خلف تدخل قوات الأمن لتفريق مظاهرة طلابية، عشية أول أمس، عدة إصابات في صفوف الطلبة، بعد تطويق عناصر التدخل مسيرة احتجاجية قام بها مجموعة من طلبة جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، المنضوين تحت لواء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ذي التوجه اليساري. وحاصرت القوات العمومية العشرات من طلاب الجامعة مباشرة بعد خروجهم من كلية العلوم، ومحاولة تنظيمهم مسيرة مشيا على الأقدام نحو ساحة «النافورة»، للمطالبة بالكشف عن نتائج التحقيق في حادث التسمم الذي تعرض له الطلبة مؤخرا، والتنديد بتماطل الجهات المسؤولة في الاستجابة للملف المطلبي للطلبة. وطاردت عناصر القوات المساعدة المحتجين في أزقة ودروب حي «العسكر» المجاور للكليات، وشوهد عدد منهم وهو ينهال بالهراوات على مجموعة من الطلبة. وكشف مصدر موثوق أن التدخل العنيف لم يسلم منه حتى سكان الحي، الذين تعرض بعضهم للاعتداء بالضرب بعدما كانوا يتابعون فقط فصول هذا التدخل الذي نشر الرعب في منطقتهم. وقالت مصادر طلابية إن القوات العمومية تدخلت بشكل «همجي وعنيف» في حقهم، مما أدى إلى إصابة بعضهم بجروح خطيرة. وكشفت أن ما يقارب 7 جرحى في صفوف الطلبة والطالبات تم نقلهم إلى قسم المستعجلات التابع للمركب الجهوي الاستشفائي لتلقي الإسعافات الأولية، وخضع عدد منهم للفحوص بالأشعة بعد معاناتهم من آلام حادة في الرأس. وأعربت المصادر نفسها عن استغرابها الشديد لقيام السلطات الأمنية ب«مهاجمة» الطلبة المتظاهرين رغم سلمية احتجاجهم ومشروعيته، حيث طالب الطلبة الغاضبون رئاسة الجامعة بالاستجابة للمطالب التي سبق أن صاغوها في ملفهم المطلبي، لكن الجهة المعنية التزمت الصمت وسياسة غلق الأبواب، حسب تعبيرها. في حين نفى مصدر مسؤول أن تكون عناصر الأمن قد تدخلت بعنف في حق الطلبة، وأوضح أن قوات التدخل قامت بتفريق مسيرة غير مرخصة احتلت الشارع العام، وعرقلت حركة المرور، بعدما حاول ما يقارب 30 طالبا تنظيم مسيرة وسط الشارع انطلاقا من مبنى المطعم الجامعي إلى وسط المدينة.