بكثير من الطموح استطاعت عاتكة التايك أن تغير ملامح منطقة “أزكور” التابعة لجماعة أمزميز، وبالضبط “بدوار المدينات” القرية التي تربت وترعرعت بها مدة من الزمن، وغيرت من نمط عيش سكانها، بفضل تأسيسها جمعية تعنى بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمرأة القروية سنة 2007، وساهمت بواسطتها في خلق مشاريع صغيرة مدرة للدخل، ليبدأ حال المرأة القروية بهذه الجماعة يتغير من التهميش الذي كانت تعاني منه إلى مساعدة الرجل في توفير الحاجيات الضرورية للحياة اليومية، مستفيدة من خصوصيات المنطقة التي تعتمد على الفلاحة وتربية المواشي والصناعة التقليدية، بحيث استفادت 13 امرأة قروية في دوار “المدينات” من زوجين للماعز بشكل مجاني من طرف الجمعية، مع تأكيد الجمعية للمستفيدات أن عليهن إعطاء أول مولود من زوجي الماعز إلى الجمعية كي تعيد توزيعه على نساء أخريات، مع إعطاء الأولوية للنساء المطلقات واللواتي يعانين من غياب مدخول قار. تابعت عاتكة التايك دراستها في المدرسة العليا للتجارة بعد حصولها على شهادة الباكالوريا، ثم حصلت على دبلوم في التسيير السياحي من المدرسة العليا للتسيير، كما أنها حاصلة على الإجازة من الجامعة الدولية في التدبير الفندقي، لكن طفولتها التي قضتها بين جبال أزكور دفعتها إلى العودة من جديد إلى مسقط رأسها، وبين يديها مشروع لتطوير نمط عيش نساء أمزميز. تقول عاتكة: “ازددت بدوار المدينات، وأصولي تنتمي إلى هذه المنطقة القروية، مما كان دافعا لي للعودة إلى مسقط رأسي من أجل القيام بالاستثمار في مشاريع سياحية، وتأسيس جمعية لتنمية المرأة بها”. لا يقف طموح ابنة أمزميز عند هذا الحد، بل مازال أملها كبيرا في خلق مشاريع أخرى بمنطقتها، وتطوير تلك التي بدأتها، بحيث إن جمعيتها تضم عشرات النساء، لكن عدد المستفيدات قليل مقارنة مع العدد الإجمالي للمنخرطات، على حد تعبيرها. تخطط عاتكة في إطار مشاريعها المستقبلية إلى إنشاء بيوت مخصصة للصناعة التقليدية وتطوير الزربية البربرية بالاعتماد على نساء المنطقة، بالإضافة إلى خلق تعاونيات للحليب من أجل دعم منتوج الفلاحين وجعله يسوق بشكل جيد كي يعود عليهم بمدخول مادي يوازي المجهود الذين يقومون به. كما تفكر عاتكة التايك في خلق مشروع تصنيع الكسكس البربري بشكل يدوي من طرف نساء المنطقة أيضا قبل تغليفه كمنتوج قابل للتسويق. بالإضافة إلى عملها في الجمعية، ترأس عاتكة أيضا لجنة التخطيط الخماسي بجماعة “أزكور” التي ترمي إلى خلق مشاريع متوسطة وتطويرها بما يراعي خصوصية السكان ويوافق مؤهلاتهم حتى تكون بالفعل قاطرة في تغيير المنطقة بكاملها. كل هذه المهام التي تفرض مجموعة من الالتزامات، دفعت عاتكة إلى رفض مجموعة من الدعوات للعمل في مدن مغربية كالدار البيضاء، وتفضيلها، في مقابل ذلك، الاستثمار في مشاريع سياحية بمنطقتها بهدف خلق فرص للشغل لأبنائها، والقيام بمجموعة من الأعمال الجمعوية التطوعية.