ينطلق اليوم ببوزنيقة، المؤتمر التأسيسي لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي ارتبط إنشاؤه باسم فؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب في الداخلية السابق، وأحد الوجوه التي تشكل المربع الذهبي المحيط بالملك محمد السادس. وبعيدا عن التحضيرات اللوجستيكية للمؤتمر والوثائق التي سيناقشها المؤتمرون، الذين يفوق عددهم الخمسة آلاف، حسب مصادر من داخل الحزب، فإن تكتما شديدا يحيط بهذا المؤتمر، كما لاحظ مراقبون غياب أي إعلان عنه في الشوارع الرئيسية للعاصمة، مثلما دأبت على ذلك الأحزاب السياسية أثناء تنظيم مؤتمراتها الوطنية. وقالت مصادر مطلعة إن فؤاد عالي الهمة، الذي ظل يقود الحزب من الخلف دون أن يظهر على واجهته، قد يفاجئ المؤتمرين في اللحظة الأخيرة بترشحه لقيادة الحزب، الذي سيأخذ مسيرته الطبيعية بعد هذه المحطة. وأوضحت نفس المصادر أن الهمة أسر لبعض المقربين منه، قبل أسابيع، برغبته في الترشح، بهدف إزالة الغموض الذي ظل يحيط بعلاقته بالحزب والتساؤلات الكثيرة حول دوره فيه. إلا أن المصادر لم تستبعد أن يتراجع الهمة عن الترشح، بسبب عدم رغبته في التفرغ بشكل نهائي للتدبير اليومي للشؤون الحزبية. والتصق الحزب منذ إنشائه، في العام الماضي، باندماج خمسة أحزاب سياسية من مختلف التوجهات وأشخاص مستقلين من اليسار الراديكالي السابق، باسم فؤاد عالي الهمة، وهذا ما جعل الحزب مشخصنا أكثر وخاضعا لكاريزما الهمة، مما جعل البعض يصف الحزب بكونه حزب صديق الملك وليس حزب المؤسسات، وهو ما يقول أعضاء الحزب إن المؤتمر سيكون محطة لتجاوزه والانتقال إلى الاندماج النهائي والمؤسسات. وكشفت مصادر من الحزب أن أربعة أسماء ستتنافس على منصب الأمين العام للحزب، هي صلاح الوديع، المعتقل السياسي السابق من مجموعة 23 مارس، والشيخ بيد الله، وزير الصحة الأسبق الممثل للصحراويين داخل الحزب، وإلياس العماري، وحسن بنعدي، الأمين العام الحالي للحزب. وأوضحت المصادر أن هذا الأخير، الذي يطمح إلى البقاء على رأس الأمانة العامة للحزب، هو الأضعف بين جميع المرشحين، لكونه انتخب سابقا أمينا عاما للفترة الانتقالية فقط، ولا يحظى بتأييد واسع داخل الحزب، بسبب بعض الأخطاء التي ارتبكها، مثل تصريحاته القوية ضد حزب الاستقلال، عندما انتقد في العام الماضي استمرار حزب عباس الفاسي في ترديد نفس النشيد الحزبي القديم، وقال ساخرا إنه كان يسمعه منذ كان في العاشرة من العمر، مما أغضب الاستقلاليين وقتها، أو انتقاداته للاتحاديين الذين سبق أن وصفهم بالبعثيين، في إشارة إلى حزب البعث العراقي الذي انتهت صلاحيته.