ظل أهالي حي «الصياد» بالقنيطرة، طيلة أول أمس، يوجهون نداءات استغاثة إلى المجلس الجماعي لمدينة القنيطرة، قصد التدخل العاجل لسحب مياه الأمطار التي ظلت تغرق منازلهم ومركباتهم في العديد من أزقة ودروب الحي. وقال المواطن عبد الحق، في اتصال هاتفي مع «المساء»، «إن سكان الحي عاشوا فترات مرعبة بسبب الخوف من زحف المياه إلى منازلهم، بعدما أضحت السيول على مرمى حجر منها، كما علقت السيارات في الشارع بعد أن حاصرتها مياه الأمطار التي تسربت كمية منها لداخل بعضها»، وأضاف، أن العديد من أصحاب هذه الناقلات غادروا سياراتهم بعد تعرض محركها للعطب، وقاموا بركنها جانبا لحين إصلاحها. وهطلت أمطار غزيرة على مدينة القنيطرة، ولم تتوقف إلا لدقائق معدودة في اليوم نفسه، وهو ما أدى إلى عرقلة حركة السير في مناطق عديدة، ساهمت فيها بشكل كبير الوضعية المتردية لبالوعات الصرف الصحي، وانعدامها في مواقع أخرى، فيما وردت أنباء عن تكبد المواطنين لخسائر، خاصة أولئك القاطنين في الأحياء العشوائية ك»أولاد امبارك والحنشة وعين السبع والمخاليف»، وهي الأماكن التي عجز فيها المواطنون عن مغادرة منازلهم بسبب الأوحال والبرك المائية. وكشفت الأم خديجة، وهي من سكان «بئر الرامي»، أنها وجدت صعوبة كبيرة في حماية كوخها من مياه الأمطار التي اجتاحته من كل الجوانب، بسبب غياب شبكات الصرف الصحي، فاضطرت، بمعية زوجها، إلى استعمال أواني الطبخ لسحب المياه إلى الخارج، في غياب تام للمسؤولين والمنتخبين، مناشدة المجلس البلدي من أجل استكمال تنفيذ مشروع إعادة الهيكلة الذي يستهدف المنطقة. وليست الأحياء المذكورة فقط هي التي تضررت من الأمطار، فقد تحدث الموطنون عن ارتفاع مخيف لمنسوب المياه في بعض الشوارع الرئيسية، كما غمرت المياه أزقة بأكملها بمنطقة «الساكنية»، التي تحولت إلى مستنقعات وبحيرات، خاصة بحي «العلامة» و»المسيرة»، قبل أن تتدخل مصالح الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء لتنكيس البالوعات وصيانتها. إلى ذلك، اشتكى السائقون من وجود حفر مياه في العديد من الشوارع والمسالك الطرقية، خاصة بشارع «مولاي يوسف»، ازدادت عمقا بفعل مياه الأمطار التي استمر هطولها طيلة يوم أمس. وتناقلت صفحات «الفايسبوك» صورا للعديد من أحياء عاصمة الغرب وهي غارقة في المياه، ونال المجلس الجماعي للقنيطرة النصيب الأكبر من الانتقادات، بعدما حمله الناشطون على تلك الصفحات مسؤولية ما وقع في تلك المواقع السكنية، باعتبار أن معاناة المواطنين هذه تتكرر كل سنة. ورغم أن التقارير نبهت إلى إمكانية أن تشهد مدينة القنيطرة هطول أمطار غزيرة وعواصف قوية، فإن البلدية والسلطات الولائية ظلتا خارج التغطية، في وقت عاش فيه سكان بعض الأحياء فترات عصيبة. إذ لم يلحظ المتتبعون أي استنفار في صفوف مصالحهما، كما غابت شرطة المرور عن شوارع المدينة، رغم أن حركة السير بها كانت تواجه صعوبات كبيرة. في المقابل، أكد عضو بالمجلس الجماعي للقنيطرة أن العديد من أعضاء المجلس ظلوا يزورون المناطق المتضررة، وينسقون مع المصالح المعنية، لاتخاذ القرارات اللازمة لمجابهة مياه الأمطار وغرق الشوارع، مؤكدا، أن الجماعة تمكنت من السيطرة على الوضع بشكل كامل في مجموعة من النقط السوداء بفضل تجهيزات شفط المياه التابعة للوكالة المستقلة للماء والكهرباء، حسب قوله.