غادرت مجموعة من الأطر المغربية أرض الوطن بحثا عن كسرة خبز في الدوحة. الرحلة كانت أشبه بالهروب الجماعي نحو الخليج العربي، لكن رئيس الودادية الوطنية للمدربين المغاربة عبد الحق رزق الله له منظور آخر للقضية، حيث يعتبر السفر الجماعي إشارة قوية إلى الثقة التي يحظى بها المدرب المغربي في الخليج. في حواره مع «المساء» استبعد ماندوزا فرضية النزيف، وقال إن حسن حرمة الله المدير التقني للاتحاد القطري راهن على المغاربة، شاكرا له التفاتته للإطار المغربي، ومعتبرا إياه مندوبا للودادية في الخليج العربي. - رحل مجموعة من المدربين المغاربة بشكل جماعي إلى قطر للانضمام لمشروع حرمة الله، بعض الكتابات الصحفية شبهت العملية بالهروب الجماعي للمؤطرين المغاربة ما رأيك؟ < إذا وصفنا سفر مجموعة من المدربين إلى قطر بالهروب فهذا يعني أن الأمر يتعلق بنزيف في منظومة التدريب، والحال أن القضية تتعلق فقط باقتحام مغربي أو اختراق لعالم كان يسيطر عليه المؤطرون المصريون، وهنا لا بد من النظر إلى الأشياء بشكل إيجابي، سيما وأن صاحب فكرة الاستقطاب هو إطار وطني يشهد له الجميع بالكفاءة وهو الدكتور حسن حرمة الله، الذي أراد أن يعتمد في مشروعه على الكفاءات المغربية وهذا حق مشروع. - لكن الكثير من الفرق المغربية اشتكت من رحيل أطرها بشكل مفاجئ؟ < لا يوجد من بين الأطر التي سافرت إلى الدوحة أي مؤطر له ارتباط مع فريق، باستثناء المدير التقني للرجاء البيضاوي محمد مديح، الذي قرر الرحيل وأنهى تعاقده من طرف واحد، أما بقية الزملاء فكان رحيلهم بالأساس من أجل تسوية الوضعية الاجتماعية، وأعتقد أن الأطر التي تشتغل الآن مع حرمة الله في حاجة لهذه التجربة لرفع رصيدها من الممارسة، كما أنني أعتبر كل المدربين المغاربة في قطر وغيرها من الدول بمثابة سفراء للكرة المغربية. - على ذكر مديح كيف تدخلت الودادية من أجل حل الأزمة التي خيمت على علاقته بالرجاء؟ < مشكل مديح مع الرجاء البيضاوي الناتج عن فك الارتباط من جانب واحد، جعلني أتصل بحسن حرمة الله من أجل تنبيهه إلى بعض الأمور التي يجب توضيحها. - مثلا؟ < لقد نبهت حرمة الله إلى ضرورة معرفة الوضعية القانونية لكل مؤطر قبل الاتصال به تفاديا للمشاكل، كما تكلمت في الموضوع مع مديح واقتنع بضرورة الاعتذار للرجاء البيضاوي، بل راسل الرئيس في هذا الموضوع، كما منح حرمة الله لمديح مهلة أسبوعين لإنهاء المشكل، الحمد لله كل شيء الآن على ما يرام، أما بقية الأطر فلا أعتقد أن لها مشاكل مع فرقها. - أقنعت أيضا غلام بطي الملف أليس كذلك؟ < التقيت برئيس الرجاء البيضاوي في جلسة رسمية وحكى لي المشكل وعرض وجهة نظره الصائبة طبعا، وشرحت له طبيعة المهمة التي يقوم بها مديح وغيره من المدربين المغاربة، وأعترف أن مديح لم يقم بالمسطرة التي يجب القيام بها، أي إشعار الرئيس بنيته في فسخ العقد قبل ثلاثة أشهر، المهم الموضوع انتهى ومديح مستعد لخدمة الرجاء من موقعه في الإدارة التقنية للاتحاد القطري، والنزاع أقبر قبل استفحاله لأن مديح ابن الرجاء والرجاء أم مديح. - هل لك فكرة حول العمل الذي سيقوم به المؤطرون المغاربة في قطر؟ < الجميع يعرف أن صاحب المشروع هو حرمة الله والرهان الآن في قطر على المغاربة، كل ما في الأمر أن المغاربة سيعوضون المصريين وأتمنى لهم التوفيق لأنهم تحولوا في نظري من هواة إلى محترفين. - وبرنامج تأهيل المدربين في ظل هذا الوضع؟ < البرنامج مستمر والودادية قامت بتنسيق مع الإدارة التقنية للمنتخبات الوطنية بوضع أجندة للدورات التكوينية التي ستشمل كل الأصناف من المدربين، وأتمنى أن يكون حرمة الله ضمن مؤطري الدورة الخاصة بتكوين مدربي الصفوة أي الدرجة الثالثة. - هل تكلمت معه في الموضوع؟ < لقد اقترحت عليه أن يكون مندوبا للودادية الوطنية للمدربين المغاربة في قطر والخليج العربي، وقبل مشكورا المقترح لأنه قادر على تقديم الدعم الكافي للأطر المغربية المغتربة، كما أن وجود فرع للودادية في قطر من شأنه أن يساهم في خلق علاقات تعاون بيننا والإخوة المدربين في هذا البلد، وبهذه المناسبة أشكره على ثقته في الإطار المغربي وأشكر أيضا الاتحاد القطري على اعتماده على كفاءات مغربية أنا متيقن بأنها ستشرف البلاد والكرة المغربية.