شهدت الرحلة الداخلية رقم أت 495 على الخطوط الجوية الملكية في ليلة الجمعة/السبت حالة من الذعر، على طول الرحلة الرابطة بين مطاري محمد الخامس بالدارالبيضاء والمسيرة بالعيون، بعد أن تطور نزاع عادي بين مجموعة من مشجعي الرجاء البيضاوي، الذين كانوا متجهين إلى العيون لمؤازرة فريقهم في المباراة التي جمعته بشباب المسيرة على أرضية ملعب الشيخ لغضف وانتهت بالتعادل، وبعض المسافرين من أبناء الأقاليم الصحراوية إلى ملاسنات وتشنج للأعصاب، كاد أن يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، خاصة بعد أن تشابك البعض بالأيدي وتحول أغلب الركاب إلى الجزء الأخير من الطائرة في محاولة لفض النزاع الناتج عن تبادل لاتهامات لا تخلو من حمولة عنصرية. وقال أحد المسافرين الصحراويين ل»المساء» إن بعض مشجعي فريق الرجاء البيضاوي الذين استقلوا الطائرة المتوجهة من الدارالبيضاء إلى العيون، قد تسببوا في ملاسنات وقعت في الطائرة، على إثر اعتداء أحد المشجعين على نساء من مدينة العيون، يستقلن نفس الرحلة، و«وصف بعض المشجعين الموجودين بالطائرة بأوصاف عنصرية ومستفزة، على مرأى ومسمع من مستشار برلماني صحراوي». وكانت الرحلة التي انطلقت على الساعة الحادي عشرة مساء قد عرفت جدلا قويا بين الطرفين، وتحول العديد من المسافرين إلى أشخاص يحاولون فض النزاع، بل إن ربان الطائرة كاد أن يتوقف في أكادير لولا التطمينات التي تلقاها من بقية الطاقم. وفور وصول الطائرة إلى أرضية مطار المسيرة بالعيون تجرك أفراد من الدرك الملكي صوب الطائرة لاستفسار المشجعين عن أسباب النزاع بعد أن تلقوا تعليمات في هذا الشأن. وقال محمد كيتو أحد مشجعي الرجاء الذين سافر على متن نفس الرحلة إلى جانب ابنه زين الدين البالغ من العمر أربع سنوات، في تصريح ل»المساء» إن الأمور كانت عادية قبل الإقلاع لكن سوء ظن أحد المسافرين الصحراويين وتأويله لتصرف صادر من مشجع رجاوي قد ساهم في توتر الأعصاب وتبادل الاتهامات، وأضاف أن الرحلة كانت هتشكوكية بكل المقاييس، قبل أن يتم السيطرة على النزاع. وأضاف المشجع الرجاوي أن الخلاف قد تم تذويبه وأن أفراد الأسرة الصحراوية الذين كانوا طرفا في النزاع، قد استضافوا مشجعي الرجاء في مقهى أريحا بالعيون، وأن الأمور عادت إلى نصابها. وقال كيتو «الرحلة كانت احتفالية في البدء قبل أن تنقلب إلى دراما وتعود في العيون إلى طبيعتها، لقد كنت برفقة أبني وأديت 3600 درهما من أجل المشاركة في الرحلة، وأنا فخور بدخول زين صغيري سجل الأرقام القياسية باعتباره أصغر مشجع يرافق الرجاء في أكثر من رحلة من العيون إلى تطوان وأسفي ثم أكادير». تبقى الإشارة إلى وجود مناصرين رجاويين صغار السن في العين كالطفل أيمن الذي جاء في رحلة من الدارالبيضاء إلى العيون عبر النقل البري.