بات 900 ألف نقطة بيع (بقال) عبر التراب المغربي مهددا؛ بسبب المنافسة الكبيرة للأسواق الممتازة، إذ لم يعد الأمر يتعلق بالشركات الكبرى المغربية (مرجان وأسواق السلام ولابيل في...) بل بدأت العديد من الشركات الأجنبية تستثمر بالمغرب (كارافور)، وتعتزم الاستثمار بأهم المدن، فضلا عن شركات أخرى من تركيا وألمانيا، فما هي الأسباب التي تجعل السوق المغربي يعرف هذا التنافس، وهل البقال المغربي في خطر؟ وما هو السر حول التهافت على عائدات السوق المغربية؟ الأسواق الكبرى تطورت الأسواق الممتازة في الآونة الأخيرة، حتى باتت تشكل خطرا على المحلات التجارية الصغيرة، بسبب المنافسة الكبيرة لها، وتوفريها لجميع المواد الغذائية والتجهيزية والخدماتية، وبأسعار أقل؛ على اعتبار أنها لجأت إلى التقليل من عدد الوسطاء؛ ومن انخفضت الكلفة. وفي ظل التنافس الكبير ما بين الشركات الكبيرة بالمغرب حول الاستثمار في هذا القطاع، تأتي الشركات الأجنبية بغية الظفر بحصتها من عائدات السوق المغربية، إذ عرفة مدينة سلا مؤخرا فتح أحد الأسواق الممتازة كارافور. وبدأت المحلات التجارية الصغرى تفقد حصتها بالسوق المغربي إزاء هذه المتغيرات، خصوصا أمام المنافسة الكبيرة للأسواق الممتازة التي تملك كل الإمكانات المالية واللوجستيكية، ومن ثم فإن هامش المناورة بالنسبة للتجار الصغار قليل أمام شركات ضخمة؛ من قبيل مرجان التابع لأونا، والذي بدأ يتوسع بعدد كبير من المدن المغربية، وأسواق السلام التي تعود إلى هولدينغ الشعبي للمستثمر المغربي ميلود الشعبي، إذ تتميز عن غيرها بعدم تقديمها للمنتجات الكحولية، أو محلات حانوتي التي غيرت من مخططها بالانتقال من المحلات الصغيرة إلى الكبيرة تحت إشراف أحد أضخم البنوك المغربية البنك المغربي للتجارة الخارجية، دون نسيان لابيل فيل التي توجد بأهم النقط بالعديد من المدن المغربية. وأكد بوعزة الخراطي رئيس الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك أن عدد المساحات الكبرى لا يتجاوز 10 في المائة من طلبات المغرب، ومن ثم سيعرف السوق العديد من الاستثمارات في هذا القطاع. منافسة يتساءل الفاعلون الاقتصاديون والمستهلك على حد سواء عن أسباب هذه المنافسة، ودوافع هذا التنافس في السوق المغربية. حسب معطيات وزارة التجارة والصناعة، تمكن قطاع التجارة والتوزيع خلال سنة ,2007 من تسجيل قيمة مضافة بلغت 65 مليار درهم، مسهما بذلك بنسبة 6,10 في المائة في الناتج الداخلي الخام، وتشغيل مليون و257 ألفا، أي ما يعادل 5,12 في المائة من إجمالي اليد العاملة النشيطة بالمغرب. وتؤكد هذه المعطيات أن سوق التجارة والتوزيع بالمغرب يملك العديد من الإمكانات وفرصا كبيرة للتطور، ومن ثم فهذه الكعكة تغري المستثمرين الكبار، لاسيما وأن أرقام وزارة التجارة والصناعة تشير إلى أن الأنماط الجديدة للتجارة عرفت تطورا مضطردا خلال سنة ,2008 إذ بلغت 31 وحدة بالنسبة لمحلات البيع التي تتجاوز مساحتها 2500 مترا، والتي تغلب على معاملتها تجارة المواد الغذائية، و44 نقطة بيع بالنسبة للمحلات التجارية التي تتراوح مساحتها بين 400 و2500 مترا مربعا، وتنتمي إلى إحدى الشبكات التجارية، و363 شبكة لإستغلال الأسماء التجارية فرانشيز؛ موزعة على ما يفوق 2726 نقطة بيع. من جهته أشار الخراطي إلى أن هذه الأسواق تقدم العديد من الخدمات للمستهلك من الناحية التجارية، خاصة المتعلق بالجانب الصحي، والمستهلك يذهب إليها في المرة الأولى من أجل الاكتشاف، وفي المرة الثانية مرفوقا بالعائلة ليتحول إلى زبون. وفيما يتعلق بالمنافسة التي يمكن أن تشكلها هذه الأسواق الممتازة؛ اعتبر الخراطي أنه من الضروري أن يطور البقال خدماته، ويجب أن يهتم بالجودة، وتغيير طريقة العمل، ونقطة ضعف البقال هي الجودة؛ على اعتبار أن المستهلك المغربي بدأ يعرف آليات الجودة، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن برنامج رواج يهدف إلى تطوير محلات البقالة، فإنه عرف جملة من العوائق، مثل أن ينخرط صاحب المحل في جمعية أو تعاونية، ومن ثم أكد على ضرورة تبسيط المسطرة لكي يتمكن أصحاب المحلات التجارية الصغيرة من الاستفادة من التأهيل. وقال الخراطي بأنه توجد على الساحة الأسواق الممتازة التي يجب أن توجد خارج المدينة، مثل مترو وتعاملاتها التجارية التي تتم مع الحرفيين وبالجملة، وتتوفر على موقف للسيارات، وهناك بعض الأسواق التي تستثمر داخل المدينة، ويتعلق الأمر بـأسيما أولابيل فيل. وأوضح أنه في ظل المنافسة ستتأثر اليد العاملة بالمحلات التجارية الصغيرة، مشيرا إلى أن العاملين بهذا القطاع لهم دور اجتماعي أكثر من اقتصادي، والبقال يقدم القروض والوساطة والاخبار. فهل ستؤثر هذه الشركات العملاق على حوالي 900 ألف نقطة بيع منها 3,39 في المائة تمارس نشاطها بطريقة موسمية، عرضية أو غير منظمة، حسب الإحصاءات الرسمية. استهلاك إلى حد قريب كانت الأسواق الممتازة حكرا على شريحة معينة من المجتمع، إلا أن توسعها وتطورها، وتواجدها على مقربة من الأحياء الشعبية، جعلها قبلة لجميع الشرائح المجتمعية، خصوصا أمام أسعارها المنخفضة. وقال آيت سليمان العربي عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين إن هذه الأسواق الممتازة تحاول أن تغير نمط الاستهلاك لدى المستهلك عبر مجموعة من الإعلانات التي تورد تخفيضات، وعندما يذهب المستهلك يجد نفسه أمام كم هائل من المنتجات بعضها مرتفع السعر عن المحلات التجارية الصغيرة، مشيرا أنها تعتمد آليات جديدة في التسويق. وأوضح أن ارتفاع عدد هذه الأسواق يشكل خطورة على التجار، مشيرا إلى ضرورة أن تستثمر خارج المدن؛ على غرار الدول الأخرى. من جهته قال أحد رؤساء جمعيات التجار بالدار البيضاء إن تطور الأسواق الممتازة بالمغرب يشكل خطرا على التجار الصغار والمتوسطين.