح، الذي كانت، رفقة حريم البلاط، يخفينه تحت ملابسهن ويخرجنه من القصر الخليفي، مستغلين إعفاءهن من التفتيش، قبل أن يتوجهن به إلى محطة الوقود القريبة من «رياض العشاق» بتطوان، حيث تكون الفدائية زبيدة على موعد مع مقاومي الجنوب. كما عرفت الراحلة بإخفائها لأعضاء حزب الإصلاح الوطني الذي أسسه عبد الخالق الطريس، وأعضاء حزب الوحدة الوحدة المغربية للشيخ المكي الناصري، المبحوث عنهم في طرف سلطات الاحتلال الاسبانية. وكانت الراحلة زبيدة الريسوني، المرأة الثانية الخل قصر الخلافة بتطوان، بعد الأميرة للا فاطمة الزهراء، ابنة السلطان مولاي عبد العزيز، وزوجة مولاي الحسن بن المهدي خليفة محمد الخامس بالمنطقة الشمالية. وزبيدة الريسوني هي ابنة المفتي النسابة مولاي احمد الريسوني، وحفيدة مولاي الصادق الريسوني، وزير مالية الخليفة السلطاني في الشمال، وزوجة احمد بن البشير الهسكوري، الذي شغل منصب مدير ديوان الخليفة في القصر الخليفي، ورئيس الكتابة الخاصة لمولاي الحسن بن المهدي، والذي كان يستغل منصبه الرسمي لدعم رجالات المقاومة.