رغم أن فريق الوداد الرياضي لكرة القدم، يحتل المركز الثاني في ترتيب البطولة «الاحترافية»، وتفصله نقطتين فقط عن المتصدر المغرب التطواني، إلا أن الفريق مازال يعيش حالة من عدم الاتزان، ففئات واسعة من جمهور الوداد مازالت مصرة على قرارها بمقاطعة المباريات التي يخوضها الفريق بملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، في مقابل مؤازرتها للفريق خارج ملعبه وبأعداد غفيرة، تصنع الاحتفالية وتزرع الدفء في المدرجات. وقد تابعنا منذ انطلاقة منافسات هذا الموسم، كيف أن الجمهور يشد الرحال مع الفريق خارج البيضاء، لقد تابعنا أعدادا غفيرة ساندت الوداد بخنيفرة في كأس العرش، وبالجديدة وفاس ومراكش والحسيمة، وغيرها من مدن المملكة، لكن عندما يتعلق الأمر بمباريات الفريق بالبيضاء، فإن الدفء يغيب عن المدرجات وتتحول إلى صقيع. إضافة إلى ذلك فإن الحديث عن استقالات أعضاء في المكبت المسير، بدأ يعود إلى الواجهة، فحميد حسني الملقب بطاسيلي أعلن استقالته، والرئيس عبد الإله أكرم قال إنه مستعد للاستقالة، لكن ذلك يشبه عدم الاستقالة لأنه ربط رحيله بوجود مسير بإمكانه أن يتولى المهمة. إن من حق جمهور الوداد العريض أن يحتج على مكتبه المسير، وان يطالب برحيله إن اقتضى الحال، فأخطاء كثيرة ارتكبت في مراحل سابقة، لكن مصلحة الفريق تقتضي من الجمهور أن يجرب سلاحا آخر غير مقاطعة المباريات التي تجرى بملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، فهذه الفئات من حيث لا تدري تسبب الضرر لفريقها، معنويا وماديا، وفي النهاية فإنه لن تضر أكرم الذي ترغب في رحيله، ولكنها ستضر فريقها الأحوج للتشجيع وللمساندة. لذلك، على مشجعي الوداد أن يعيدوا حساباتهم، وأن يفكروا في مصلحة الفريق التواق لإحراز اللقب والمنافسة على أعلى مستوى، بدل هذه الحروب الطاحنة التي ستنهك الفريق، مثلما على أكرم ومكتبه المسير أن يفتح حوارا صريحا مع مساندي الوداد،والتطلع للمستقبل، خصوصا أن بطولة هذا المسوم ستكون نارية بكل المقاييس، وتحتاج إلى الكثير من الجهد والصبر.