مرة أخرى، ذهبت فتاة في مقتبل العمر، تلميذة كانت تتابع دراستها بالسنة الثانية بكالوريا في شعبة الآداب بثانوية عبد المومن في وجدة، صباح يوم الثلاثاء 7 فبراير الجاري، ضحية سخانات الماء التي تشتغل بغاز البوطان، اختناقا أثناء استحمامها في منزل أسرتها. ونزل نبأ فاجعة وفاتها كالصاعقة على تلاميذ المؤسسة وأساتذتها وإدارييها، حيث تعرضت العديد من زميلاتها إلى حالات إغماء. وليست الفتاة الهالكة، دنيا شعوتي، هي الأولى أو الأخيرة ضحية سخانات الماء بالغاز، بل هلك العديد من المواطنين بنفس الطريقة وهم في غفلة من أمرهم، بعد اقتنائهم هذه «القنابل الموقوتة» التي تباع في الأسواق والمحلات التجارية دون صمام أمان ولا مراقبة لضمان صلاحيتها ولا معرفة بمصادرها، منها ما هو مصنوع في بلدان آسوية، خاصة منها الصين وتتداول على نطاق واسع بفعل أسعارها التنافسية لكنها غير مضمونة النجاعة ولا محسوبة العواقب. من هذه السخانات التي يكثر اقتناؤها واستعمالها خلال الأيام الباردة، ما هو مهرب من الجزائر ومنها ما هو قادم من دول أوربية ضمن «الخردة» المتخلص منها والتي يجمعها بعض العمال العائدين من ديار المهجر لترويجها بأي ثمن على أساس أنها مستوردة من فرنسا أو ألمانيا وتحمل ماركات مشهورة ومعروفة، دون التفكير في كونها قد تكون معطلة، والعديد منها سبق أن تم استعمالها ويلجأ إليها المواطن لدى بعض الأشخاص المعروفين بإصلاحها حيث يقتنونها لرخص ثمنها، مقامرين بسلامتهم ومغامرين بحياتهم وحياة أسرهم. لقي زوجان حديثا العهد بالزواج حتفهما اختناقا بالغاز أثناء استحمامها داخل حمام شقتهما ليلة عيد الأضحى الماضي بمدينة تاروريرت. ووقعت المصيبة بعد أن تسرب الغاز من أنبوب جهاز تسخين الماء صيني الصنع الذي يشتغل بقنينة غاز البوطان. ولم يمر على زفاف العريسين إلا أياما قليلة قبل أن يلقيا مصرعهما بطريقة مأساوية حيث اضطر أفراد عائلتهما إلى تكسير باب الشقة ومحاولة إسعاف الزوجين، لكن توفي الزوج في الحين بعين المكان في الوقت الذي لفظت الزوجة أنفاسها الأخيرة بقاعة العناية المركزة والإنعاش بمستشفى الفارابي بوجدة ساعات بعد الحادث. ولقي شخص وزوجته حتفهما، يوم الأحد 04 أبريل الماضي، اختناقا بغاز البوطان بمنطقة تسمى «دهار نواغيور» بحي الرويسي التابع للنفوذ الترابي لبلدية أزغنغان. وقد تم العثور على جثتيهما بمنزلهما في حدود الساعة الخامسة من مساء نفس اليوم من طرف أفراد عائلة الزوجة. ولم يمر على زواج الشابين الهالكين أقل من سنة حيث كانت الزوجة البالغة من العمر 22 سنة حاملا وعلى وشك وضع وليدها وتتحدر من المدينة نفسها، في حين كان الزوج المتحدر من مدينة ميدلت، البالغ من العمر 28 سنة، يشتغل أستاذا لمادة الفلسفة بالثانوية التأهيلية ابن سيناء بمدينة أزغنغان. يرى التقنيون المختصون في هذا المجال أن خطورة غاز أول أكسيد الكربون تكمن في كونه عديم الرائحة واللون ويصدر عن جميع المواقد التي تستخدم في المنازل, بالإضافة إلى كونه أحد نواتج حرق الأخشاب أو الفحم, وخصوصا عند استخدام السخانات التي تشتغل بالغاز، التي يكون لها خطر كبير وعامل رئيسي في تكون غاز أول أكسيد الكربون مما يتسبب في الاختناق أو التسمم. كما يشار إلى أنه في حالة تراكم هذا الغاز السام في مكان مغلق غير جيد التهوية قد يسبب أمراضاً خطيرة أو الوفاة بالاختناق. وبما أن غاز أكسيد الكاربون لا رائحة له ولا لون، فمن العلامات التحذيرية لتراكم الغاز السام في المنزل، الصداع والدوار وثقل الرأس والغثيان وألم الصدر والاضطراب وفقدان الوعي. وفي حالة الشك في تراكم غاز أول أكسيد الكربون داخل الغرفة أو المنزل المغلق أو الشقة، على الشخص أن يبادر بإخلائه ممن فيه فوراً، ويفتح منافذ التهوية لفترة من الزمن.