حركت التقارير «السوداء» الصادرة عن نقابات وجمعيات مدنية، والأخطاء الطبية القاتلة التي عرفها مستشفى محمد الخامس بطنجة أخيرا، مسؤولين حكوميين وبرلمانيين للوقوف على حال هذا المستشفى الذي تصاعدت احتجاجات السكان ضد خدماته المتدنية، وكانت على رأس تلك التحركات زيارة وزير الصحة الحسين الوردي، ووفد برلماني عن حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة. وكان وزير الصحة، الحسين الوردي، قد حل بشكل فجائي بمستشفى محمد الخامس نهاية الأسبوع الماضي، للوقوف على وضعيته وخدماته، خاصة مع توالي توصله بشكايات تفيد باستفحال الإهمال والرشوة والمحسوبية بالمستشفى، وتدني خدماته، كان آخرها شكاية تتهم طاقم المستشفى بالتسبب في قتل طفلة لا تتجاوز 4 سنوات، أجريت لها عملية جراحية دون إذن والدها، ولم تمر زيارة الوردي دون الإطاحة ببعض من طاقم المستشفى، ويتعلق الأمر بطبيب جراح ومختص في التخدير. وحسب مصادر مطلعة، فإن زيارة الوردي المفاجئة خلقت ارتباكا لدى الجهاز الإداري للمستشفى، خاصة بعدما قرر الوزير الاستماع لشكايات بعض المواطنين، الذين أكدوا له وجود إهمال كبير وتصرفات غير قانونية من طرف أطباء وممرضين وإداريين، وتضيف المصادر ذاتها أن مدير المستشفى وجد نفسه في وضع حرج، عندما علم وزير الصحة بغياب طبيب جراح وتقني تخدير في فترة مداومتهما، ليتضح أنهما في مستشفى خاصا يجريان جراحة لمريض كان قد قدم إلى مستشفى محمد الخامس. وقررت وزارة الصحة، عقب زيارة الوردي، توقيف الطبيب الجراح وتقني التخدير وإحالتهما على المجلس التأديبي، وأوردت مصادر «المساء» أن تبعات هذه الزيارة قد تشمل في الأيام القادمة مدير المستشفى خالد أزروت، والمندوب الإقليمي لوزارة الصحة حسن قناب، الذي سبق أن صرح لوسائل الإعلام في وقت سابق بأن «الوضع الصحي بطنجة يبعث على الارتياح» ليصدم قبل أيام بتقرير النقابة الوطنية للصحة الذي يعاكس تماما تصريحاته، والذي رسم صورة قاتمة عن الوضع الصحي بإقليم طنجة أصيلة، وخاصة في مستشفى محمد الخامس. ووصفت مصادر نقابية مندوبية وزارة الصحة بطنجة بأنها «تغط في سبات عميق، وأن المندوب، حسن قناب، هو آخر من يعلم بما يجري في مستشفيات المدينة، كما أنه اتخذ قرارات عشوائية ومن دون أية دراسة، والتي ساهمت في استفحال تردي الوضع الصحي بطنجة». وكان وفد مكون من 7 برلمانيين عن حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعم الحكومة قد زار يوم السبت الماضي مستشفى محمد الخامس، ووقف على الاختلالات التي يعرفها، كما جالس مدير المستشفى الذي أكد، حسب مصادر حضرت اللقاء، وجود خصاص بشري كبير في المستشفى، بالإضافة إلى ضعف البنيات التحتية، ووجود نقص كبير في المعدات والمستلزمات الطبية، إذ وصف برلماني من الحزب الحاكم مستشفى محمد الخامس بأنه «منطقة منكوبة». ووقف برلمانيو العدالة والتنمية أيضا على حالات إنسانية صعبة لمرضى بالمستشفى، والذين أكدوا وجود «تسيب كبير» من طرف مجموعة من العاملين بهذا المرفق الصحي، إلى جانب زيارتهم لقسم المستعجلات وقسم الولادة، حيث اطلعوا على نماذج لضعف الخدمات.