وجهت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، في تجمع عقدته بفاس، مساء أول أمس السبت، سهام نقدها إلى حكومة الإسلاميين، وقالت إنها حكومة لا تختلف عن الحكومات السابقة «من حيث الاختيارات اللاشعبية»، وعدم فتح أي أوراش للتنمية، واتهمتها ب«السكوت عن الفساد»، و»تعميق مديونية البلاد»، وعدم اتخاذ أي إجراءات ل»إصلاح القضاء والإدارة والتعليم». وانتقدت منيب، وهي تحاول تشريح الوضع السياسي بالمغرب، ما أسمته استمرار «التحكم» في المشهد السياسي، و«تجفيف منابع اليسار»، واستقطاب بعض نخبه. وتحدثت عن وجود «بؤس سياسي» في المشهد. ودعت إلى بناء جبهة ديمقراطية موسعة لمواجهة ما أسمته «الأصولية المخزنية» و»الأصولية الإسلامية»، التي قالت عنها، وهي تستعرض تجربة مصر، بأنها تستغل ضعف المواطنين وتستبلد الناس، وتختزل الديمقراطية في صناديق الاقتراع، والتخطيط مع القوى الكبرى للبقاء في الحكم، ضدا على مبادئ الديمقراطية. ولم يسلم اليسار من انتقادات منيب. إذ ذكرت بأن اليسار أصبح يعيش على الهامش بعدما كان في المركز، وردت هذا الوضع إلى انتشار قيم الانتهازية والفردانية والوصولية، وقالت إن اليسار بحاجة إلى نقذ الذات لتجاوز الأخطاء التي أفقدته دوره التاريخي. وردت منيب، وهي تتحدث أمام العشرات من فعاليات اليسار بمقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، جزءا من أسباب تراجع اليسار إلى محطة التناوب التوافقي، وذكرت بأن اليسار المشارك وغير المشارك تعرض لضربة بسبب هذه المحطة، قبل أن تضيف بأن اليسار يعيش البلقنة والتفتت وحروبا داخلية هو في غنى عنها، دون أن يستطيع الانتقال من التنظير إلى الفعل.