تعيش جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، منذ الأسبوع المنصرم، على صفيح ساخن أججته الأحداث الدموية الأخيرة، بعد اندلاع مصادمات عنيفة بين القوات العمومية وطلبة معتصمين من أجل الحق في استكمال الدراسة وولوج أسلاك «الماستر» دون إجراء مباراة. ودفع هذا الاحتقان الشديد الذي تشهده مختلف كليات الجامعة، السلطات، إلى الاستعانة بمختلف التشكيلات الأمنية، وتعزيز تواجدها في محيط المؤسسة، منعا لأي تطور سلبي للاحتجاجات المتواصلة التي يقودها الطلبة المجازون. ويأتي هذا التصعيد الخطير، بعد المواجهات التي نشبت بين الطرفين، عشية الأربعاء الماضي، والتي أصيب على إثرها عدد كبير من رجال الأمن والطلبة بجروح وصفت بالخطيرة. وقالت المصادر، إن معارك طاحنة عرفها محيط جامعة ابن طفيل استعمل فيها الطلاب الغاضبون الحجارة لصد هجوم قوات مكافحة الشغب على معتصمهم السلمي أمام رئاسة الجامعة، ومحاصرتها للمبنى، مانعة إياهم من مواصلة اعتصامهم. تعرضت 5 سيارات للتخريب، كما نقل اثنان من العناصر الأمنية، التي مازالت تحت التدريب بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، إلى قسم المستعجلات بالمركب الجهوي الاستشفائي، وهما في وضعية صحية حرجة، بعد تعرض كليهما لكسور على مستوى الأنف، فيما وصفت حالة باقي المصابين، بينهم طلبة تعرضوا للضرب بالهراوات، بالمستقرة، والتي لا تدعو إلى القلق. وأفادت المصادر ذاتها، أن الشرارة الأولى لهذه المواجهات، نشبت، حينما عملت القوات العمومية، التي كانت تتشكل من عناصر أمنية وأفراد من القوات المساعدة على مباغتة طلبة معتصمين والهجوم عليهم بالهراوات، ما أرغمهم على اللجوء إلى داخل الكلية للاحتماء بها، قبل أن يلتحق عدد كبير من الطلبة بعين المكان، ويشرعوا في رشق قوات مكافحة الشغب بالحجارة، لإرغام رجال الأمن على التراجع، وعدم مطاردة المحتجين إلى داخل الحرم الجامعي، حيث حدثت عدة إصابات وإغماءات في صفوف بعض الطالبات، اللائي فضلن عدم التنقل إلى المستشفى مخافة التعرض للملاحقة الأمنية. وحمل مصدر طلابي، ما أسماها أجهزة القمع المخزنية مسؤولية ما وقع، وقال، إن عناصرها تدخلت بعنف غير مبرر لفض اعتصام سلمي لحاملي شواهد الإجازة يطالبون بحقهم في الدراسة وولوج «الماستر» للهروب من شبح البطالة المتفشية بشكل كبير في أوساط أبناء الشعب المغربي، حسب تعبيره، مؤكدا عزم الطلبة الاستمرار في نضالهم مهما كانت التضحيات إلى حين الاستجابة لملفهم المطلبي. وأضاف المصدر ذاته، أن قوات الأمن لجأت إلى استفزاز المعتصمين منذ الثلاثاء الماضي، حينما قررت فض المعتصم بالقوة، قبل أن تتراجع في آخر لحظة، بعدما هدد الطلبة بإحراق أنفسهم، بعدما سكبوا البنزين على أجسادهم. وعلمت المساء، أن عناصر الأمن وضعت لائحة أولية بقائمة الطلبة المطلوبين للتحقيق من طرف مصالحها، بينهم طالب تقول السلطات إنه قام باحتقار العلم الوطني وإنزاله من أعلى بناية الجامعة، فصدرت تعليمات صارمة باعتقال جميع المشتبه فيهم.