بعد معاناة طويلة في البحث عن ابنها المتغيب منذ حلول شهر رمضان، عثرت عائلة الطفل (ر. ك) على فلدة كبدها في حضن إحدى المتسولات في منطقة تسمى «بالمراسة» حيث كانت تستغله في عملية التسول، وكشف مصدر ل «المساء» أنه بعد أن تم نشر خبر تغيب الطفل عبر الموقع الاجتماعي «الفايسبوك» تلقت العائلة معلومة من قبل أحد المواطنين أكد لها أنه شاهد الطفل في منطقة (المراسة) رفقة إحدى المتسولات، وهو ما جعل والد الطفل يتجه إلى هذه المنطقة ليكتشف أن متسولة في هذه المنطقة تستغل ابنه في عملية التسول، ثم عاد به إلى حضن أسرته. وحذرت جمعية منتدى الطفولة بمدينة الرباط من ظاهرة استغلال الأطفال في عمليات التسول، وقال عبد العالي الرامي، رئيس الجمعية، إن ظاهرة استغلال الأطفال في التسول أصبحت ظاهرة خطيرة لابد من أن تتكاثف جميع الجهود للقضاء عليها، وأضاف أن ما حدث يعتبر فقط نموذجا لما يجري في العديد من المناطق، حيث يتم استغلال الأطفال في هذه الظاهرة التي يمقتها الدين الإسلامي، الذي يجعل اليد العليا أحسن من اليد السفلى. وأكد رئيس جمعية منتدى الطفولة في التصريح ذاته، أن ظاهرة التسول تتنامى بشكل كبير في مثل هذه الأيام، حيث أصبحت تأخذ أشكالا وأنواعا مختلفة، وهو الأمر الذي يستدعي ضرورة القيام بحملات من أجل الحد منها، وقال «إن الحملات تركز بشكل كبير على النهار، في حين أن مجموعة من المتوسلين لا يخرجون من جحورهم خلال شهر رمضان إلا بالليل، وخاصة في الفترة الممتدة بين صلاتي المغرب والعشاء، وأصبح العديد منهم يحترف هذه المهنة ويختار الأوقات المناسبة للتسول». في السياق ذاته، أصبحت أبواب المساجد تعرف منافسة بين المتسولين المغاربة وبعد الفارين من جحيم الأحداث الدامية التي تقع في سوريا، إذ منذ اندلاع الأزمة السورية بدأت بعض العائلات في هذا البلد، والتي تؤكد أنها من منطقة حمص تتوافد على المغرب من أجل كسب لقمة العيش، وهو ما دفعها إلى التسول أمام أبواب المساجد، لتنضاف إلى أفواج المتسولين الذين يختارون هذه الأماكن، وتكثر ظاهرة التسول بشكل كبير في الأيام الأخيرة لشهر رمضان، من أجل الظفر بزكاة الفطر.