كشف هشام التومي، والد الطفلة آية التومي، التي توفيت بسبب ما وصف بأنه «خطأ طبي» بمستشفى محمد الخامس بطنجة، عن أن ابنته تعرضت لسوء المعاملة قبل ولوجها قاعة العمليات دون إذن والديها، مؤكدا أيضا غياب الطبيب المختص بتخدير الأطفال أثناء إجراء العملية لابنته، في رسالة وجهها إلى وزير الصحة، الحسين الوردي. وحسب رسالة أب الطفلة إلى وزير الصحة، فإن ابنته ذات الأربع سنوات وثمانية أشهر، لم تجد الطبيب المكلف بالأطفال عند ولوجها المستشفى يوم 12 دجنبر الماضي، وظلت تنتظر رفقة والدتها إلى غاية التاسعة ليلا، في حين أن الأب عندما التحق بالمستشفى في منتصف اليوم الموالي أخبر أن ابنته نقلت لغرفة العمليات من طرف «عاملة نظافة». وحسب رسالة أب الضحية، فإن الطفلة تعرضت لمعاملة «وحشية» من طرف بعض الممرضين، وكانت تجر من رجلها وهي تبكي إلى أن أجبرتها عاملة النظافة على الدخول قسرا إلى غرفة العمليات دون الحصول على إذن من والدتها أو والدها. وأورد أبو الطفلة أن الطبيب المختص في جراحة الأطفال أخبر الأم بأن ابنتها لم تحتمل العملية وتوفيت، فأغمي عليها فيما ظل هو في حيرة بعدما وجدها في تلك الحالة، ولم يكلف أحد نفسه عناء شرح الموقف له، قبل أن تخبره عاملة نظافة بعد 20 دقيقة بأن ابنته أسلمت الروح. ومن الأمور المثيرة التي حملتها رسالة الأب، أنه تعرض للاعتقال من طرف الأمن لمدة 3 ساعات ونصف، بعدما كان هو من يطلب الشرطة للتحقيق في وفاة ابنته، وأضاف أنه وقع على محضر في مقر الدائرة الأمنية الثالثة دون أن يقرأ ما ورد فيه. وكشف الأب، أيضا، في رسالته، أنه تعرض لضغوطات من أجل القبول بالأمر الواقع وتسلم الجثة، كان وراءها أشخاص غرباء، منهم من عرض عليه «رشوة» بالإضافة إلى التكفل بكل مصاريف الدفن مقابل عدم الاستمرار في الإجراءات القانونية. من جهة أخرى، أكد مدير المستشفى الجهوي محمد الخامس، خالد أزروت، أن المفتشية العامة لوزارة الصحة بدأت تحقيقا في قضية وفاة الطفلة آية التومي، قائلا إن المحققين استمعوا إليه وللطبيب الجراح. وأضاف مدير المستشفى أن الإدارة تنتظر تقرير المفتشية العامة، الذي سيتضمن نتائج التحقيق وتشريح الجثة بالإضافة إلى الإجراءات العقابية إن قررت الوزارة ذلك.