التقى شكيب بنموسى، وزير الداخلية، أول أمس الإثنين، في جلسة دامت خمس ساعات بمقر وزارة الداخلية، منتخبي جهة الغرب الشراردة لتدارس حصيلة الفيضانات والبحث عن حلول لآلاف المتضررين من هذه الفيضانات التي ضربت هذه الجهة. في هذا اللقاء، قدم شكيب بنموسى حصيلة أولية لحجم الخسائر التي عرفتها منطقة الغرب بعد الفيضانات الأخيرة. وحدد هذه الخسائر في انهيار ما يناهز 4000 منزل طيني إما كليا أو جزئيا، داعيا في الوقت نفسه إلى ضرورة التفكير الجماعي في نوعية الدعم الذي يمكن أن تقدمه الدولة والجماعات المحلية من أجل مساعدة الأسر المنكوبة في إعادة بناء منازلها وفقا لمعايير التعمير الكفيلة بحمايتها مستقبلا من مخاطر الفيضانات. وتوقف بنموسى عند التدخلات التي قامت بها كافة الفرق، حيث أشار في هذا السياق إلى أن هذه الفرق تمكنت من إجلاء أكثر من 10 آلاف مواطن والتكفل بهم وإيوائهم ب66 مركزا للاستقبال. كما تم أيضا، حسب الوزير، توزيع ما يناهز 800 خيمة, و10 آلاف غطاء, و4 آلاف وحدة من الأفرشة, وكميات هامة من الألبسة, علاوة على الحصص الغذائية التي فاقت 23 ألف وحدة (500 طن), مبرزا أن عدد الأسر التي استفادت من هذه المساعدات بلغ أزيد من 15 ألف أسرة. وقال بنموسى إن حجم الخسائر البشرية التي خلفتها هذه الفيضانات التي عرفتها جهة الغرب كان يمكن أن يكون أكبر لولا السدود المشيدة على مختلف الأحواض المعنية والعمل الاستباقي والتدخل المبكر والتنسيق المكثف الذي مكن من تقليص حجم هذه الخسائر البشرية التي لم تتجاوز حالتين عارضتين. وعزا بنموسى سبب هذه الفيضانات بجهة الغرب إلى الاضطرابات الجوية الاستثنائية التي عرفها المغرب والتي ترتبت عنها أمطار كانت وراء ارتفاع مخزون سدي القنصرة والوحدة، الشيء الذي جعل الصبيب المسجل بوادي سبو وبهت يتجاوز 3000 متر مكعب في الثانية. وتقدم بعض المنتخبين، في هذا اللقاء مع وزير الداخلية، ببعض المقترحات لإعادة إيواء آلاف الأسر المتضررة من الفيضانات. وفي هذا السياق، اقترح بعضهم أن يتم تخصيص وعاء عقاري من قبل السلطة المتضررين، خاصة في بعض المناطق كجماعة المكرن التي يحاصر دواويرها وادي بهت من الأمام وواد سبو من الخلف. وقال العربي المهيدي البرلماني، النائب الثاني لرئيس جهة الغرب الشراردة، إن الحل لتفادي تكرار مأساة الفيضانات الأخيرة هو عدم إعادة إسكان المتضررين في نفس الأماكن التي يقطنون بها، لأن هذه الأماكن، حسب قوله، ستبقى دائما مهددة بالفيضانات، مشيرا، في تصريح ل«المساء»، إلى أنهم في الجهة طالبوا المسؤولين في الدولة بإعفاء المتضررين من رد القروض التي اقترضوها، إما كليا أو بإعادة جدولتها، لأن الفلاحين بجهة الغرب دخلوا في سنة فلاحية بيضاء. وذهب المهيدي إلى أكثر من هذا عندما قال إنهم طالبوا في جهة الغرب المسؤولين في الدولة بتصنيف الجهة منطقة منكوبة، «غير أننا لا نعرف، يضيف المهيدي، سبب هذا التلكؤ في عدم الإعلان عن هذا الأمر رغم حجم الأضرار التي لحقت بالأراضي الفلاحية». وحدد المهيدي هذه الأضرار في 240 ألف هكتار، وليس في 80 ألف هكتار كما تقول مصالح وزارة الفلاحة.