عاد الجيش الملكي ليتواضع بملعبه وأمام جماهيره ويحصد ثاني تعادل بالميدان والسابع منذ انطلاق البطولة، خلال المباراة التي جمعته بشباب المسيرة المثقل بالهموم والمشاكل مساء أول أمس الأربعاء. وكان الفريق العسكري يمني النفس باستثمار تفوقه في آخر مباراتين، وفوزه على التوالي أمام مولودية وجدة 3-1 وعودته بفوز هام من ميدان الدفاع الجديدي 1-0، لكنه تذكر تواضعه الذي كان قد امتد لست مباريات متتالية حصد فيها الفريق أربع هزائم و تعادلين. وأرغم فريق شباب المسيرة المتعثر مضيفه الجيش الملكي المدافع عن اللقب، على التعادل بدون أهداف في مباراة مؤجلة عن الدورة 18 لبطولة المجموعة الوطنية الأولى لكرة قدم للنخبة. وأهدر العائد مصطفى العلاوي ضربة جزاء لفائدة الجيش في بداية الجولة الثانية، ولعب المسيرة بعشرة لاعبين، منذ تلك الدقيقة بعد طرد المدافع مانديون سيلا بسبب لمسه للكرة وهي في طريقها للشباك من تسديدة لمحمد مديحي في مباراة مملة، أكدت عدم استفادة الفريق العسكري من مبارياته المؤجلة التي حصد فيها نتائج سلبية و إهدارا غريبا للنقاط. و أرجع محمد فاخر اكتفاء فريقه بالتعادل إلى التسرع و ضياع عدة فرص للتسجيل في وقت مبكر، وقال عقب نهاية المباراة «ضيعنا نقطتين ثمينتين ستبرز أهميتهما فيما يستقبل من مباريات وفي الحساب الأخير، وذلك راجع للتسرع وإهدار اللاعبين لفرص افتتاح التسجيل مبكرا وفي أغلب فترات المباراة، حين كنا نلعب في نصف ملعب الفريق المنافس، ثم إن ضياع ركلة الجزاء قد منح الثقة للفريق الزائر الذي كان يدافع فقط واعتقد أن برمجة المباريات المؤجلة لا تكون دائما تساعد في سبيل تحقيق نتيجة إيجابية. و أضاف فاخر «البطولة لاتزال طويلة وسنعمل على تحقيق نتائج إيجابية في المباريات القادمة انطلاقا من لقاء المغرب الفاسي، حتى نسترجع النقاط التي أضعنا ولا أعتقد بأن ثقتنا في إمكانياتنا قد تزعزعت، بل على العكس قدم اللاعبون أداء جيدا بحثوا من خلاله عن الفوز لكن السيطرة لا تعني الانتصار في غياب تسجيل الأهداف. وذكر فاخر بأن صدور قرار توقيف عصام الراقي قد أثر على سير معسكر الفريق الخاص بالمباراة وزعزز، على حد قوله من تركيز اللاعبين مكتفيا بهذا الحد دون الإدلاء بآراء أخرى في انتظار موقف المكتب المسير. فخر الدين رجحي كان سعيدا أكثر بالنتيجة وبأداء لاعبيه الذين قطعوا أكثر من ألف كيلومتر في ظرف ثلاثة أيام، بعد تحقيق تعادل إيجابي أمام الرجاء البيضاوي بهدف لمثله يوم السبت الأخير و قال فخر الدين ل«المساء»، «بتشكيلة منقوصة من عدة لاعبين وبعد رحلة شاقة ومتعبة لم نتمكن بفعلها من أخذ أي قسط من الراحة بعد مباراة الرجاء، وبالنظر لتباين المستويات البشرية والمادية بين الفريقين يعتبر تحقيق التعادل هنا بالرباط وأمام فريق كبير مثل الجيش انتصارا معنويا هاما، سيساعدنا من أجل الابتعاد عن دائرة أسفل الترتيب، وأظن أن اللاعبين قد طبقوا تعليماتي». واعتبر فخر الدين التعب والإرهاق الخصم الأول لفريق شباب المسيرة وبأنه يدبر هذا المشكل بما هو معنوي، «حتى ولو كنت أنا أكثر منهم تعبا و جهدا أطلب من اللاعبين أن ينسوا الآمر والتفكير في اللقاءات الرسمية التي علينا أن نخوضها بالجدية اللازمة حتى نبتعد من المنطقة المكهربة». وأكد فخر الدين أن مشاكل داخلية ومحلية مثل الملعب وإشكاليته لاتزال تضغط على مسار الفريق، غير أنه عازم على تحدي كل الصعاب الذاتية و الموضوعية. ولم يخف فخرالدين رغبة فريقه في كسب استئناف مباراة الدفاع الجديدي التي لاتزال تحت أنظار المكتب الجامعي، حيث أضاف «إذا استرجعنا نقطتين سيكون الآمر جيدا أما إن أعيد اللقاء فسيكون أفضل». وبالعودة للمباراة فقد اختفت فرص التسجيل الحقيقية في الشوط الأول للمباراة، التي جرت بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط أمام جمهور قليل، حيث كانت سيطرة فريق الجيش سلبية ومحتشمة. ولعل الاستثناء الوحيد حملته التسديدة القوية من داخل منطقة الجزاء ليوسف القديوي بعد مرور سبع دقائق، التي صدها بنجاح الحارس الشاب منصور أشوبي، فيما افتقد الهجوم العسكري للتركيز وكثرة التمريرات الضائعة على مقربة من منطقة العمليات، التي كانت مكدسة بلاعبي الفريق الزائر الذين كانوا يتفوقون في النزالات الثنائية التي كانت تتم في وسط الملعب. وأدى تضييع عدة كرات في منتصف الملعب وبعد مرور 25 دقيقة إلى انتقال لاعبي شباب المسيرة للعب في نصف ملعب الجيش، وتبادل الحملات دون تشكيل تهديد حقيقي على مرمى الحارس طارق الجرموني. ورغم قيام المدرب فاخر بإشراك الثنائي عبد الرزاق المناصفي والمهدي الباسل، على التوالي مكان أمين قبلي ومحمد مديحي فقد استمر إهدار الفرص.