تتهمك زوجة نور الدين نفيعة في بيان أصدرته بالكذب والخداع على خلفية تصريحات منسوبة إليك بأنك زرت المعتقلين السلفيين وقمت بالتدخل لدى رئيس الحكومة ووزير العدل من أجلهم. استغربت كثيرا للبيان المنسوب إلى زوجة المعتقل نور الدين نفيعة، ولم أفهم خلفياته إلى حدود الساعة. صحيح أن إحدى الجرائد نسبت إلي بأني قمت بزيارة عائلات المعتقلين بمدينة فاس، وهو ما قمت بنفيه لزوجة نور الدين نفيعة، كما نبهت الصحافي، الذي نسب إلي ذلك الخبر بناء على مصدر آخر كما ادعى ذلك، لكني استغربت من اللغة واللهجة اللتين استخدمتا في البيان المنسوب إلى زوجة نور الدين نفيعة، وأشك أن تكون هذه المرأة، التي كانت تتصل بي عدة مرات في اليوم، وقالت في حقي كلاما أستحيي أن أنسبه إلى نفسي، وقمت باستقبالها في مقر منتدى الكرامة لحقوق الإنسان بالرباط، هي نفسها التي وقعت ذلك البيان. وماذا عن الاتهامات الموجهة إلى قيادات حزب العدالة والتنمية بأنها تتاجر في مآسي المعتقلين بدليل تناقض المعطيات التي أوردتموها مع حقيقة أن حضور زوجات معتقلين جلسات الحوار كان بفضل استمرار الحوار بين المعتقلين وبين مسؤولي السجون وليس عبر وساطة رئيس الحكومة؟ أولا، هذه لغة سياسية وليست لغة عائلات وضحايا، ولذلك لن أرد على هذه الاتهامات، لأن ما نقوم به لا ننتظر منه جزاء ولا شكورا من أحد، ولا نقوم به لاعتبارات سياسية. ثانيا، ما قمنا به من اتصالات بعد الإضراب المفتوح عن الطعام الذي قام به المعتقلون في سجن بوركايز بفاس كان بصفتنا جمعية حقوقية تشتغل على ملف المعتقلين على خلفية مكافحة الإرهاب منذ سنة 2005. ثالثا، أؤكد لك- والله شاهد على ما أقول- أن ماقمنا به من اتصالات مكثفة مع جميع الجهات، التي لها علاقة بالملف من قريب أو بعيد، كان من منطلق إنساني محض حرصا على حق هؤلاء المعتقلين في الحياة وفي التمتع بحقوقهم داخل السجن، وبعض هذه الاتصالات قمت بها شخصيا من داخل مقر المنتدى بالرباط، بحضور عائلات المعتقلين، ومن بينهم زوجة نور الدين نفيعة، التي ينبغي أن تشهد بذلك أمام الله، وأؤكد لك أن رئيس الحكومة كان من بين الجهات التي اتصلنا بها، وكان يتابع هذا الملف بدقة، وأكد لي بأنه في اتصال دائم مع المندوبية العامة لإدارة السجون حول الموضوع، وقبل تعليق الإضراب بيومين كانت هناك ترتيبات جارية تحت إشراف رئيس الحكومة من أجل أن نقوم بمعية بعض الشخصيات الحقوقية بزيارة المعتقلين لإقناعهم بالتراجع عن الإضراب مقابل الوصول إلى حل وسط للاستجابة لمطالب المعتقلين، لكن حصل أنه في اليوم المقرر توصل المعتقلون إلى اتفاق مع المندوب الجهوي للسجون بفاس وتم تعليق الإضراب، ونحن مسرورون لذلك.. هل لك أن تشرح طبيعة الوساطة التي قام بها رئيس الحكومة في هذا الملف، ولماذا نفت عائلات المعتقلين وزوجاتهم أي دور مفترض لحزب العدالة والتنمية؟ المسألة لا علاقة لها بحزب العدالة والتنمية، فالقضية إنسانية بحتة، والذي يضفي عليها الجانب السياسي ويزيد في تعميق أزمة المعتقلين هو مثل هذه البيانات المتسرعة، التي تسيء إلى الطبيعة الإنسانية للملف وتحشره في زاوية حزبية ضيقة، وأخشى أن تكون وراءها جهات متطرفة لا تريد لهذا الملف أن يحل بالأدوات المؤسساتية وبالطرق العقلانية. أما عن طبيعة الدور الذي قام به رئيس الحكومة فمن المؤكد أنه أصدر تعليماته إلى المسؤولين في المندوبية العامة لإدارة السجون في غياب التعيين الرسمي للمندوب العام لإدارة السجون، الذي كنا من السباقين إلى إثارة الانتباه إلى الفراغ الحاصل في منصبه. *رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسا