لقي ثلاثة أفراد من أسرة واحدة مصرعهم اختناقا، مساء الاثنين، نتيجة تسرب غاز البوتان من سخانة الماء بأحد المنازل بحي السلام بوجدة، ظصوتم العثور على جثث لأم وابنتها وابنها في مشهد مؤلم صدم الجيران وسكان الحي. ويذكر هذا الحادث بوفاة فتاة في مقتبل العمر، كانت تتابع دراستها بالسنة الثانية بكالوريا في شعبة الآداب بثانوية عبدالمومن في وجدة، السنة الماضية، اختناقا أثناء استحمامها بحمام منزل أسرتها، إثر تسرب غاز البوتان من سخانة الماء. ونزل نبأ فاجعة وفاتها كالصاعقة على تلاميذ المؤسسة وأساتذتها وإدارييها، حيث تعرضت العديد من زميلاتها إلى حالات إغماء. الحادثان ليسا الأول أو الأخير لضحايا سخانات الماء، بل هلك العديد من المواطنين بنفس الطريقة وهم في غفلة من أمرهم، بعد اقتنائهم لهذه «القنابل غير الموقوتة» التي تباع في الأسواق والمحلات التجارية دون صمام أمان ولا مراقبة لضمان صلاحيتها ولا معرفة مصادرها، منها ما هو مصنوع في بلدان آسوية، خاصة منها الصين، وتتداول على نطاق واسع بفعل أسعارها التنافسية لكنها غير ذات جودة. من هذه السخانات التي يكثر اقتناؤها واستعمالها خلال الفصول الباردة، ما هو مهرب من الجزائر ومنها ما هو قادم من دول أوربية ضمن «الخردة» المتخلص منها، والتي يجمعها بعض العمال العائدين من ديار المهجر لترويجها بأي ثمن على أساس أنها مستوردة من فرنسا أو ألمانيا وتحمل ماركات مشهورة ومعروفة دون التفكير في كونها قد تكون معطلة، وعديد منها سبق أن تم استعمالها ويلجأ إليها المواطن لرخص ثمنها، مقامرين بسلامتهم ومغامرين بحياتهم وحياة أسرهم. وسبق أن لقي عروسان حديثا العهد بالزواج حتفهما اختناقا بالغاز أثناء استحمامها داخل حمام شقتهما ليلة عيد الأضحى الماضي بمدينة تاوريرت، نتيجة تسرب الغاز من أنبوب جهاز تسخين الماء الصيني الصنع الذي يشتغل بقنينة غاز البوطان. ولم يمر على زفاف العروسين سوى أيام قليلة قبل أن يلقيا مصرعهما بطريقة مأساوية حيث اضطر أفراد عائلتيهما إلى تكسير باب الشقة ومحاولة إسعافهما، لكن الزوج توفي في الحين بعين المكان، في الوقت الذي لفظت الزوجة أنفاسها الأخيرة بقاعة عملية العناية المركزة والإنعاش بالمركز الاستشفائي الجهوي الفارابي بوجدة ساعات بعد الحادث.