يعقد حزب الأصالة والمعاصرة خلال نهاية هذا الأسبوع، وعلى مدى ثلاثة أيام، مؤتمره التأسيسي، الذي من المقرر أن يناقش مجموعة من الوثائق المتعلقة بهوية الحزب وأهدافه وموقعه في المشهد السياسي المغربي. ويرتقب أن تشكل علاقة الحزب بحركة لكل الديمقراطيين، التي أنشأها فؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب في الداخلية السابق، وكذا موقع هذا الأخير داخل الأجهزة التنظيمية للحزب، أهم نقطتين يناقشهما المؤتمرون، إذ يرى عدد من المراقبين أن المؤتمر التأسيسي مطالب بتوضيح العلاقة بين الحزب والهمة، وفك الارتباط مع الحركة، الذي شوش على موقعه ودوره في الساحة السياسية، كما أنه مطالب بتوضيح موقع الهمة داخل الحزب، وهل سيبقى لاعبا رئيسيا فيه من وراء الستار أم إنه سيتخذ له موقعا في الواجهة الحزبية. وقال حكيم بنشماس، من حزب الأصالة والمعاصرة، في تصريحات ل«المساء»، إن اللجنة التنظيمية للمؤتمر أعدت آخر الاستعدادات لاستقبال حوالي 5000 مؤتمر من مختلف أقاليم المغرب، كما أن اللجان التي شكلها الحزب هيأت مختلف الوثائق والأوراق التي ستطرح أمام المؤتمرين. وأوضح بنشماس أن هناك وثيقتين أساسيتين سيناقشهما مؤتمر الحزب، الذي وصفه بالمؤتمر الأول وليس التأسيسي، وهما الوثيقة المتعلقة بمبادئ وتوجهات الحزب، والأخرى المتعلقة بالأهداف والأولويات. وتطرح الوثيقة الأولى القيمة المضافة التي يمكن للحزب أن يقدمها إلى المشهد السياسي المغربي، خصوصا بعد الجدل الذي أثاره تأسيسه والطموحات الكبيرة التي عبر عنها جل أعضائه، معتبرين أن «الوافد الجديد»، حسب التسمية التي أطلقها عليه الاتحاديون، سيكون دفعة قوية للعمل السياسي في البلاد. كما تطرح الوثيقة قضية الاستغلال السياسي للمقدس المشترك في المغرب، في إشارة إلى الإسلاميين والربط الذي يضعونه بين الدين والسياسة، والذين يعتبرون هم أيضا أن حزب الهمة يوظف اسم الملك، المقدس في الدستور، في عراكه السياسي، تحت مقولة أن الحزب هو حزب «صديق الملك». وتتطرق الوثيقة أيضا إلى قضية الإصلاحات السياسية والدستورية، لكن لا يعلم ما إن كان الحزب سيطرح تصوره للإصلاح الدستوري، وهل يمكن أن يجمع تكتلا حزبيا يرفع هذا المطلب، قبالة الاتحاد الاشتراكي الذي وضع هذه القضية في جدول أعماله وأعد مشروعا في هذا الاتجاه، ربما يقدم باسم تجمع الكتلة الديمقراطية. أما الوثيقة الثانية، المتعلقة بالأهداف والأوليات، فهي تقدم تصور الحزب للانتقال من منطق التوافقات في العمل السياسي إلى منطق العمل السياسي العادي، وتدعيم الاقتصاد التنافسي والتضامني، وتحسين نظام الحكامة في البلاد، وإنضاج شروط اندماج المغرب في مجتمع اقتصاد المعرفة. وقال حكيم بنشماس إن رهان المؤتمر، الذي يفترض أن يكرس صورة الحزب بشكل نهائي، هو تكريس خيار الاندماج «بشكل لا رجعة فيه»، وقال إن المؤتمر سيرد، عمليا، على كل ما نشر عنه خلال الفترة السابقة من «افتراءات لا أساس لها من الصحة». وحول ما إن كان المؤتمر سيكرس في ذات الوقت مسألة التمثيلية داخل الحزب، خصوصا وأن بعض أعضاء الأحزاب الخمسة التي اندمجت في حزب الأصالة والمعاصرة كانت تشكو من التهميش، وهو ما كشفت عنه الانسحابات المتتالية لعدد من المندمجين، قال بنشماس: «نعتقد أن الدينامية التي خلقها الحزب مكنته من أن يصل إلى المرحلة التي يمكن له فيها أن يقول إنه كرس خيار الاندماج نهائيا، ويعمل على خيار استراتيجي أهم، وهو الانفتاح على جميع الطاقات والأطر في البلاد»، مضيفا أنه لا أحد من الأحزاب الخمسة المنضوية في الحزب يتعامل بمنطق «أنه قادم من حزب آخر، وإنما بمنطق أنه جزء من حزب الأصالة والمعاصرة».