لم تندمل بعد الجروح التي خلفها «غول فاس» في حق العشرات من النساء بعدما قاد ضدهن حملة من عمليات الاغتصاب والاعتداء والسرقة، حتى تفجر ملف آخر في المدينة، يتعلق ب«التحرش الجنسي»، لكن هذه المرة في الجامعة، وضحاياه، طبقا لوثائق الملف الذي توصلت به «المساء»، لسن سوى طالبات، أغلبهن في سلك الماستر. وقالت المصادر إن وزير التعليم العالي قد توصل بالملف ذاته، بينما عمد الطلاب إلى تجنب بعث نسخ منه إلى رئاسة الجامعة، وعمادة الكلية، خوفا من أن يطاله «الإهمال» و«النسيان». واتهم طلبة ماستر تابع لشعبة الدراسات الإسلامية في المركب الجامعي ظهر المهراز، أستاذا جامعيا بالتورط في ملفات التحرش الجنسي في حق طالبات بنفس الماستر. وأشار هؤلاء إلى أن التحرش بإحدى الطالبات بلغ مراحل متطورة، مما أدخلها في أزمة نفسية تجلت في تعرضها لنوبات تودي بها إلى الانهيار المتكرر داخل الفصل. وذكرت رسالة موجهة إلى وزير التعليم العالي أن طالبة أخرى تعرضت لتحرش جنسي، ولما رفضت الرضوخ لمطالب الأستاذ الجامعي الذي يشغل منصب مسؤول في الماستر ذاته، قرر معاقبتها وتعنيفها معنويا أمام زملائها. وتحدث الطلاب عن ممارسات مشابهة وقعت في الامتحان الشفوي لسلك الإجازة. وقالوا إن بعض الطالبات تخوفن من الحديث حول الموضوع تجنبا لما يمكن أن يلحق بهن من تبعات اجتماعية، وفي المحيط، مطالبين وزير التعليم العالي بفتح تحقيق في هذه القضية، وإعفاء الأستاذ وعزله من مهامه البيداغوجية، والانتصار لكرامة الطالبات في سلكي الماستر والإجازة. وقالت إحدى الطالبات إن الأستاذ المعني يغلب عليه ما أسمته «الطابع الجنسي الذي يحطم شخصيته، ويجعله يتحرش بالطالبات»، وذكرت، وهي تخاطب وزير التعليم العالي، أنها واحدة من الطالبات اللواتي تعرضن للتحرش الجنسي في الفصل الأول من الماستر. وسردت الطالبة «س.م»، وهي تحكي عن هذا الموضوع، أن الأستاذ قال لها كلاما فاحشا وأمسك بيديها، وشرع في حركات بلسانه، وطلب منها أن يلتقي بها في قاعة الامتحان الشفوي، وهو ما رفضته، وأضافت أنه طلب منها، في وقت لاحق، أن تقابله وأن تذهب معه إلى البيت، ولما رفضت بدأ يقبلها بالعنف ويضمها إلى صدره، ووضع يده على فخذها، وقامت بإبعاده، وظل يتصل بها عبر الهاتف لكي يقول لها الكلام الفاحش، حسب تعبيرها. وأوردت طالبة أخرى أن الأستاذ المتهم يطالب الطالبات بالتحدث إليه عبر الهاتف، وعبر الأنترنت، وذكرت الطالبة «م.ف» بأنه تحرش بها بكلام جنسي لما طلب منها أن تتصل به عبر الهاتف، مما دفعها إلى إغلاق الخط، لكنه عنفها في الحصة أمام الطلبة بدعوى أنها لا تريد التواصل معه «من أجل تحسين مشوارها العلمي». وتحدثت طالبة أخرى، في شهادة لها حول القضية، بأن الأستاذ يستغل لحظات الانفراد بهن للتحرش بهن، وعندما يرفضن ينعتهن بنعوت حيوانية أمام الطلبة، تضيف «م.ا». وحكت الطالبة «م.ا» أنها لم تتمكن من إنهاء بحثها لنيل الإجازة لحد الآن، لأن الأستاذ، حسب تعبيرها، كلما التقت به يسألها عن شكلها، ويقوم بحركات بلسانه، مما دفعها إلى التهرب منه. ورفضت بعض الطالبات تقديم أي معطيات حول هويتهن، واكتفين بتدوين أرقام بطائقهن الوطنية في شهادتهن. وقالت إحداهن إن الأستاذ يتحدث دائما عن الجنس والعلاقات الجنسية داخل الفصل، وأكدت أن امتحانات سابقة أشرف عليها مرت في أجواء «مشبوهة». فقد تغيرت قاعة الامتحان إلى قاعة منزوية ليست بها نوافذ، معتبرة أن هذا الوضع يؤكد على وجود رغبة في إشباع النزوات الجنسية، خاصة أنه كان يأخذ الوقت الكافي مع الطالبات، خاصة بعد أن أمرهن بأن يدخلن القاعة واحدة واحدة. ومن أغرب الأسئلة التي طرحت على هذه الطالبة في الامتحان، سؤال يتعلق بعدم جلبها للعسل من منطقتها، وطالبت وزير التعليم العالي بالتدخل لرفع الظلم عمن أسمتهن «الطالبات المقهورات». وقالت أخرى إنه طلب منها أشياء تطلب من ممارسات الدعارة والفسق والمجون. النساء يطالبن بالحكم على «غول فاس» بالإعدام لا يزال الغضب من «غول فاس»، الذي تم اعتقاله بتهمة اغتصاب العشرات من النساء والفتيات القاصرات، سيد الموقف لدى جل الفعاليات النسائية في المدينة. فقد نظمت هذه الجمعيات، زوال يوم أول أمس السبت، وقفة احتجاجية أمام محكمة الاستئناف بالمدينة، ورددت لأكثر من ساعة شعارات مناهضة للعنف ضد النساء، وطالبت بإقرار قوانين أكثر جرأة لحمايتهن. وطالبت لافتات رفعت خلال هذه الوقفة التي حضرها بعض ضحايا «الغول» بإنزال عقوبة الإعدام في حقه. ورفعت النساء المحتجات شعارات وصور لفتيات سبق أن تعرضن لعمليات اغتصاب واعتداء، وطغت صور أمينة الفيلالي التي اغتصبت قبل أن يتم تزويجها من مغتصبها، ما دفعها إلى الانتحار، على مشهد الصور التي رفعتها النساء في يوم غضبهن في الشارع الرئيسي للعاصمة العلمية، لإسماع أصواتهن للقضاة الذين يتولون النظر في ملف «الغول»، ولتسريع المساطر والإجراءات في حال ظهور ملفات مماثلة في المستقبل، تورد المحتجات.