«مبروك فزت بصك رقم 2310 وقدره 20 ألف دولار. اتصل بالرقم 0035988815400109»، هذه رسالة (sms) من بين المئات من مثيلاتها التي توصل بها آباء وشبان ونساء على هواتفهم المحمولة التابعة لشركات الاتصالات. لكن المفاجأة التي تصيب متلقي الرسالة هو كون الرقم الهاتفي يعود لخط جنسي ساخن، حيث يرد على الهاتف صوت نسوي يبدأ بمغازلتك جنسيا، قبل أن يدعوك إلى ممارسة الجنس عبر الهاتف، بعد أن يعرف هل أنت ذكر أم أنثى. وندد العشرات من النساء والعائلات في اتصال لهم ب «المساء» باختراق هواتفهم بهذا النوع من الرسائل المخلة بالآداب وبالقانون المغربي، كما يستنكرون منح معلوماتهم الشخصية لهذه الخطوط الجنسية الساخنة التي تنصب على المشاركين في الهاتف المحمول تحت ذريعة الفوز بآلاف الدولارات، وذلك ليس سوى مدخل لممارسات مشبوهة ودخول مباشر إلى عالم العلاقات الجنسية عبر الهاتف. وذكر أحد الآباء من الذين توصلوا أول أمس بالرسالة أن هذه التحرشات تتعارض مع منع القانون المغربي لكل إخلال بالحياء والاحترام العام الواجب. قد يكون «جنس الهاتف» أمرا غير جديد بعد أن توفر في السنوات السابقة عبر شبكة الإنترنت والفضائيات الأجنبية التي أتاحت إمكانية الاتصال بأرقام دولية وفتيات أجنبيات لممارسة الجنس معهن عبر الهاتف، لكن الجديد بالنسبة للمغرب هو أن مصدر الرسالة هو من داخل البلاد، رغم أن مقدمات هذه الخدمة يتكلمن من الخارج حسب لهجتهن السورية أو اللبنانية. واللافت أن هذه الرسائل لا تقتصر على الذكور فقط، بل شملت الإناث اللائي توصلن بها منتصف الليل أو في صباح أول أمس. واستغرب مستقبلو الرسائل كيف تسمح وكالة تقنين الاتصالات بهذا النوع من الخدمة، حيث أصبحت تشكل ظاهرة بيع الخطوط المستعملة مناخا خصبا للمعاكسة وترصد النساء، وتؤدي في الوقت نفسه إلى صعوبة معرفة مستخدم الهاتف، إذ يمكن لأي شخص معرفة أي رقم يريده بسهولة لتنعدم أو تكاد تنعدم معها الخصوصية في ما يتعلق بأرقام الهاتف المحمول.