تفتتح، بعد غد الخميس 19 فبراير، وحدة جديدة من الأسواق الممتازة بمقاطعة تابريكت مدينة سلا، وهو ما سيثير حفيظة التجار الصغار الموجودين في نواحي السوق الممتاز، نظرا لما يمثله الوافد الجديد من منافسة غير متوازنة سيؤدي إلى تراجع كبير في مداخيلهم، إذ إنها تتراجع بنسبة 80 %، حسب تصريح رئيس الجمعية المغربية لتنمية التجار العربي طاروف، لجريدة «المساء». وأضاف طاروف أن النمو السريع لهذه الأسواق وسط المدن والأحياء الشعبية فيه محاربة للتجار الصغار، لأنها تستقطب زبناءهم المعتادين، مستدلا على قوله بأن 8 إلى 9 محلات بقالة تغلق أبوابها في كل حي يشهد إقامة سوق ممتاز بالدار البيضاء، «وهو ما حصل في عين الشق وسيدي معروف وعين السبع». وتعيب جمعيات التجار على الحكومة عدم حرصها على تنفيذ الأهداف التي سطرها مشروع «رواج» للتجارة الداخلية بإلزام هذه الأسواق التجارية الكبرى بدفتر الشروط والتحملات وإخراجها إلى خارج المدارات الحضرية للمدن، بل إن العكس هو الذي يحصل يقول المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين في بلاغ له بداية شهر يناير الماضي، إذ «تدعم أي الحكومة وتشجع هذه المراكز بتمكينها من أراضي الدولة بأثمنة رمزية ومنحها ترخيصات استثنائية في مجال التعمير وسط الأحياء الشعبية وكنموذج لذلك (سوق الصالحين بمدينة سلا)». ونبه طاروف، في تصريح ل «المساء»، إلى أن فرنسا عمدت إلى تطبيق قانون أصدرته في السبعينيات بإبعاد مراكز التسوق عن المدن الفرنسية ب30 كلم، بعدما تراجعت مداخيل الخزينة الفرنسية بنسبة 35 في المائة، وللمحافظة على اليد العاملة التي يشغلها صغار التجار. يشار إلى أن وزارة التجارة والصناعة وقعت، شهر دجنبر الماضي، مع مجموعة «ميترو المغرب» للأسواق الممتازة اتفاقية شراكة لعصرنة تجارة القرب (التجار الصغار)، وتقضي بتقديم دعم مادي ل700 محل من محلات التجار زبناء «ميترو»، من خلال القيام بتحليل مدقق لمحله ولمحيطه التجاري والتنافسي، ومساعدته في اختيار ووضع المنتجات والتجهيزات، وتوفير تكوين لهم في مجال التسيير وتقنيات البيع، وسيساهم صندوق برنامج «رواج» لكل تاجر منخرط فيه بمساعدة قدرها 25000 درهم تهم تكاليف الخبرة والتجهيز.