تعرفت عليها لأول مرة عندما كان عباس الفاسي وزيرا للتشغيل يحضر مفاجاة تاريخية للشباب المغربي. المفاجأة التي قدمها نجاة من واقع البطالة و" قلة مايدار" وتحولت إلى خيبة أمل؛ فنصب واحتيال؛ ففضيحة وطنية، عجزت كل القوانين الوطنية عن محاكمة المتورطين فيها... حينها زودني أخي الأصغر ببطاقة رقم هاتفي وتدبرت من جانبي جهاز الهاتف المحمول.. ومنذ ذلك التاريخ، الذي قد يكون شهر مارس من سنة 2002 إن لم تخني ذاكرتي التي تعاقبت عليها الممسحات، عقدت نوعا من الألفة مع ذلك الرقم الهاتفي الوحيد الذي أتواصل من خلاله هاتفيا، والذي يتشكل من أرقام سنوات عجاف في تاريخ المغرب. وما أزال أحافظ عليه وأصونه. وقد أعدت شراءه منها مرتين عندما ضاع مني هاتفي المحمول في ظروف غامضة. ورغم تعدد العروض المغرية للشركة ذاتها والشركتين الأخريين المشجعة لاقتناء أرقام هاتفية أخرى فإني لم أغر بها أبدا... وفي صبيحة يوم الجمعة 01 يناير 2010 عند الساعة التاسعة ليلا وأربع دقائق اقتنيت تعبئة بقيمة 50 درهما حتى أستفيد من العرض المغري الذي يمنحني 50 دقيقة من المكالمات صالحة في اتجاه جميع الشبكات الأخرى بغض النظر عن تقسيم هذه الدقائق بينها. ولأني كنت حينها على موعد مع مناسبة عائلية خاصة جدا تتطلب إجراء مكالمات عديدة فقد شكرت الشركة في نفسي على هذا العرض. وبالفعل توصلت برسالة قصيرة من الرقم 555 في الساعة والدقيقة نفسيهما من اليوم ذاته، تهنئني على الاستفادة من عرض 50 دقيقة من المكالمات صالحة لمدة 07 أيام من تاريخه. حينها قمت بإرجاع عداد المكالمات الخارجة إلى الصفر وصرت أتصل وأراقب الثواني والدقائق التي استهلكتها. وإلى حدود استهلاك 30 دقيقة كان كل شيء على ما هو متفق عليه في العرض، إلى أنني بعدها أفاجأ بالمجيب الآلي ينبهني إلى كون رصيدي قد نفذ وعلى تجديده مرة أخرى، رغم أني لم أبلغ بعد استهلاك 50 دقيقة الممنوحة لي. حاولت الاتصال بالمجيب الآلي على الرقم 121 المفضي إلى الاتصال المباشر بمستخدمي هذه الشركة عبر الضغط على الرقم 9 بعده، لكن دون جدوى. ونسيت الأمر وقلت في نفسي يكفيني ما استهلكت، رغم أن الإحساس بالشماتة ظل يراودني. وفي صبيحة يوم الاثنين 04 يناير 2010 عند الساعة التاسعة صباحا و35 دقيقة تلقيت رسالة قصيرة من الرقم 555 تنبهني إلى أنه لم يتبق أمامي إلا ثلاثة أيام قبل أن أفقد رصيدي المحفوظ وعلي أن أستهلكه قبل تاريخ 06 يناير الجاري طبعا. استغربت الأمر، فالمجيب الآلي يؤكد عند إجراء أي مكالمة أن رصيدي قد نفذ وأن علي أن أجدده. اتصلت بعد الرسالة القصيرة، التي أحيت لدي بصيص أمل في إجراء مكالمات أخرى، خصوصا وأن المناسبة العائلية لم تنته بعد، بالرقم 121 وانتظرت 11 دقيقة وبعض ثوان حتى تم ربطي بمصلحة الزبناء. وكان الجواب من قبل إحدى المستخدمات التي أوضحت لها مشكلتي مع الشركة، فطلبت مني إملاء رقم هاتفي ففعلت وطلبت مني البقاء على اتصال، وبعد دقائق سألتني عن الرقم الذي أتصل به، فأجبتها أني أتصل بأرقام مختلف شركات الاتصالات الوطنية، فطلبت مني الانتظار قليلا، لكني بقيت انتظر على إيقاع الموسيقى المألوفة لدى زبنائها إلى أن انقطع الاتصال، فعاودت الاتصال بالرقم 121 تحسبا من كون الانقطاع قد يكون ناتجا عن عطب تقني كما هو متعارف عليه. غير أني أفاجأ بالمجيب الآلي ينبهني إلى أنه لا يمكنني إجراء تلك المكالمة لان رصيدي قد نفذ، فيما بلغ العداد 45 دقيقة و28 ثانية فقط. إنها شركة ميديتيل MEDITEL للاتصالات. فهل لدى مسؤوليها من توضيحات؟.