مباشرة بعد نشر لائحة رؤساء الجماعات الذين عزلوا من مهامهم في الجريدة الرسمية، والتي ضمت رئيس مقاطعة اسباتة رضوان المسعودي، تحركت الهواتف النقالة، ليس من أجل معرفة مدى صحة الخبر، ولكن تمهيدا لما بعد حقبة الرئيس المعزول رضوان المسعودي. وقبل أن يتوصل المسعودي بقرار عزله كتابيا، بدأ الحديث ينصب بشكل كبير على الاسم القادر على رئاسة المقاطعة خلال الشهور المقبلة التي تسبق الانتخابات الجماعية المحتمل إجراؤها في سنة 2015. فخبر عزل المسعودي، وإن لم يشكل أي صدمة للعديد من المراقبين للشأن المحلي البيضاوي، على اعتبار أن اسمه ظل يتداول وساط الكثير من المستشارين الجماعيين منذ بداية الحديث عن وجود لائحة لعزل بعض رؤساء المقاطعات، فإنه كان مثار جدل واسع في عمالة مقاطعة ابن اسيمك. أسماء كثيرة يتم تداولها، من بينها كريم غلاب، رئيس المقاطعة السابق، والذي يشغل حاليا، رئيس مجلس النواب. مقرب من غلاب أكد ل "المساء" أنه لاشيء حسم لحد الساعة، فالرجل (يعني غلاب) لم يعلن، حسب المصدر نفسه، صراحة رغبته في تسيير المقاطعة، علما أنه كان قد دخل في سباق محموم مع المسعودي لرئاسة المقاطعة، وهو السباق الذي حسمه الرئيس المعزول قبل أربع سنوات لفائدته، وهي النتيجة التي أثارت مفاجأة كبرى ليس فقط بالنسبة إلى سكان اسباتة، ولكن للعديد من المواطنين البيضاويين، لأنه قبل دخول غلاب إلى السباق رئاسة مقاطعة اسباتة سبق أن ضمن مقعدا برلمانيا بالمنطقة خوله رئاسة مجلس النواب. طيلة أربع سنوات ظل المتعاطفون مع المسعودي يفتخرون بقدرتهم على إزاحة غلاب من مهمته، وكانوا يؤكدون أن الوقت حان ليقود المنطقة واحد من أبنائها، بالمقابل كانت الأصوات المساندة لغلاب تؤكد أن المنطقة أضاعت رجلا بقيمة كريم غلاب، الذي كان قادرا على الدفاع عن مصالحها سواء محليا أو مركزيا. الجدل بين مناصري غلاب والمسعودي سيبرز من جديد، فهناك من يقسم بأغلظ الأيمان إن الطريق لن يكون معبدا لغلاب لقيادة مقاطعة اسباتة، وإنه في حال التفكير في دخوله إلى حلبة المنافسة لن يجد الطريق معبدا له، لاسيما أن هناك أسماء أخرى ترغب أيضا في هذا المنصب. وأفاد مصدر ل"المساء" أنه إذا كان غلاب لم يعلن لحد الساعة صراحة عن رغبته في رئاسة المقاطعة من جديد، فالأمر نفسه ينطبق على الأسماء الأخرى، وخاصة المنتمية إلى حزبي التجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية"، وأضاف أن رئاسة مقاطعة اسباتة قضية غير محسوم فيها لحد الآن، على اعتبار أن الصراع سيكون على أشده، ومن المحتمل جدا أن تشكل أغلبيات جديدة في هذه المقاطعة. وفي سياق متصل بلائحة العزل التي تضمنت اسم المسعودي، فإن الأخبار المتداولة مؤخرا في الدار البيضاء تفيد أن هناك لائحة أخرى، وهو ما يجعل الكثير من رؤساء المقاطعات متوجسين، ويشعرون بخوف كبير من أن تتضمن هذه اللائحة أسماءهم، لأن ذلك سيشكل بالنسبة إليهم موتا سياسيا، في حين أن هناك من يعتبر أن الحديث عن وجود لائحة جديدة مجرد "هضرة خاوية"، على اعتبار أن الأمر يتعلق فقط بلائحة واحدة، وهي التي تضمنت إلى جانب رئيس مقاطعة اسباتة مجموعة من المنتخبين على المستوى الوطني.