تحولت الرحلة الجوية رقم أت943 الرابطة بين مطار" كازيلي" لمدينة طورينو الإيطالية ومطار محمد الخامس بالدار البيضاء، والتي كانت مبرمجة في حدود الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي ليوم السبت الأخير،إلى جحيم حقيقي لحوالي 140 مسافر كانوا مسجلين على متن هذه الرحلة. ""
ففي الوقت الذي كانت تبدو فيه الأمور طبيعية وبعد أن بدأ فيه الجميع يستعد للدخول إلى قاعة الركوب بعد تسجيل الأمتعة، سيتم الإعلان حوالي الساعة السابعة مساء على أن البوينغ 737 التابعة للخطوط الجوية الملكية القادمة من المغرب والتي كان في انتظارها 140 مسافر، ستهبط اضطراريا بمطار "جنوى" وذلك لسوء حالة الطقس بحيث كانت طورينو تتعرض لعاصفة رعدية قوية،لكن سرعان ما ستتوقف ليستأنف المطار نشاطه العادي، فالهبوط الاضطراري لم يشمل سوى رحلتين حسب جريدة "لاسطامبا" فقد ذكرت في نسختها المحلية لمدينة طورينو أن الأمر يتعلق بالخطوط الجوية الملكية التي هبطت بجنوى و طوط "لاميراديانا"التي نزلت بميلانو.
إلا أن العواصف الرعدية بعد ذلك ستخيم على مطار جنوى إلى ساعة متأخرة من الليل وبما أن مطار طورينو يبقى موصدا أمام الملاحة الجوية ليلا نظرا لأشغال الصيانة التي يعرفها في الفترة الراهنة ،أمام هذه المستجدات ما كان أمام الخطوط الجوية الملكية إلا أن تؤجل الرحلة إلى الساعة السابعة صباحا من اليوم الموالي –الأحد-.
لم يغادر المطار إلا 20 مسافرا وذلك بحكم أن باقي المسافرين جاؤوا من مدن بعيدة يستحيل عليهم الذهاب والعودة في الوقت المحدد، إذا فما كان على 120 مسافر من بينهم 30 طفلا قضاء الليلة ببهو المغادرة للمطار،فبالرغم من أنه في مثل هذه الحالات كان يتحتم على شركة الخطوط الجوية الملكية ايواء هؤلاء الأشخاص فقد رفضت جميع الفنادق التي تم اتصل بها ايواء زبناء الشركة فهي لا توفر أي ضمانات مالية ، فمن خلال تجارب سابقة لم يرد أحد المجازفة. وأمام هذا الوضع ما كان على الماكثين بالمطار إلا التصرف حتى وصول الصبح. أليس الصبح بقريب!!!!!
على الساعة السابعة صباحا سيعلن عن تأخير موعد الإنطلاق إلى العاشرة والربع ثم الحادية عشرة فالواحدة وهكذا أمام هذا التلاعب في وقت الإنطلاق ،خصوصا وأن الأمطار توقفت ومدرجات المطار تعرف حركة دؤوبة، بدأت تتعالى أصوات الاحتجاج والتنديد من قبل أغلب المنتظرين الذين نفذ صبرهم أمام غياب أي مبرر لهذا التماطل الذين يتعرضون له.
ولم تهدأ الخواطر إلا بتدخل ممثلي القنصلية المغربية بطورينو ووصول الطائرة على الساعة الثانية بعد الزوال وانطلاقها في حدود الساعة الثالثة .وقد استغرب الجميع هذا التأخير فالطائرة كانت مستعدة للطيران في أي وقت وحين وجميع شروط الرحلة كانت متوفرة إلا أن السبب الحقيقي كشفت عنه جريدة "لاستامبا" –المذكورة سابقا- وهو غياب مصداقية شركة الخطوط الجوية الملكية لدى أرباب الفنادق الإيطالية فقد بقي طاقم الطائرة شبه رهينة لدى الفندق الذي نزل به بمدينة جينوى حتى تم تسديد الفاتورة.
وقد تم فتح تحقيق في الموضوع من قبل المنظمة الدولية للطيران المدني خصوصا أمام الإهمال الذي لاقاه المسافرون من قبل الشركة.